في قلب مدينتنا النابض، ولدت مبادرة «مودة ورحمة» من الحنان والتفاؤل؛ لتعزف نغماتِ الأمل والتغيير هذه الرحلةُ المضيئة نحو عالم الزواج، حيث تتجلى قصص الحب والتضحية، ويتحقق حلم بناء أسرة سعيدة، ومجتمع متماسك.
البداية كانت مع عمتي، التي علمتني دروساً حياتية قيّمة حول أهمية الزواج، والرباط الروحي الذي يجمعه الحب والاحترام؛ فقد كانت تروي لي قصصاً عن بناء الأسر السعيدة على أساس من التفاهم والتضحية، مؤكدةً أن الزواج قوة دافعة إلى التقدم والنمو عبر الأجيال.
كانت تلك القصص نافذتي إلى عالم مليء بالحب والمودة، أساسه القيم الأسرية الراسخة، وأثبتت لي الحياة رجاحة فكر الأهل، وميراث الأجداد؛ حتى أسَرَتْني «المبادرة»، التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين في أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، فسموها تتفانى في خدمة المجتمع، ورعاية الأسرة والمرأة بدولة الإمارات، مجسدةً رؤية الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اعتبر المرأة عماداً للأسرة والمجتمع، ورمزاً للحب والتفاهم والتضحية، وقدوةً في العطاء.
وتحت شعار «مودة ورحمة»، تنطلق «المبادرة» منارةً تضيء دروب الشباب نحو الزواج، وتسلط الضوء على أهمية بناء الأسر، وتعزز التماسك الاجتماعي، وتحفز الشباب على تبني نظرة إيجابية تجاه الزواج، وتوفر الدعم اللازم لتجاوز التحديات الاجتماعية والثقافية، كما تُبرز أهمية بناء الحب بعد الزواج، وتشدد على ضرورة بذل الجهد من الطرفين؛ لتنمية مشاعر الحب والاحترام والتقدير المتبادل، وتؤكد دورهما في تنمية الحب الحقيقي طوال الحياة الزوجية.
عند قراءة كلمتَيْ: «مودة، ورحمة»، تجد القلوب نغمات الدفء والحنان، فهما فلسفة للحياة، وأساس للعلاقات الإنسانية.. فـ«المودة» هي الحب والوئام والارتباط الوثيق، فيما تأتي «الرحمة»؛ لتغمر الأرواح بالعطف والحنان، ما يبني علاقات إنسانية متينة، ومجتمعات أكثر تلاحماً وتعاوناً.
وكما تعلمنا من حياة الآباء والأجداد وقصصهم، فإن الزواج مسؤولية والتزام، ومفتاح السعادة والدعم العاطفي والصحة النفسية والجسدية، وركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك ومستقر.. فلنشارك، جميعاً، في مبادرة «مودة ورحمة»، ولنساهم في دعم هذه الجهود الرائدة، التي تهدف إلى إسعاد الشباب والشابات، ومساعدتهم في اتخاذ خطوة نحو حياة أسرية، مبنية على التماسك، والاستقرار، والمودة الحقيقية.