فاطمة محمود الخطيب: دار «سدرة» جسر الثقافة الإماراتية إلى العالمية

في زاوية من الزمان، حيث تتشابك الحروف، وتنسج الكلمات عالماً من الإبداع والمعرفة، نجد فاطمة محمود الخطيب، قارئة نهمة، لا يمر عليها يوم دون أن تستنشق عبق الورق، وتستقي من نهر الحروف. تدور فاطمة في فلك الكتب، وتتنقل بين صفحاتها، كمن يرتاد عالماً سحرياً؛ فلم تكن القراءة بالنسبة لها مجرد هواية، بل حملت ع

في زاوية من الزمان، حيث تتشابك الحروف، وتنسج الكلمات عالماً من الإبداع والمعرفة، نجد فاطمة محمود الخطيب، قارئة نهمة، لا يمر عليها يوم دون أن تستنشق عبق الورق، وتستقي من نهر الحروف. تدور فاطمة في فلك الكتب، وتتنقل بين صفحاتها، كمن يرتاد عالماً سحرياً؛ فلم تكن القراءة بالنسبة لها مجرد هواية، بل حملت على عاتقها مهمة نشر الإبداع وترجمته، لتتاح للجميع فرصة تذوق ثمار المعرفة. فاطمة محمود الخطيب، عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، ومؤسِّسة دار «سدرة» للنشر، تجمع بين عشق القراءة وشغف النشر، بجانب عملها في مستشفى راشد.. حاورتها «زهرة الخليج»؛ لتعرف أكثر عن مشروعها الثقافي، وأهميته الأدبية:

كيف كانت بداية رحلتك مع القراءة؟

القراءة جزء لا يتجزأ من حياتي منذ الصغر. لا أتذكر أول كتاب قرأته، لكنني كنت محاطة بالكتب في كل مكان، فمكتبة عمتي «أم غيث»، التي كنت أقضي لديها إجازات نهاية الأسبوع، أثرت في حبي للقراءة. كما أن عائلتي كانت تقرأ كثيراً فتأثرت بذلك. بدأت بقراءة الكتب الكلاسيكية، لنجيب محفوظ، وغازي القصيبي، وعبد الرحمن منيف، وغيرهم، ثم بدأت أنوع قراءاتي. كما أحب الفيزياء، خاصة الموضوعات المتعلقة بالزمن والكون، وأحب كتاب «نظام الزمن» بشكل خاص.

  • فاطمة محمود الخطيب: دار «سدرة» جسر الثقافة الإماراتية إلى العالمية

الناشرة الإماراتية

ما الذي دفعك إلى إنشاء دار «سدرة»؟

كنت قارئة منذ زمن طويل، ولديَّ أصدقاء قراء؛ ما جعلني أواظب على الذهاب إلى معارض الكتاب، حتى بات أصحاب دور النشر يعرفونني كقارئة. منذ عام 2006، بدأت العمل مع دور النشر في التحرير والتدقيق، ما زاد رغبتي في إنشاء دار نشر خاصة بي. وقد ركزت على ترجمة الكتب الرائعة إلى اللغة العربية، وساعدتني العلاقات التي بنيتها مع المترجمين في تحقيق هذا الهدف؛ فأنشأت «سدرة» بسرعة وسهولة، وكان هدفي الرئيسي هو ترجمة الكتب العربية إلى الإنجليزية؛ لتعريف العالم بالثقافة الإماراتية. 

كيف ترين الدعم المقدم إلى المرأة الناشرة في الإمارات؟

النشر في الإمارات مجال جديد نسبياً، وبدأ يتزايد بفضل جهود الشيخة بدور القاسمي، التي سلطت الضوء على هذا المجال، وأطلقت مبادرة «ببلش هير» لدعم الناشرات. أرى الفرص متساوية بين الرجال والنساء في هذا المجال، لكن مبادرة الشيخة بدور تركز على دعم المرأة بشكل خاص.

عطاء.. وأصالة

لماذا اخترت «سدرة» اسماً لدار النشر؟

خارج بيت جدي، رحمه الله، كانت هناك سدرة كبيرة، لعبت تحتها كثيراً في طفولتي، وشعرت بأنها ترمز إلى الإمارات، والأصالة، فعروقها ثابتة في الأرض. والسدرة شجرة مثمرة ودائمة الخضرة، ما يجعلها رمزاً للعطاء والاستمرارية؛ لهذا اخترتها اسماً لدار النشر.

حدثينا عن المشاركات الخارجية لدار «سدرة»!

شاركنا في العديد من المعارض، بالتعاون مع جمعية الناشرين الإماراتيين؛ فحضور المعارض الخارجية مهم؛ لتعزيز العلاقات مع الناشرين، وفهم سوق الكتاب في الدول الأخرى. وخلال إحدى المشاركات، حصلت على حقوق نشر كتاب لمؤلفة كندية، وصل إلى قائمة الكتب الأكثر قراءة، ونال العديد من الجوائز. هذه المشاركات تساهم في تعريف الآخرين بالثقافة الإماراتية، وتلبي احتياجاتهم من الكتب، وقد شاركت الدار بالعديد من المعارض، في كوريا، وسالونيك، ولندن، وستشارك في معرض فرانكفورت القادم، كذلك.

كلمة توجهينها إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، حفظها الله!

عندما تخرجت في الجامعة بدرجة امتياز، كرمتنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات) في أبوظبي. كانت لحظة رؤية هذه الشخصية المهيبة والمتواضعة ذات تأثير كبير بالنسبة لي. ولا يمكنني أن أوفيها الشكر على دعمها المتواصل لنا، وتمكين المرأة الإماراتية، فهي أمنا، والداعم الأول لنا.