فاطمة طاهر: الإماراتية أثبتت نفسها في التدريس الجامعي
«إن التعليم، لا سيما العالي منه، أحد شرايين الحياة، التي من دونها لا يمكن لمجتمع، أو دولة، أو أمة، النهوض والارتقاء في سلم العزة والمجد».. بهذه الكلمات المعبرة، تحدثت الأستاذة الجامعية، فاطمة طاهر، عن اعتزازها بما تقوم به من مهام وطنية في خدمة مسيرة التعليم العالي بدولة الإمارات، أهلتها لتصبح أول امرأة إماراتية تمنحها جامعة زايد درجة «بروفيسور» في هندسة الحاسوب، تخصص الذكاء الاصطناعي. وأعربت الدكتورة فاطمة، في حوارها مع مجلة «زهرة الخليج»، عن فخرها بنيل هذه الدرجة العلمية المرموقة، وتحدثت عن مسيرتها الأكاديمية والبحثية، التي ساهمت في حصولها على جائزة «أوائل الإمارات».. تالياً نص الحوار:
أنت أول امرأة إماراتية تمنحها جامعة زايد درجة «بروفيسور» في هندسة الحاسوب تخصص الذكاء الاصطناعي.. صفي لنا شعورك بهذا الإنجاز؟
أشعر بسعادة وفرح وامتنان؛ لأنني حققت هذا الإنجاز المشرف؛ وأشكر كل من ساندني خلال رحلتي العلمية، وأعبر عن بالغ تقديري واعتزازي بقيادتنا الرشيدة، التي وفرت لنا كل سبل النجاح، كما أثمن جهود عائلتي، فقد منحتني كل الدعم والمساندة؛ للحصول على هذه الدرجة العلمية المرموقة.
الذكاء الاصطناعي
ما أبرز ما توصلت إليه، خلال مسيرتك البحثية؟
خلال رحلتي العملية، باستخدام الذكاء الاصطناعي، في مجال الإشارات ومعالجة الصور وتحليلها، سواء الصور الطبية، أو الاستشعار عن بُعْد، أو الأمن الإلكتروني، تمكنت من الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض، وأبرزها الأمراض السرطانية، وكذلك مرض التوحد، وغيرهما. كذلك، تمكنت من نشر أكثر من 200 ورقة علمية، في أرقى المجلات العالمية، والمؤتمرات ذات التصنيف العالي.
هل هناك تحديات واجهتها، خلال مسيرتك الأكاديمية؟
واجهت العديد من التحديات، منها: قلة المتخصصين في المجال نفسه، وصعوبة الحصول على الصور الطبية؛ بسبب القيود المفروضة من قِبَل المستشفيات، كما واجهت صعوبة في التفرغ للبحث العلمي؛ لانشغالي بالتدريس، والأعمال الإدارية. وأكبر تحدٍّ كان التوفيق بين العمل والأسرة، ومتابعة الأبناء، وبفضل تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات؛ تمكنت من تجاوز هذا التحدي.
حصلت على جائزة «أوائل الإمارات».. ما الخبرات والمؤهلات التي قادتك إلى نيل هذه الجائزة؟
هذه الجائزة من أرفع الجوائز التي حصلت عليها؛ فقد كنت أول إماراتية تقوم بإنشاء نظام تشخيص بمساعدة الكمبيوتر؛ للكشف المبكر عن سرطان الرئة، باستخدام تحليل صور اللعاب الملونة. جاء ذلك بعد مسيرة علمية طويلة، شملت: دراسة البكالوريوس والماجستير في علوم الحاسب الآلي، والدكتوراه في هندسة الحاسوب، بالإضافة إلى العديد من البعثات الخارجية لزيارة الجامعات المرموقة، والاطلاع على المختبرات والأجهزة المتطورة بها، بدعم متواصل من جامعة زايد.
حافز.. ودافع
كيف ترين حضور المرأة الإماراتية في «التدريس الجامعي»؟
المرأة الإماراتية أثبتت نفسها بقوة في هذا المجال بجميع التخصصات. وقد شكل حصولي على درجة «بروفيسور» حافزاً لطالباتنا؛ لمواصلة مسيرة العلم والعمل؛ لتحقيق أعلى المراتب العلمية. عندما حصلت على هذه الدرجة، رأيت في عيون طالباتي وطلابي الفرح والأمل بقدرتنا على الوصول إلى مبتغانا، مهما كان صعباً؛ فبالعمل والمثابرة نستطيع أن نكون قدوة ونموذجاً للنجاح باسم المرأة الإماراتية، لرد الدين إلى قيادتنا الرشيدة، التي لم تألُ جهداً في دعم مسيرة ابنة الإمارات.
بصفتكِ مديرة لمركز تكنولوجيا الجيل القادم.. ما أعظم مهامك، وما النجاحات التي حققتها من خلاله؟
هدف «المركز» أن يكون حلقة وصل بين الجامعة والجهات الصناعية والحكومية، حيث ندعو الشركات، التي تمتلك برامج متطورة في مجال الأمن الإلكتروني، أو الذكاء الاصطناعي؛ لتعليم طلابنا، والعمل على مشاريعهم. بعدها، نتواصل بشكل مباشر بين الطلاب، وبين هذه الشركات والجهات الحكومية؛ لدعم مشاريعهم المبتكرة، وتوفير فرص عمل لهم.
ما الكلمة التي توجهينها إلى المرأة الإماراتية.. في يومها؟
المرأة الإماراتية لها دور عظيم في بناء المجتمع وتطوره بمختلف المجالات، فقد ساهمت في بناء مستقبل واعد، وهي شريك رئيسي في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة. في هذه المناسبة، نثمن جهود قيادتنا الرشيدة، ونهنئ نساء الإمارات المبدعات بهذا اليوم السعيد على قلوبنا جميعاً، وندعوهن إلى مواصلة سعيهن الوطني؛ لتحقيق المزيد من الإنجازات، والنجاحات الرائدة.