شمسة بن صوفان الأحبابي: يلهمني الجمال في كل شيء

تعيش الشاعرة شمسة بن صوفان الأحبابي بين حروف الشعر وكلماته، فعشقها للقصيدة بدأ منذ الصغر، حيث كانت تحفظ وتردد الأبيات، وإن لم تفهم معانيها، ليكبر حبها لهذا الفن معها، ويصبح ملازماً لقلمها. شمسة، القانونية التي تشرّبت الفلسفة واللغة ومزجتهما بكلماتها، تمزج بين عمق الفكر ورقة الكلمة في قصائدها، مُبحرة

تعيش الشاعرة شمسة بن صوفان الأحبابي بين حروف الشعر وكلماته، فعشقها للقصيدة بدأ منذ الصغر، حيث كانت تحفظ وتردد الأبيات، وإن لم تفهم معانيها، ليكبر حبها لهذا الفن معها، ويصبح ملازماً لقلمها. شمسة، القانونية التي تشرّبت الفلسفة واللغة ومزجتهما بكلماتها، تمزج بين عمق الفكر ورقة الكلمة في قصائدها، مُبحرةً في محيطات الشعر الواسعة، حيث تلامس أحرفها رياح الصدق والجمال. واليوم، تشارك قصائدها مع العالم كتابةً وصوتاً، عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتمنحها حياةً جديدة، وانتشاراً واسعاً.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تأخذنا في رحلة إلى عوالمها، وتكشف عن آرائها تجاه الشاعرة والشعر:

متى تعرفتِ إلى عالم الشعر، ودخلتِ رحابه؟

تربيت في عائلة تضم العديد من الشعراء، بينهم نساء لم يظهرن للعالم بسبب العادات والتقاليد، ولكن لم يُمنعن من الكتابة. منذ صغري وأنا أحب الشعر، وأحفظ قصائد لكبار الشعراء، ومنهم: خالد الفيصل، وعوشة السويدي، رغم عدم فهمي معانيها. وقد لقيت تشجيعاً كبيراً من أفراد عائلتي، حيث كانوا يدعونني إلى إلقاء الشعر في التجمعات العائلية. في المراحل الدراسية، دعمتني معلماتي بإشراكي في الإذاعة المدرسية، والمناسبات المختلفة؛ ما كسر لديَّ رهبة مواجهة الجمهور. في الجامعة، تخصصت في القانون، ما أثر في قصيدتي من حيث الجوانب الفلسفية واللغوية. وقد شاركت في مسابقة جامعية، وحصلت على المركز الثاني. وبعدها بدأت نشر قصائدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

كلمات صادقة

ما الذي يشدك للكتابة، ويلهمك قصائدك؟

يلهمني الصدق.. ففي قصيدتي للمرأة، كانت كل كلماتها صادقة، ومن واقعٍ شاهدته وعشته، واستفدت منه كامرأة إماراتية؛ ولشدة فرحي بيوم المرأة الإماراتية كتبتها. كما يلهمني الجمال في كل شيء، ويأخذ حب الوطن من موهبتي الجانب الأكبر، فمهما بذلنا من أجله فلن نستطيع رد جميله. ولا يشترط أن تكون القصيدة مولودة من رحم المعاناة، فقد تأتي من المشاعر المختلفة، ويعتمد ذلك على إحساسي باللحظة التي أكتب فيها؛ فقد أكتب قصائد أحب مشاركتها، وأخرى أحتفظ بها لنفسي؛ لاحتوائها على أمر شخصي. إن الشعر بالنسبة لي تنفيس عما يجول بداخلي، كما أعتبر الرياضة، أيضاً، من وسائل تفريغ طاقتي. أرتاح باختزال مشاعري في قصيدة، ونشرها، وأفرح حينما أجد تفاعلاً من الآخرين مع ما أنشره.

  • شمسة بن صوفان الأحبابي: يلهمني الجمال في كل شيء

هل جربتِ الكتابة بالطلب، وبيع قصائدك؟

لا أستطيع كتابة ما لا أشعر به، ولا أحب أن أخرج قصيدة إلى العالم لست مقتنعة بها، رغم أنني تلقيت طلبات كثيرة لكتابة القصائد، لكنني لم أستجب؛ لأنها لن تكون نابعة من قلبي.

مواهب شعرية

ما الذي يجعل المرأة تبرز شعرياً بشكل أكبر؟

ثقة المتذوق، وأن يستمع أكثر إلى شعر المرأة؛ فلدينا فكرة سائدة، بدأت تنحسر مؤخراً، هي وجود مواضيع لا تستساغ كتابة المرأة فيها. حينما نطّلع على القصائد الغزلية، مثلاً، سنجد أن عوشة السويدي كتبت في هذا الجانب أجمل القصائد وأعذبها، ولا زالت قصائدها تقرأ ويُتغنى بها حتى اليوم، وقد لقيت قبولاً كبيراً؛ لذلك يجب أن تتحرر المرأة من الأفكار التي تقيدها، وبعدها ستنفجر مواهبها الشعرية، فلا بأس أن تكتب المرأة في السياسة، والمدح، والغزل، والحب، مع اختلاف الأساليب والطرق، فكلٌّ لديه طريقته في الكتابة، والمرأة كالرجل، وفي نهاية المطاف تفرض القصائد الجميلة نفسها. تحتاج الشاعرة إلى الدعم، ليس لكونها امرأة، فهذا الأمر يُشعرها بضعفها، وإنما تحتاج إلى دعم موهبتها، وأن يتقبل الجمهور كلمة المرأة بالطريقة نفسها التي يتقبل بها كلمة الرجل. ونحن لدينا شاعرات جديرات بالشهرة والدعم.

ماذا يمثل لكِ يوم المرأة الإماراتية؟

يوم المرأة الإماراتية هو يوم لشكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، فقد أحدثت سموها ثورة في دور المرأة بالمجتمع الإماراتي؛ فنحن نعيش، اليوم، رفاهية ومساواة على الصعد كافة، وقد جعلت القيادة المرأة الإماراتية فخورةً بنفسها ومحظوظة بقيادتها، والشكر وحده ليس كافياً، وإنما يجب أن نرد الجميل إلى قيادتنا ودولتنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.