أشواق الهاشمي: أنحت الابتسامة على الوجوه بأطراف بديلة

نشأت أشواق الهاشمي على التمسك بالتحدي؛ لتحقيق أهدافها في خدمة المجتمع والإنسانية، من خلال النحت الطبي، ليس لشغفها بنحت الأعضاء البشرية فحسب، بل لسعادتها العارمة حينما ترسم الابتسامة على وجوه الذين فقدوا أطرافهم، أو أجزاءً من أجسادهم؛ لتعيد - من خلال نحت الأعضاء البديلة - السرور إلى حياتهم، وتزرع مع

نشأت أشواق الهاشمي على التمسك بالتحدي؛ لتحقيق أهدافها في خدمة المجتمع والإنسانية، من خلال النحت الطبي، ليس لشغفها بنحت الأعضاء البشرية فحسب، بل لسعادتها العارمة حينما ترسم الابتسامة على وجوه الذين فقدوا أطرافهم، أو أجزاءً من أجسادهم؛ لتعيد - من خلال نحت الأعضاء البديلة - السرور إلى حياتهم، وتزرع مع كل عضو تُشكله بيدَيْها أمل بداية جديدة خالية من التشوهات. وتعمل أشواق، أول إماراتية متخصصة في نحت وصناعة الأطراف الاصطناعية، بمركز «أمنيتي»، فتصنع الأطراف التعويضية بنسبة تطابق تصل إلى 95 % مع الأعضاء الطبيعية. وقد أكدت، خلال حديثها مع مجلة «زهرة الخليج»، أن الحالات المعقدة تستفز قدراتها ومهاراتها؛ فهي تسعى بشكل دائم إلى تحقيق التماثل والتطابق في ما تنحت وتصنع.. في حوارنا التالي، نتعرف على مسيرتها المهنية الملهمة:

كيف كانت بداية عملك بمجال النحت الطبي؟

بدأت مسيرتي بتعييني في قسم العلاج الطبيعي بمستشفى راشد، وكان يحتوي على غرفة يعمل بها اختصاصي ترميم أعضاء اصطناعية، وكنت أساعده أحياناً في أخذ القياسات، خاصة في الحالات التي تتطلب وجود امرأة. خلال تلك الفترة، انجذبت كثيراً إلى الجانب الإنساني والفني في هذا التخصص، وبحكم عملي في قسم العلاج الطبيعي كنت أرسم أعضاء جسد الإنسان مرفقة بإرشادات للتوعية، الأمر الذي لفت انتباه هذا الاختصاصي، فعرض عليَّ العمل معه؛ عندما لاحظ تمتعي بلمسة فنية في عملي، وبدأ يشرح لي كيف يمكنني دخول مجال ترميم الأعضاء الاصطناعية. بعدها تمت الموافقة على انتقالي إلى هذا القسم، وساهمت مساعدتي له في اكتشافي هذا التخصص النادر، الذي لم أتخيل قط أني سأمتهنه.

ابتكار.. وتطوير

هل هناك صعوبات، أو تحديات، واجهتك أثناء سنوات عملك؟

أصعب ما واجهته هو عدم وجود دراسة أكاديمية لهذا التخصص أثناء بداياتي، الأمر الذي جعلني أبحث عن أفضل المتخصصين في الدول المتخصصة في هذا المجال، والجمعية الدولية لمتخصصي ترميم الأعضاء، لكي أثري إمكاناتي في هذا المجال، ولأتمكن من ابتكار وتطوير الطرق التي تدربت عليها.

  • أشواق الهاشمي: أنحت الابتسامة على الوجوه بأطراف بديلة

ماذا أكسبتك هذه المهنة؛ رغم صعوبتها ودقتها؟

 أكسبتني الطمأنينة؛ لمساهمتي في إسعاد الآخرين، وتخفيف معاناتهم، وتعويض ما ينقصهم؛ ليشعروا بالرضا. وأنا محظوظة بحبهم ودعائهم لي، وتكفيني رؤية الابتسامة على وجوههم.

كيف منحك النحت الطبي أسراره؟

من خلال المحاولة الدائمة للتطوير، اقتداءً بقيادتنا الرشيدة، التي تسعى دائماً إلى التميز، وتدعم كل فئات المجتمع للتقدم والازدهار. وخير دليل على ذلك حصولي على الدعم اللازم لتأسيس مركزي الخاص «أمنيتي»، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ثقة.. وصلة

كيف تتعاملين مع احتياجات المرضى.. المعنوية، والنفسية؟

بحكم الوقت الطويل، الذي أقضيه مع المراجعين لتصنيع هذه الأعضاء، تنشأ صلة عميقة وقوية بيني وبينهم، تسهل عليهم البوح بما يشعرون به تجاه وضعهم، ما يساعدني في معرفة خبايا كثيرة، تكون غائبة في معظم الأحيان عن ذويهم. بعد ذلك، نسعى جاهدين لمساعدة المراجع نفسياً؛ ليتخطى ما يعكر صفوه. وفي حال تعذر علينا الأمر، نستعين بأخصائي نفسي للمساعدة بسرية تامة.

ما طموحاتك، وخططك؟

طموحاتي كبيرة وكثيرة، وأتمنى أن يمنَّ الله عليَّ بتحقيقها، ومن بين هذه الطموحات: التوسع وفتح فروع للمركز تحمل اسم الإمارات في جميع الدول المجاورة، التي تفتقر إلى هذا التخصص؛ لنخدم غير القادرين على القدوم إلى الإمارات.

بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، ما رأيك في ما وصلت إليه المرأة من ريادة وتمكين؟

بكل فخر وسعادة، يمكننا أن نقول: إن المرأة الإماراتية تصدرت قمم الإبداع والإنجاز الحضاري، وتجسدت هذه الإنجازات على أرض الواقع بفضل تضافر الجهود في ظل القيادة الرشيدة، ويشمل ذلك جميع المجالات والمستويات؛ لذلك احتلت المرأة في الإمارات - خلال فترة زمنية قياسية - مراتب متقدمة بين نساء العالم من حيث الاستفادة من المكاسب الوطنية، بعدما تشربت من القيادة الرشيدة الإخلاص والتفاني في خدمة المجتمع، ورفعة وطننا الغالي.