آمنة حسن الحمادي: الإماراتية تتمتع بحس ثقافي فريد

غيرت حلمها من الصحافة إلى الثقافة؛ لتشق طريقها بجدارة بين متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، حاملة معها شغفها بالبرامج المجتمعية في عالم المتاحف.. تسير آمنة حسن الحمادي، رئيس وحدة المشاركة المجتمعية في متحف زايد الوطني، في رحلة مليئة بالتحديات، تعزز رغبتها في العطاء، وتحسين تجربة زيارة المتحف لك

غيرت حلمها من الصحافة إلى الثقافة؛ لتشق طريقها بجدارة بين متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، حاملة معها شغفها بالبرامج المجتمعية في عالم المتاحف.. تسير آمنة حسن الحمادي، رئيس وحدة المشاركة المجتمعية في متحف زايد الوطني، في رحلة مليئة بالتحديات، تعزز رغبتها في العطاء، وتحسين تجربة زيارة المتحف لكل مرتاديه، بمختلف فئاتهم. وقد كانت بداية رحلتها مع الأدب، حيث أنشأت «الصالون الأدبي»، قبل أن تغيّر مسار أشرعة سفنها إلى عالم مختلف تماماً.. «زهرة الخليج» أدارت حواراً مع آمنة الحمادي؛ لنتعرف على مهامها واهتماماتها بشكل أكبر:

متى بدأ اهتمامك بالمتاحف، وما الدور الذي كنت تقومين به في متحف اللوفر أبوظبي؟

يمكن وصف البداية بالمتأخرة قليلاً وغير المتوقعة؛ لأنني كنت دائماً أحلم بالعمل في مجال الإعلام والصحافة، وإجراء المقابلات مع الناس، والتفاعل معهم، ونقل تفاصيل حياتهم بشكل احترافي. لكن في عام 2017، حصلت على فرصة عمل في متحف اللوفر أبوظبي بقسم الاتصال، وانضممت في النهاية إلى قسم التعليم. رغم مواجهتي بعض التحديات في البداية، إلا أنني تحديت نفسي، واكتشفت شغفي بمجال التعليم المتحفي، وبالتحديد المجال المجتمعي، بعد عامين ونصف العام من تجربتي في أقسام التعليم المختلفة. من هنا، كانت انطلاقتي، حيث اكتشفت عالم البرامج المجتمعية بشكل أعمق، لفئات: طلاب المدارس والجامعات، وأصحاب الهمم، وكبار المواطنين، والأحداث والقصّر. هذا الشغف بالجانب المجتمعي دفعني إلى دراسة الماجستير، وكانت أطروحتي حول دور التعليم في المتاحف لكبار المواطنين الإماراتيين، الذين تجاوزوا سن الستين – كدراسة حالة لمتحفَي: اللوفر أبوظبي، والاتحاد بدبي.

  • آمنة حسن الحمادي: الإماراتية تتمتع بحس ثقافي فريد

تجربة.. وتحدٍّ

كونك رئيس وحدة المشاركة المجتمعية في متحف زايد الوطني، ما الدور الذي تلعبينه، وما المشاريع التي تشرفين عليها؟

في وحدة المشاركة المجتمعية، نلعب دوراً مهماً في تعزيز تجربة الزوار، وضمان تفاعلهم مع مقتنيات المتحف بشكل شامل ومبتكر. أدير مجموعة متنوعة من المشاريع والأنشطة التعليمية، التي تهدف إلى جعل المتحف مكاناً مفتوحاً ومتاحاً للجميع، بغض النظر عن احتياجاتهم أو قدراتهم. وسهولة الوصول تمثل تحدياً جديداً بالنسبة لي، حيث كانت خبرتي دائماً بتصميم البرامج التعليمية، للفئات التي قد تجد تحدياً في زيارة المتحف. إن تحقيق الوصول الشامل إلى المتاحف بمنطقتنا العربية ليس تحدياً فحسب، لكنه يمثل كذلك فرصة لتقديم تجربة فريدة وغنية للجميع، من خلال العمل على مشاريع تهدف إلى تحسين الوصول إلى أصحاب الهمم وكبار المواطنين، ومنهم المصابون بالخَرَف، بالإضافة إلى تصميم برامج تعليمية، تناسب مختلف الأعمار والاهتمامات. وتهدف رؤيتنا إلى جعل متحف زايد الوطني قدوة في مجال الوصول والشمولية. لذا، نعمل جميعاً كفريق واحد على دمج هذين الأمرين في جميع أنشطتنا اليومية، لتكون تجربة الزائر الثقافية والتعليمية متكاملة، وليشعر الجميع بالانتماء إليها. ونهجنا المستقبلي يركز على تجسيد مفهوم سهولة الوصول ضمن هويتنا وخدماتنا؛ لذلك لا نسلط الضوء على تمييز، أو تمكين أصحاب الهمم، بل نعتبر سهولة الوصول جزءاً لا يتجزأ من مسيرتنا؛ وكما قال أحد خبراء سهولة الوصول: «الوصول هو أكثر من مجرد توفير منحدر للكراسي المتحركة، إنه توفير تجربة كاملة وثرية لكل زائر، بغض النظر عن قدراته»، هذا الاقتباس يلهمني، ويعزز رؤيتي في جعل متحف زايد الوطني معياراً يحتذى به في هذا المجال. إن تحدي نفسي في هذا المجال يساعدني على تنمية وتطوير مهاراتي، وتقديم تجارب مميزة إلى الزوار، تعزز تفاعلهم مع التراث والثقافة.

مشروعُ أدبي

حدثينا عن مشروعك «الصالون الأدبي»، وعن تفاعل الجمهور معه!

لديّ اهتمام خاص بالأدب والشعر، وأسست «الصالون الأدبي» المتجول عام 2014. كان المشروع فريداً من نوعه، ولم يكن مقتصراً على مكان معين، بل تنقل عبر الإمارات، ووصل إلى القراء في أماكن مختلفة. وقد كان أعضاؤه من الكتّاب والشعراء والقراء، وشهد لقاءات بين جيلين من الأدباء الإماراتيين. وقد كان تفاعل الجمهور معه إيجابياً بشكل كبير. وتميز الصالون بجلساته النقاشية المتنوعة، التي تضمنت دعوة شعراء وموسيقيين، ورغم توقفه فإنني ما زلت أتلقى تساؤلات حول إحيائه مرة أخرى.

كيف ترين حضور المرأة الإماراتية في مجال المتاحف؟

المرأة الإماراتية تتمتع بحضور بارز في مجال المتاحف؛ فبفضل دعم القيادة تشارك النساء الإماراتيات بفاعلية في الحفاظ على التراث الثقافي، ونقله إلى الأجيال القادمة. على مر السنين، شهدت الإمارات تقدماً كبيراً في مجال تمكين المرأة، وتعزيز دورها بمختلف المجالات، بما في ذلك الثقافة والفنون. ففي متحف زايد الوطني، نرى نساء إماراتيات يتمتعن بخبرة واسعة بمجالات مختلفة، ويشاركن في أنشطة ومجالات متنوعة، ويعملن بجدّ ليكنّ قدوة يحتذى بها. كما أن المرأة الإماراتية تتمتع برؤية ثقافية فريدة، تثري تجربة الزوار، وتضيف قيمة جديدة إليهم؛ فحضور المرأة في المشهد الثقافي يعكس تقدمها، ويعزز التزام الإمارات بتعزيز دورها المهم في المجالات كافة.

ماذا يعني لك يوم المرأة الإماراتية؟

يوم المرأة الإماراتية فرصة للاحتفال بإنجازاتنا وقدراتنا، التي تسهم في تقدم وتنمية مجتمعنا؛ فهو تجسيد لدورنا الأساسي في بناء الوطن، وتعزيز قوته.