في انتصار جديد للشمولية، جاء ابتكار فئة جديدة من الليزر مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تناسب أي بشرة على اختلاف ألوانها، وبكل أمان. وبذلك، لم تعد أمام ذوات البشرة الداكنة قيود تمنعهن من الاستفادة من المزايا الجمَّة، التي يحملها إلينا هذا الليزر المذهل، بل وأصبح تجديد البشرة ونضارتها متاحين، دون أي تمييز لوني أو صبغي.

وعلى مدى سنوات عدة، واجهت ذوات البشرة الداكنة تحديات كبيرة؛ عند إقدامهن على علاج بشرتهن بالليزر، وغالباً كانت تؤدي تقنيات الليزر التقليدية إلى تغيرات واضطرابات في الخلايا الصبغية، مثل: فرط، أو نقص التصبغ، وحتى ظهور ندبات كبيرة الحجم، أو سميكة، أو بارزة، بسبب ارتفاع نسبة الميلانين في البشرة الداكنة، والتي تمتص طاقة الليزر بنسبة 40%، ما يزيد فرص حدوث هذه الآثار الجانبية.

  • الليزر.. حقبة جديدة من علاجات البشرة

نحو الشمولية

وقد أفضى التقدم التكنولوجي الهائل إلى حقبة جديدة من الشمولية في علاجات البشرة، مثل ليزر «ميريا» (Miria) الجديد، وهو من ابتكار «AVAVA» الشركة الأميركية الرائدة في مجال العناية الفائقة بشباب البشرة، بالاستعانة بأحدث المستجدات التقنية. وقدم هذا الليزر حلاً متطوراً وآمناً لكل ألوان البشرة، المدرجة على مقياس «فيتزباتريك» (Fitzpatrick)، من الدرجة الأولى إلى السادسة، وهو تصنيف علمي لأنواع البشرة، وفقاً لكمية الصبغة الموجودة بها، ومدى تحسسها عند التعرض لأشعة الشمس.

آلية العمل

يوظف ليزر «ميريا»، المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة بجانب نظام توصيل للطاقة، يستهدف نقاطاً محورية بعينها، أطلق عليه الخبراء تقنية «فوكال بوينت» (النقطة المحورية المستهدفة)، المصممة هندسياً على نحو فريد من نوعه، ما يساعد على تحديد فائق الدقة لأجزاء البشرة، التي تحتاج إلى العلاج، وتجنب لمس الأجزاء الأخرى السليمة. ويؤمن هذا النوع من الليزر ما يصل إلى 150 مللي/ جول من الطاقة، وهو قدر يكفي لتوحيد لون البشرة، وتحسين ملمسها، وشدها بصورة غير مسبوقة.

نتائج تفوق التوقعات

وإلى جانب «ميريا»، برزت أنواع أخرى من الليزر، تستخدم مزيجاً من الأطوال الموجية العالية الأداء، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ لتوفير علاجات آمنة لكل بشرة، على اختلاف ألوانها، مثل: «Lumenis Stellar M22، وSciton Joule، وCutera Excel V+»، بالإضافة إلى نظم تعتمد تقنية «SkinTel»؛ لتحديد مؤشر الميلانين في البشرة؛ ما يسمح بإجراء تعديلات دقيقة، وفقاً لحاجة كل حالة، مثل: ليزر «Cynosure Elite iQ». أما «Fotona Dynamis Pro»، فيتميز بمجموعة من التطبيقات المتنوعة، والإعدادات القابلة للتخصيص؛ للحصول على نتائج ذات كفاءة عالية.

عصا سحرية 

هذه الفئة الجديدة من أنواع الليزر متعددة الاستخدامات بشكل واسع النطاق، وتعد مثالية للجميع، لاسيما ذوات البشرة الداكنة، إذ تقضي على ترقق البشرة، وتجعل الأنسجة تسترد سماكتها المرادفة للنضارة والحيوية، من خلال مد أجزاء عدة من البشرة بالطاقة العلاجية الهائلة، كما تعمل على تحفيز البشرة لإنتاج ألياف الكولاجين والإيلاستين، وتفتيح لونها، وتوحيده، وشد أنسجتها، وتخفيف عيوب كثيرة، مثل: الندبات، وآثار حب الشباب، والخطوط الدقيقة والتجاعيد، والبقع الداكنة، وفرط التصبغ، وتحسين امتلاء البشرة وهيئتها بشكل عام. ويُعزى سر تميزها إلى نظم التبريد المتقدمة المدمجة بها، التي تحدُّ من الشعور بالألم، وتقلل فترة التعافي.

  • الليزر.. حقبة جديدة من علاجات البشرة

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

إن تلك الفئة الجديدة من الليزر تستخدم الذكاء الاصطناعي، والكاميرات العالية الدقة؛ لتوجيه الطاقة بمهارة فائقة نحو الهدف، كما أن التكنولوجيا الذكية المدمجة فيها، مثل جمع البيانات ومقارنتها على أسس علمية، تسمح بتقديم العلاج الأمثل، ومراقبة أدق التفاصيل في ما بين الجلسات العلاجية، وبالتالي تقديم حلول مخصصة، يتم تصميمها لتفي بمتطلبات كل حالة على حدة. ويطلق الخبراء على هذا المنهج «التعلم الآلي» (Machine Learning)؛ لتلبية احتياجات كل بشرة، وذلك بتحسين الأداء بناءً على المدخلات، وإتمام العلاج دون تعليمات؛ اعتماداً على الأنماط والاستدلال. ولا تسمح تقنية التصوير المتقدمة للتعلم الآلي بتقديم العلاج الأنسب فحسب، بل تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيواصل مسيرته في التعلم، وسيعمل على تحسين العلاجات المحددة لكل بشرة.