بدرية الحرمي: دراسة «الطب» نقطة تحول في حياتي

آمنت الدكتورة بدرية الحرمي، الطبيبة الإماراتية واستشارية الصحة العامة، بأهمية دورها في تعزيز صحة أفراد المجتمع. وبفضل مثابرتها واجتهادها؛ شقت طريقها في مراحل الدراسة المختلفة إلى مواقع القيادة في قطاع الصحة العامة، وانضمت إلى برنامج قيادات حكومة الإمارات، ضمن فئة القيادات التنفيذية، وحصلت على دبلوم

آمنت الدكتورة بدرية الحرمي، الطبيبة الإماراتية واستشارية الصحة العامة، بأهمية دورها في تعزيز صحة أفراد المجتمع. وبفضل مثابرتها واجتهادها؛ شقت طريقها في مراحل الدراسة المختلفة إلى مواقع القيادة في قطاع الصحة العامة، وانضمت إلى برنامج قيادات حكومة الإمارات، ضمن فئة القيادات التنفيذية، وحصلت على دبلوم تنفيذي في برنامج خبير السياسات العامة، من جامعة محمد بن راشد للإدارة الحكومية، مع بصمتها الواضحة في الإعلام الصحي؛ وتكريماً لمسيرتها الحافلة بالعطاء؛ مُنحت جائزة «بكم نفتخر».. في هذا الحوار، نكتشف، معاً، مسيرتها العلمية والعملية الثرية:

حدثينا عن بداية شغفك بالمجال الطبي!

بدأ شغفي بدراسة الطب منذ الصغر، إلى أن أتممت دراستي «الثانوية»، وحصلت على أحد المراكز الأولى، فقررت - وبتشجيع من أسرتي - دراسة الطب. كان اختيار التخصص الطبي نقطة تحول في حياتي، حيث التحقت ببرنامج الصحة العامة، الذي يُعنى بصحة المجتمع بفئاته كافة. بعد التخرج، عينت طبيباً أخصائياً في قسم خدمات صحة المجتمع، الذي يقدم خدمات الصحة المدرسية والتطعيمات، ويهتم بالحملات التوعوية، التي من شأنها تعزيز الوعي الصحي.

رحلة تعلم

كيف طورت قدراتك في مجال عملك؟

طورت قدراتي عبر مراحل متعددة خلال مسيرتي العلمية والمهنية. فخلال عملي بقسم خدمات صحة المجتمع، التحقت بكلية الجراحين الملكية الأيرلندية؛ للحصول على الدبلوم العالي في الإدارة الصحية، بعدها تم اختياري لإكمال زمالة منظمة الصحة العالمية بمجال الصحة العامة من «إمبريال كوليدج» في لندن. خلال وجودي في الخارج، التحقت بأحد مستشفيات لندن؛ للتدريب العملي في مجال الصحة المهنية. وبعد أن أكملت عامين، وقبل رجوعي إلى الإمارات، تم ترشيحي للحصول على العضوية الفخرية بكلية الصحة العامة في لندن، بعدها تم تعييني في أحد مراكز الرعاية الصحية؛ للمشاركة والعمل على تأسيس عيادتي تعزيز الصحة والصحة المهنية، إلى أن تم تعييني مديرة إدارة حماية الصحة العامة، وخلال شغلي هذا المنصب؛ عملت جاهدة لتأسيس وتطوير أقسام هذه الإدارة، التي كان لها دور بارز وفعال خلال جائحة «كوفيد - 19»، بما قدمته من خدمات، ثم تم تعييني مستشاراً في مجال الصحة العامة.

  • بدرية الحرمي: دراسة «الطب» نقطة تحول في حياتي

خلال مسيرتك.. من الشخصيات التي أثرت فيك؟

  أول قدوة في حياتي كانت أمي «فاطمة»، التي ألهمتني بقصة كفاحها، وتوفيقها بين رعاية أبنائها، واستكمال دراستها الجامعية؛ لتصبح معلمة أجيال متميزة. أما في الجانب العملي، فأنا من المحظوظين لأن أول مديرة ومسؤولة لي كانت الطبيبة حنان عبيد، التي كانت مثالاً للقائد المخلص، الذي يتقن عمله، ويفرض احترامه على فريق العمل، بكل حب ومودة، فمعها أدركت أن القائد الناجح يستمد قوته من فريقه؛ فيفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، وأن الأخلاق هي السلطة الأقوى مهما علت مناصبنا.

الصحة النفسية

كيف تعاملتِ مع التحديات والمتغيرات الحياتية؟

 من الطبيعي أن يواجه كل شخص بعض الصعاب والتحديات في مسيرته العلمية أو العملية، والإنسان الواعي يدرك أن التوكل على الله القدير، والحفاظ على الصحة النفسية، هما الأساس لفهم ذواتنا، واستيعاب الآخرين من حولنا، ما يجعلنا أكثر قدرة على تحمل المسؤولية، وأداء واجباتنا على أكمل وجه، وبالتالي التعامل الإيجابي مع التحديات والمشكلات المختلفة، والتغلب عليها. وانطلاقاً من إيماني بدور الصحة النفسية، وتأثيرها في حياتي وأسرتي، فقد أوليتها اهتماماً كبيراً بتبني بعض العادات التي تعززها، ومنها: استثمار الوقت في الحوارات البناءة مع أفراد الأسرة، والاحتفال بنجاح أي فرد منها، وتقديره مهما كان حجمه، بالإضافة إلى مشاركتهم بعض الهوايات، حتى لو كانت جديدة بالنسبة لي.

بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية.. ماذا تقولين؟

أبارك لقيادتنا الرشيدة، التي منحت المرأة أدوات النجاح، وزمام القيادة، ونهديها - بكل حب وتقدير - إنجازات المرأة الإماراتية في ميادين العلم والعمل كافة. كما أهنئ أمهاتنا وأخواتنا وصديقاتنا، وكل امرأة نفتخر بها، وبما حققته من إنجازات ساهمت في رفعة هذا الوطن، ولكل امرأة تحملت مسؤولية تربية أجيال المستقبل.