هند وحمدة العبار: تصاميمنا تراثية بطريقة معاصرة
نموذج مبهر، ونجاح لافت للمشروعات العائلية، نجدهما بين الشقيقتين هند وحمدة العبار، اللتين تديران استوديو التصميم الداخلي الخاص بهما «Dress My Room»، الذي أثبت نجاحه في التصاميم التي نفذها، والتي تتسم بالابتكار والبساطة. شغف هند بالتصميم، وعينها الفنية، إلى جانب خبرة حمدة في التخطيط الاستراتيجي والعمليات التجارية، ساعدت في نمو الشركة واستقرارها.. في حوارهما مع «زهرة الخليج»، نكشف قصة نجاح ملهمة لسيدتين إماراتيتين طموحتين:
ما القصة وراء تأسيس «Dress My Room»، وما الذي ألهمكما إطلاق هذا المشروع؟
هند: لطالما حلمت بإطلاق مشروعي الخاص في مجال التصميم الداخلي، فقد كنت شغوفة بالألوان والفنون والتصميم، واهتممت بالديكور الداخلي خلال دراستي بالمدرسة، ما دفعني لتحقيق هذا الحلم بعد تخرجي في الجامعة بمجال مختلف، وترك الوظيفة، وبدء المشروع الذي حلمت به. عام 2016، أسست استديو «Dress My Room». ومن خلال البحث الذاتي والدورات الدراسية المتخصصة، ودعم العائلة والأصدقاء؛ تمكنت من بدء مشروعي، وترك بصمة خاصة في هذا المجال، من خلال تصاميم مبتكرة وبسيطة، مستوحاة من حاجة الإنسان إلى الراحة والهدوء.
كيف تتكامل نقاط قوتكما، وهل يؤثر ذلك في دور كلٍّ منكما بالشركة؟
حمدة: بدأت هند العمل بمفردها، وواجهت - في البداية - تحديات في تحقيق التوازن بين الجوانب الإبداعية والتعقيدات اللوجستية. لذلك، قررت الانضمام إليها، وتوليت مهام إدارة العمليات والمبيعات والتعامل مع العملاء؛ ما أتاح لهند التركيز بالكامل على الجانب الإبداعي، فكان هذا التعاون بين الرؤية الإبداعية، والتميز التشغيلي، حجر الزاوية في نجاحنا. تكاملت نقاط قوتنا بشكل مثالي؛ حيث يحدد شغف هند بالتصميم الاتجاه الإبداعي للشركة، بينما تساهم خبرتي بالتخطيط الاستراتيجي والعمليات التجارية في نمو واستقرار الشركة. هذه الشراكة المتناغمة كانت حاسمة في بناء علامتنا التجارية وتقديم نتائج استثنائية لعملائنا.
ما رؤية ورسالة «Dress My Room»، وكيف تنظران إلى تطور العلامة مستقبلاً؟
هند: رسالتنا تزويد العملاء بتصاميم داخلية مبتكرة؛ تجعل المساحات العادية استثنائية؛ ما يضمن تمتع كل عميل بالراحة والرفاهية، اللتين يوفرهما منزل مصمم بشكل مميز، يعكس ذوق ونمط الحياة الشخصية للعميل. ورؤيتنا أن نكون الخيار الأمثل للتصميم الداخلي في الإمارات، وأن نُعرف بالإبداع والجودة والكفاءة. نقدم خدمة شاملة ومتكاملة، تتناول كل جوانب عملية التصميم، بدءًا من الهدم، وحتى أدق تفاصيل الديكور، مع ضمان تقليل التعطيل إلى الحد الأدنى، وتحقيق أقصى تأثير. مستقبلاً، نرى أن «Dress My Room» ستواصل العمل في المشاريع السكنية، بالإضافة إلى التوسع في المشاريع التجارية، مثل: المقاهي، والمؤسسات التجارية، خاصة تصميم بيوت العطلات.
تجديد سريع
«كويك فيكس».. بماذا تختلف هذه الخدمة عن خدمات التصميم الداخلي التقليدية؟
حمدة: بدأت فكرة خدمة «كويك فيكس» عام 2020، في أعقاب جائحة «كوفيد - 19»، وتم تقديمها في البداية تحت اسم «Summer Fix»، وقد اكتسبت شعبية كبيرة؛ ما شجعنا على اعتمادها - بشكل دائم - باسم جديد هو «كويك فيكس»، وبحلة جديدة أيضاً. هذه الخدمة تتميز بضمان تحويل ديكور المنازل والمساحات التجاريّة، ومنحها رونقاً فريداً، بأفضل أداء، وأسرع وقت ممكن.
كيف يبدو الطلب على حلول التصميم الداخلي السريعة في الإمارات؟
هند: شهدنا استجابة وردود فعل إيجابية، تؤكّد جودة وكفاءة العمل، والالتزام بالمواعيد المحدّدة ضمن خدمة «كويك فيكس»، وقد وسعنا نطاق هذه الخدمة؛ نتيجة الطلب المستمر عليها. أصبحت «كويك فيكس» الخيار المفضل؛ لتحسين الديكور الداخلي بمختلف المساحات، بما في ذلك: المكاتب، والمقاهي، والمؤسسات التجارية، وبيوت العطلات، التي تشهد طلباً متزايداً، وتم إنجاز ما يصل إلى 250 طلباً، ضمن هذه الخدمة بمختلف أنحاء الإمارات، حتى الآن.
من البداية إلى النهاية.. كيف تحددان المسار الخاص بـ«كويك فيكس»؟
حمدة: يبدأ العميل بتقديم صور للمساحة السكنية، أو التجارية الحالية، وتحديد الميزانيّة التي تتناسب مع احتياجاته، واختيار الصور والتصاميم المُلهمة، ثم يقوم فريق عمل خدمة «كويك فيكس» بزيارة الموقع للمعاينة، وتصميم اللوحات المرئيّة، التي تجسّد الأسلوب والجماليات المتنوّعة، وبعدها يتم تقديم التصاميم الداخليّة المتناسقة مع رغبة العملاء. كما تضمن الخدمة توفير جدول زمنيّ تفصيلي لإنجاز المشروع، لضمان سير الإجراءات حسب رغبة وتوقّعات الزبائن.
ما أبرز المشاريع، التي فيها استخدام خدمة «كويك فيكس»!
هند: من بين العملاء، الذين استفادوا من هذه الخدمة؛ مقهى «Spaces» بمركز دبي المالي العالمي، حيث قمنا بتحويل المنطقة الخارجية إلى مساحة عملية وجذابة، وفي أقصر فترة ممكنة. واستفاد كلٌّ من: «PEMO»، و«IFPI»، من مزايا خدمات التأثيث الداخلي السريعة لمساحاتهما المكتبيّة. كذلك، استخدم متجر «The White» في دبي خدمة «كويك فيكس»؛ لاستكمال تجديدات التصميم اللازمة، دون التأثير في عملياته التشغيليّة. وعلى صعيد المنازل السكنية، أنجزنا - بنجاح - مشروعاً لعائلة عادت إلى دبي، فقمنا بتأثيث فيلا خاصة بها بالكامل باستخدام خدمة «كويك فيكس»، وأيضاً قمنا بتأثيث منزل لقضاء العطلات على الشاطئ.
ثقافة إماراتية
كيف تدمجان عناصر التراث الثقافي والفني لدولة الإمارات في أعمالكما؟
حمدة: يمكن تحقيق هذا الدمج بالتعاون مع فنانين وعلامات تجارية محلية؛ لتقديم تصاميم مستوحاة من الثقافة الإماراتية بطريقة معاصرة. فعلى سبيل المثال، أطلقنا مجموعة خاصة من التصاميم والديكورات، مستوحاة من بيئة وثقافة الإمارات، وتمت تسمية المجموعة بـ«1971»، وهو العام الذي تأسست فيه الدولة، واستوحي من ذكريات الأطفال الإماراتيين أثناء اللعب على الشاطئ، والتي تضم أعمالاً فنية حصرية مرسومة يدوياً من قبل الفنانة الإماراتية ريم المري. هذا النهج يقدم تجارب حياتية أصيلة تعكس الثقافة والتراث الوطنيين، ويُظهر الالتزام بالحفاظ على تقاليد التصميم المحلي، والاحتفاء بها. ونتطلع إلى توسيع هذا المفهوم؛ ليشمل، أيضاً، المشاريع التجارية، مثل: المقاهي، والمحال التجارية، وكذلك المكاتب، حيث يعزز ترويج التراث المحلي الشعور بالانتماء والفخر بين الزوار والموظفين، ويساهم في صنع بيئة عمل فريدة، وغنية ثقافياً.
ما أثر رحلتكما في أسلوبكما بالعمل والإبداع؟
هند: لقد أثرت هذه الرحلة في أسلوب عملنا وإبداعنا، وعززت إدراكنا أهمية الابتكار والمرونة في فهم حاجات العملاء بشكل أعمق، ما دفعنا إلى التفكير خارج الصندوق، والتعامل مع التصاميم الداخلية بعقلية حل المشكلات، والبحث دائماً عن حلول جديدة وفريدة. إن ما يميز تصاميمنا هو قدرتها على إظهار الشخصية الفريدة لكل عميل. فكل تصميم شهادة على هذه الرحلة، بتجسيده مزيجاً من الابتكار، والتعبير الشخصي، والاهتمام الدقيق بالتفاصيل.
هل لديكما استراتيجية معينة؛ للبقاء بصدارة اتجاهات عالم التصميم الداخلي؟
حمدة: نركز على نقاط قوتنا، وما نقدمه إلى عملائنا بشكل فريد، ونعطي الأولوية لجودة عملنا، وتميزه. تجسد خدمة «كويك فيكس» المبتكرة هذا النهج، حيث توفر تجديدات منزلية سريعة وفعالة، ما يميزنا عن غيرنا. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت تعاوناتنا، وشراكاتنا الحصرية مع كبار الموردين والعلامات التجارية، في بناء سمعة قوية من الموثوقية والتميز. ومن خلال تعزيز خدماتنا باستمرار، وضمان رضا العملاء الاستثنائي، فإننا نرسي مكانتنا في السوق، ونظهر القيمة الفريدة التي نقدمها. وتضمن هذه الاستراتيجية بقاءنا بصدارة الاتجاهات التصميمية، واستمرارنا في تقديم تصاميم تتجاوز توقعات عملائنا.
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، ما نصيحتكما للنساء الطموحات؟
هند: نصيحتي للمرأة الإماراتية الطموحة، التي ترغب في ترك بصمة بمجال عملها، هي متابعة شغفها بثقة ومرونة، والاستفادة من الدعم القوي، الذي توفره دولة الإمارات بمبادرات حكومية تعزز القيادة النسائية، وتنمّي مهاراتها. فالمشهد بالنسبة لرائدات الأعمال الإماراتيات نابض بالحياة، ومليء بالإمكانات، وأنا أحث المرأة الإماراتية على اغتنام الموارد المتنوعة المتاحة، مثل: فرص التمويل، وبرامج الإرشاد والدورات التعليمية، وفعاليات التواصل؛ لبناء مشاريع ناجحة تقدم مساهمات فعالة للمجتمع، وتُحدث تأثيراً دائماً، مع الحفاظ على القيم الثقافية المحلية. وعليها أن تتذكر أن رحلتها لا تتعلق فقط بالنجاح الشخصي، بل تتعلق أيضاً بتمكين الآخرين، والتقدم الأوسع للمجتمع.