ورثت المثابرة عن والدها؛ حتى ألفت التحديات، وصار النجاح وتحقيق الأهداف من سماتها الشخصية، أميرة سجواني، رائدة الأعمال الإماراتية، اسم برز في سماء ريادة الأعمال والعقارات، ليس فقط لأنها ابنة أحد كبار رجال الأعمال، بل لأنها استطاعت، في سن صغيرة، تحقيق نجاحات فردية، بجهودها ومثابرتها ورؤيتها المستقبلية.. كان لـ«زهرة الخليج» هذا الحوار معها؛ لنعرف أكثر عن مسيرتها الناجحة:
من «إدارة الأعمال» إلى مجال ريادة الأعمال والعقارات.. لماذا اخترتِ هذا المجال تحديداً؟
نشأت في عائلة رائدة بمجال الأعمال، فكان هذا عاملاً رئيسياً في تحديد مسيرتي التعليمية والمهنية، ويعود الفضل في ذلك إلى والدي حسين سجواني، الذي يحرص دائماً على توفير جوٍّ أسري، يسوده الاحترام، والمساواة بين جميع أفراد العائلة. وسط هذه الأجواء، ربما كان من البديهي أن أدرس «إدارة الأعمال»، وأخوض غمار عالم الأعمال، وتحديداً القطاع العقاري. وهنا، أود أن أشير إلى أن طريقي إلى عالم الأعمال وقطاع العقارات، لم يكن مفروشاً بالورود كما قد يتخيل البعض، بل تطلب مني عملاً جاداً، ومتابعة مستمرة، فقد تدرجت في مختلف أقسام الشركة، حرصاً من والدي على أن أفهم أدق التفاصيل المرتبطة بالقطاع، من المشاريع، إلى خدمات البيع، وما بعد البيع، مروراً بالأمور المالية، والميزانيات، وغيرها.
تربية سليمة
كيف تصفين طفولتك، وما أثر التربية في صناعة شخصية مميزة؟
كنت الفتاة الوحيدة بين ثلاثة إخوة ذكور. لكن بفضل التربية السليمة من والدي، الذي حرص على عدم التمييز بيننا، تعلمت التوكل على الله، والمحبة، والتواضع. وكانت والدتي داعمة وصديقة لي في كل خطواتي، بجانب والدي.
من أين ولدت فكرة مشروعك «بريبكو»؟
مشروع «بريبكو» كان نتاج دراسة طويلة، وخبرة كبيرة بقطاع العقارات. خلال عملي في «داماك»، وبعد دراسة السوق العقاري بشكلٍ دقيق، جاءتني فكرة إنشاء منصة رقمية، تقدم خدمات عقارية متكاملة، قائمة على مفهوم جديد هو «الاستثمار الجماعي»، بحيث تتيح هذه المنصة - لشريحة واسعة من العملاء - فرصة الاستثمار في القطاع العقاري بملكية جزئية، وبمبلغ بسيط، دون أن يتحمل العميل أي تبعات مالية، مثل: تحديد العقار، وعدم وجود دفعة أولى كبيرة، وإنجاز المعاملات الورقية، وتحمل تكاليف الصيانة، وتأجير العقار، وهي منصة آمنة للاستثمار، تخضع لتنظيم «سلطة دبي للخدمات المالية». مؤخراً، حققنا نجاحاً بتمويل أول عقار لنا في «داون تاون دبي»، بالإضافة إلى ذلك، تقدم «بريبكو» خدمات الرهن العقاري، كما تساعد المشترين ومُلاك العقارات والوسطاء العقاريين على الحصول على موافقات فورية، وإنجاز وتسهيل المعاملات العقارية كافة، وفي زمن قياسي.
ما السمات الشخصية، التي جعلت أميرة سجواني من النساء الأكثر فاعلية وتحفيزاً؟
التوكل على الله، والتواضع، ومحبة الناس.. سر النجاح في هذه الحياة، بجانب الاجتهاد، وحب المعرفة، والتطور. كوني امرأة إماراتية، فهذا يعطيني حافزاً إضافياً لأواصل النجاح؛ لأن كلمة نجاح اقترنت باسم دولة الإمارات منذ تأسيسها. والمرأة الإماراتية بفضل دعم قيادتنا الرشيدة حظيت باهتمام كبير، وتقلدت مناصب رفيعة؛ لذلك أرى أن دولة الإمارات نموذج يحتذى في دعم وتمكين المرأة.
رائدة أعمال، وزوجة، وأم.. كيف توازنين بين هذه الجوانب؟
أحرص على تقسيم وقتي بين العمل والعائلة، فالوقت هو الشيء الأهم الذي أستثمره. الحياة الأسرية جزء رئيسي من حياتنا، وتتطلب التزاماً أكبر عندما تكونين أمّاً، فالعائلة أساس المجتمع، وهي مدرسة نتعلم فيها الكثير، وكل هذه الأسباب تمنحني طاقة هائلة، ورغبة أكبر في النجاح وتحقيق التوازن.
برنامج هادف
شاركتِ في «شارك تانك دبي» رغم انشغالاتك.. حدثينا عن هذه التجربة!
«شارك تانك» من البرامج الهادفة، وهو من التجارب التي سعدت بها حقيقةً؛ لأنه أتاح لي فرصة نقل خبرتي وتجربتي إلى رواد الأعمال الشباب؛ لينطلقوا نحو تأسيس أعمالهم الخاصة. كما شكّل لي مناسبةً مهمة؛ لتبادل الأفكار والخبرات مع أعضاء لجنة التحكيم، والمشاركين فيه.
هل تخططين لتفاصيل حياتك كافة، وما خطوتك القادمة؟
التخطيط السليم، ووضع أهداف محددة، مهمان جداً بالنسبة لي، بعد التوكل على الله عزَّ وجلَّ. أركز، حالياً، على مواصلة النجاح في «داماك»، ومشروع «بريبكو». كما أطلقت، مؤخراً، مشروع «آمالي» مع شقيقي «علي»، وحقق نجاحاً كبيراً.
في يومها.. ما الرسالة التي تودين توجيهها إلى الفتاة الإماراتية؟
التحلي بالثقة، والإيمان بالنفس، والتركيز على الأمور التي لدينا شغف بها. كذلك، العمل الجاد مطلب رئيسي عند تأسيس الأعمال، فالذين يطمحون إلى النجاح يجب عليهم العمل في مختلف الظروف، وعلى مدار الأسبوع، في بعض الأحيان.