ندى ربيع: «راشد» هدية غيَّرت حياتي

ندى عبد الله ربيع، الأم الطموحة، التي تعشق التحديات، وتسعى إلى تحقيق أحلامها، لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها تجربة فريدة، ستجعل حياتها قصةً ملهمةً تُروى. لم تتخيل ندى، تلك الأم الإماراتية المحبة للحياة، يوماً، أنها ستصبح أماً لطفل من ذوي الهمم، يعاني صعوبات، ويحتاج إلى دعم كبير. أصابتها صدمة كبيرة؛ ع

ندى عبد الله ربيع، الأم الطموحة، التي تعشق التحديات، وتسعى إلى تحقيق أحلامها، لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها تجربة فريدة، ستجعل حياتها قصةً ملهمةً تُروى. لم تتخيل ندى، تلك الأم الإماراتية المحبة للحياة، يوماً، أنها ستصبح أماً لطفل من ذوي الهمم، يعاني صعوبات، ويحتاج إلى دعم كبير. أصابتها صدمة كبيرة؛ عندما اكتشفت ذلك، لكنها قررت مواجهة التحديات بقوة، والتغلب عليها. مجلة «زهرة الخليج» التقت الأم الإماراتية؛ للحديث عن تجربتها الملهمة، وكيفية اكتشافها قدراتها الكامنة، وتجاوزها الصعوبات بحب وإصرار.. فكان هذا الحوار:

تجربة خاصة

تقول ندى: «أتحدث، اليوم، عن تجربتي مع الأمومة، لكن ليست الأمومة التي نعرفها، إنها أمومة خاصة، فأنا أتحدث عن كوني أماً لطفل من أصحاب الهمم.. ابني (راشد)، الذي يبلغ من العمر 8 سنوات، ويعاني (طيف التوحد)، وهي الحالة الأولى التي تمر بعائلتنا، ولم تكن لدينا فكرة عن ماهية التوحد».

صدمة الاكتشاف

اكتشفت ندى إصابة ابنها بـ«التوحد» (المرض الشبح)؛ عندما بلغ عامين ونصف العام، وكانت صدمة كبيرة لم تتمكن من استيعابها لأشهر عدة، وعن ذلك تقول: «كانت صدمة شديدة، وكنت أتساءل: لماذا أنا؟.. فهذه الصدمة كانت أقوى من قدراتي، وكانت الحياة تسير، وأنا في مكاني لا أحرك ساكناً، كأنني أنتظر أن أستيقظ في يوم من الأيام فأجده طبيعياً كبقية الأطفال، ولكن هذا لم يحدث. بمرور الوقت، أدركت أن (راشد) أجمل هدية لي، فقررت أن أهتم به؛ ليكون في أفضل حالاته».

  • ندى ربيع: «راشد» هدية غيَّرت حياتي

رحلة العلاج

بدأت ندى، ووالد «راشد»، رحلة العلاج، وفي منتصف الطريق توقف كل شيء فجأة؛ بسبب جائحة «كوفيد - 19».. تضيف ندى: «رغم التحديات، كنت أفكر في طرق مختلفة تساعد طفلي على التطور، وهنا بدأت رحلة جديدة، سخرت فيها جُلَّ وقتي؛ للبحث، والاطلاع على تاريخ هذا المرض، وكيفية التعامل معه، وطرق علاجه، والمراكز التخصصية، واستشرت الكثير من الاختصاصيين في هذا المجال، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستفدت كثيراً، وبدأت تطبيق كل ما أتعلمه على (راشد)، فقد كان يعاني العديد من الاضطرابات، أهمها: عدم النطق، وقلة التركيز، وعدم التواصل البصري، وكل ذلك كان سيؤثر في مسار حياته مستقبلاً».

استجابة سريعة

بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، سجلت ندى «راشد» بمركز متخصص، وكان في ذلك الوقت أكمل ست سنوات، وقد تم قبوله في مركز دبي لتأهيل أصحاب الهمم، وتحديد البرنامج العلاجي التطويري الخاص به، وشمل: علاج النطق، والعلاج السلوكي، والعلاج الوظيفي. بطبيعة الحال، لا يمكن لمصابي هذا المرض التحدث، وقد تنتابهم نوبات صراخ وتشنج، لكن كانت المفاجأة أن «راشد» من أبسط الحالات الموجودة في «المركز»، وكان يستجيب للعلاج، ويتطور سريعاً.

دمج

أعربت ندى عن سعادتها بما وصل إليه «راشد» من تقدم كبير، فقد أصبح يعبر عن احتياجاته، ويمتلك العديد من المواهب والاهتمامات، مثل: الرياضة، والعزف على «الأورغ»، وركوب الخيل، والسباحة، وكرة السلة، كما حفظ قصار سور القرآن، ورشح للدمج في المدارس العادية العام المقبل، مؤكدة أن ابنها «راشد» أعظم هبة في حياتها، وستظل بجانبه داعمةً وسنداً له.