سـلامة الـفـلاســي: كفاح المرأة قديماً وجد تقدير قيادتنا الرشيدة
أدت المرأة الإماراتية، منذ القدم وعلى امتداد التاريخ الضارب بجذوره في عمق المكان والزمان، دوراً بارزاً في عملية بناء وتنمية المجتمع، يداً بيد مع شريكها في البناء (الرجل)، وأصبحت اليوم علامة فارقة بين نساء العرب والعالم. هذا ما أكدته الوالدة سلامة الفلاسي، حامية التراث بمركز الصناعات التراثية والحرفية، التابع للاتحاد النسائي العام، خلال حديثها إلى مجلة «زهرة الخليج»، لافتةً إلى أن إسهامات المرأة الإماراتية، خلال مراحل عدة من تاريخ الإمارات، جاءت في أدوارها الفطرية، كأم ومربية أجيال، ويرجع إليها الفضل الكبير في تكوين أجيال قامت بمهام جسيمة، وأوضحت مظاهر عطاء المرأة الإماراتية قديماً، وحتى اليوم في الحوار التالي:
حدثينا عن مهام المرأة في الماضي!
انحصر دور المرأة في الماضي بين الواحات، والبادية؛ ففي الواحات عملت على توفير الطعام، عن طريق زراعة المنتجات المختلفة في تربة صحراوية شحيحة، لكنها أخذت على عاتقها المساهمة في العملية الإنتاجية، التي كان يقوم بها الزوج؛ فكانت تقوم بسقي المزروعات والماشية، وجمع التمر وحفظه، وشراء لوازم المنزل، إلى جانب واجباتها المنزلية، ومنها: تربية الدواجن، وبعض الحيوانات الأليفة.
يد أمينة
كان الرجل يذهب في رحلات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ.. فماذا كانت تفعل المرأة وقتها؟
برز دور المرأة عند استعداد الرجل لرحلات الغوص، والرحيل إلى «مغاصات اللؤلؤ»، فكانت تتحمل مسؤولية رعاية المنزل، وتربية الأبناء، حال غياب الزوج لأشهر طويلة، كما كانت تقوم بتربية الأغنام للإنفاق على أبنائها، بعد بيع منتجات الألبان؛ لتوفر بعضاً من احتياجات أولادها، وبعض النساء كن يقمن بحياكة الملابس، إلى جانب أعمال كثيرة، تقوم بها المرأة لمساعدة الرجل، وعندما يعود الرجل «الغواص»، بعد حوالي أربعة أشهر، يجد زوجته «لؤلؤة المنزل» أمامه، ومنزله معطراً بالدفء والأمان، وأولاده في أحسن حال؛ فهذه هي المرأة الإماراتية في الماضي.. حكيمة، وقوية، ومثابرة.
ماذا عن الأدوار، التي قامت بها المرأة في البادية عند غياب زوجها؟
جهود المرأة في البادية بارزة وواضحة؛ فلقد ضربت المرأة البدوية أروع صور العطاء في مساعدة الزوج، فقد نسجت السدو، الذي يعدُّ من أجمل حرف البادية، وصنعت أثاث الخيمة، من الفرش والمساند، وفرش النوم، وبيت الشعر للسكن، وغزلت الصوف، كما صنعت السجاد والبشت والخيام من صوف الإبل. وأيضاً، خبزت وزرعت، وقامت بالكثير من الأعمال، مثل: جلب الحطب والماء، وتحويل الخشب إلى فحم، والزراعة، وأعمال كثيرة أخرى؛ للوقوف بجانب زوجها.
تقدير.. وامتنان
كيف تغير وضع المرأة بعد التحولات الاقتصادية والاجتماعية، التي شهدتها الإمارات؟
ظلت المرأة الإماراتية مثالاً رائعاً للعطاء واليقظة وحسن التصرف، وهذا ينبع من حب وطنها وزوجها وأبنائها وبيتها. ظل هذا الوضع سائداً حتى منتصف القرن الماضي، حينما مرت دولة الإمارات بتغيرات وتحولات اقتصادية واجتماعية سريعة، ترتب عليها ظهور تحديات جديدة، تستدعي إعادة النظر والتفكير في نمط الحياة والمسؤوليات المطلوبة من المواطنين، رجالاً ونساءً، وهذا تطلب إعداد المواطنين لمواجهة التحديات الكبيرة، لإحداث نمو اقتصادي واجتماعي؛ لتحسين مستوى الحياة من جميع النواحي، مع عدم إغفال قيمنا المجتمعية، وموروثنا الثقافي.
ماذا يمثل يوم المرأة الإماراتية بالنسبة لكِ؟
رحلة الكفاح التي عاشتها المرأة الإماراتية، قديماً، وجدت كل تقدير من القيادة الرشيدة؛ فشهدت مسيرتها تحولات نوعية في شتى المجالات، وازدهرت عطاءاتها، وتواصلت خطواتها الموزونة والواثقة، لمزيد من التقدم والتطور. ونحن نحتفل بيوم المرأة الإماراتية، الذي يوافق 28 أغسطس كلّ عام، يسعدني أن أقول: إنه يوم فارق في حياتي، ويحمل لكل بنات الإمارات معاني ودلالات ومشاعر فياضة؛ فهذا اليوم يعبر عن التقدير والحب والولاء لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حيث تحيط بسموها أفئدة بنات وأبناء الوطن؛ عرفاناً وحباً وولاءً، وتقديراً أيضاً لحجم وقيمة وأهمية ما تقوم به سموها لقيادة سفينة «حواء»، وأيضاً كصاحبة رسالة للنهوض بوطنها ومواطنيها، وتحقيق تطلعاتهم في الجوانب كافة، لتنطلق مسيرة ابنة الإمارات مفعمة بحكمة القيادة، وبُعْد نظرها نحو القمة، متسلحة بإسهامها الإيجابي والملموس في مسيرة الوطن التنموية.