رشا المبارك: دوري الأعظم يتمثّل في كوني أماً

لم تكن المرأة الإماراتية يوماً في الظل، بل كانت مع الحياة، والأرض، والمجتمع والأسرة والبيت، وحينما فُتِحت أمامها الفرص، تخطت الصعاب؛ وتصدرت مجالات الحياة.. من بين هؤلاء تحضر رشا المبارك، التي رسمت طريقها واضحاً تماماً، منطلقة من أن الشباب قوة المجتمع، وأن الأطفال بناة المستقبل. ولأنها تعرف قيمة الطف

لم تكن المرأة الإماراتية يوماً في الظل، بل كانت مع الحياة، والأرض، والمجتمع والأسرة والبيت، وحينما فُتِحت أمامها الفرص، تخطت الصعاب؛ وتصدرت مجالات الحياة.. من بين هؤلاء تحضر رشا المبارك، التي رسمت طريقها واضحاً تماماً، منطلقة من أن الشباب قوة المجتمع، وأن الأطفال بناة المستقبل. ولأنها تعرف قيمة الطفولة؛ فإنها تقدم - من خلال دورها في مؤسسة «إنارة» - الرعاية الطبية والنفسية للأطفال المتأثرين بالنزاعات، وأهم ما في تجربتها أنها تجمع بين التاريخ، والفن والموسيقى والسينما أيضاً؛ لهذا ليس غريباً أن تكون رئيسة «ميوزيك نيشين»، ورئيسة «DGMC» مدينة الموسيقى. وهي راوية قصص، وراعية نشطة للفنانين والمبدعين الصاعدين، لهذا أسست «ناي برودكشن هاوس»، الشركة الداعمة للإنتاج الموسيقي والسينمائي في الإمارات.. «زهرة الخليج» تستضيف رشا المبارك، في حوار خاص، وتفتخر بها مزينة غلاف عدد شهر المرأة الإماراتية، بإبداعات «كارتييه» دار المجوهرات الفرنسية العريقة.

  • رشا المبارك: دوري الأعظم يتمثّل في كوني أماً
حلق  Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والأونيكس والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / عقد Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والأونيكس من مجوهرات Cartier الراقية / اليد: خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والأونيكس من مجوهرات Cartier الراقية / خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأصفر المرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / المعصم: سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والأونيكس من مجوهرات Cartier / سوار Panthère de Cartier  من الذهب الأصفر مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / فستان من Galvan London

كيف بدأت رحلتك في الدفاع عن الملكية الفكرية والحقوق والعمل الإنساني التطوعي بشكل عام، وهل هناك قصة معينة ألهمتك ذلك؟

إن التضامن والأخوة الإنسانية، والقيم المشتركة، رسالة تربينا عليها، إماراتيين وعرباً ومسلمين، وبالتالي فإننا نحملُ في داخلنا تلك الجينات التي ميّزتنا، بالعمل الصالح، وفعل الخير، والإيمان. وما يتبع ذلك من أفعال تحفظ الحقوق، وترسّخ قيم الكرامة الإنسانية والعدالة، بنيل كلّ صاحب مبادرة، أو مشروع، أو عمل، جزاء هذا العمل وأجره، ويكون أيضاً بتكريس حياتنا وأنفسنا؛ للإسهام في تمكين هذه المبادئ، والعمل لأجلها. 

كلّ ما أقوم به جاء من هذه الينابيع الثقافية المتعددة، التي دفعتني إلى الانخراط في هذا المجال، فقد كان بذرةً في داخلي، نمت بانتمائي إلى أسرة متجذرة في العمل العام، حيث كان جدي وأبي يقومان بتشجيعي على الدفاع عن مصالح الوطن وأهله، الأمر الذي تعلماه من قيادتنا الرشيدة، كما كانا حريصَيْن على المساواة في تعاملهما معنا كعائلة، حتى بات الدفاع عن الحقوق أمانةً، نتناقلها، ونحرص عليها في حياتنا وعلاقاتنا، وأدوارنا المجتمعية التي نؤديها. كنت أكبر إخوتي، وشجعني ذلك على ترسيخ قيمة العدالة بينهم، والحفاظ على حقوق كلٍّ منهم، والقيام بالدور ذاته تجاه أسرتي الإنسانية الكبيرة لاحقاً.

تجارب إنسانية 

حدثينا عن أهمية العمل الإنساني، من خلال الأدوار التي تقومين بها!

العمل الإنساني ملازم للوجود نفسه، وقد توارثناه عن أجدادنا من نخوتهم وشهامتهم وعزة أنفسهم وكرامة أصلهم، وعلّمنا إياه آباؤنا بتضحياتهم ومسؤولياتهم، وانشغالهم بنا، وتربيتنا، واكتسبناه من حكايات الجدات، وتهويدات الأمهات، اللاتي حرصن على إكسابنا الأخلاق الفاضلة والفطرة السليمة، فوجودنا ذو صلة بمن حولنا، وبمسؤوليتنا تجاه الآخرين، وبموقعنا كأفراد ضمن منظومة بشرية متكاملة، وكجزء بسيط من كيانها، فلا يمكن أن نعيش منفصلين عن واقعنا، دون الشعور بآلام الآخرين ومعاناتهم، أو دون مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، فلا بد أن نتقاسم لقمة المودة والفرح والحرية، وحب الحياة.

نحن أسعد شعب في العالم، وهذه نعمة وهبنا الله إياها، وتحملنا مسؤولية أن نكون سفراء السعادة والتسامح والسلام إلى الإنسانية. ومن تجربتي في الترحال والاستكشاف حول العالم، والعمل التطوعي، الذي ألتزم به مبدأ محورياً في حياتي، شاهدتُ كيف أنّ الحيوانات في الغابات تخضع لقانون التضامن في ما بينها، حفاظاً على بقاء نوعها، وتوازنها مع قانون الطبيعة طبعاً، فنجد أن الفيلة (الأم)، عندما يُحاصر ابنها «الفيل الصغير» في الطين أو الماء، تهبُّ لقيادة جماعة الفيلة كلها لإنقاذه، وتقوم بتوزيع المهام بينها؛ لإنقاذ ابنها بتكافل جماعي مدهش.

  • رشا المبارك: دوري الأعظم يتمثّل في كوني أماً
حلق Panthère de Cartier من الذهب الوردي مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / ساعة Panthère de Cartier من الذهب الأصفر والألماس من ساعات Cartier

كعضو في مجلس إدارتها.. كيف تسهم «إنارة» في تحقيق رؤيتك الإنسانية؟

«إنارة» منظمة غير ربحية، تقدم الرعاية الطبية والنفسية إلى الأطفال المتأثرين بالنزاعات. ولهذا الاسم رمزية تاريخية معرفية، منذ الحضارات الشرقية القديمة، وفي لغتنا العربية هي دلالة على التنوير والإضاءة والإرشاد. 

عملي يعكس رسالة إنسانية، وكامرأة إماراتية، أقول: إنّ «إنارة» هي النور للظلام، والحاضنة الشافية لآلام أطفال كثيرين حول العالم.

تمكين.. واعتزاز

كيف تصفين دور المرأة الإماراتية، حالياً، على الساحة الثقافية والفنية؟

تجسّد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله، وستظل سموها دوماً، القدوة لنا جميعاً، كنساء في الإمارات والوطن العربي والعالم بأسره، فسموها الشخصية الملهمة لكل امرأة إماراتية وعربية. لقد قادت سموها الطريق بفكرٍ أصيل وابتكاري، وبطرق استثنائية، وظلّت على الدوام تقدّم لنا، كنساء إماراتيات، قدوةً فكرية وطنية ومجتمعية سامية، بنهجها وقيادتها، وريادتها لتمكين المرأة الإماراتية، وجهود الارتقاء بدورها منذ تأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية، التي انطلقت كأول جمعية نسائية في الدولة عام 1973، وشكّلت حجر الأساس الذي قامت عليه كل الإنجازات التي حققتها المرأة، خلال مشوارها الطويل حتى يومنا هذا.

واليوم، تلعب المرأة دوراً قيادياً في مختلف القطاعات، في الصناعة والتجارة والاقتصاد، في المعرفة والتعليم، والطب وصناعة الفضاء، في القوات المسلحة والطيران، وفي الثقافة والفنون. وهنا لا يجب أن نسلّط الضوء على النساء، كقياديات ورائدات في قطاع الثقافة والفنون فقط، بل كمشاركات بفاعلية في الحراك الثقافي والفني، واستدامة نهضة الوطن، فالمرأة اليوم تُنوّع مشاركاتها، تبعاً للدور الذي تلعبه في هذا القطاع الحيوي والمهم لاقتصاد المعرفة. ففي ظلّ قيادتنا الرشيدة، استطاعت المرأة الإماراتية أن تعزف الموسيقى، وتغني الأوبرا، وترقص الباليه، وتشارك في صناعة الأفلام، مخرجةً ومنتجةً وممثلةً، ومهندسة ضوء ومصوّرة خلف الكاميرا، وغيرها الكثير. كما نراها، اليوم، شاعرةً بارزة، وفنانة تشكيلية متميزة، وقيّمةً فنّيةً ومقتنيةً، ورائدة أعمال.

هل هناك لحظة شعرت خلالها بالفخر؛ لتمثيلك المرأة الإماراتية على الساحة الدولية؟

إنّ كلّ لحظة أعيشها خلال قيامي بدوري الإنساني والتطوعي والخيري عالمياً، هي اعتزاز وطني، وامتلاء إنساني، أؤديها بكل جوارحي، وأستعيد عبرها وصايا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتمكين المرأة الإماراتية، وترسيخ موقعها الريادي في القطاعات كافة، خاصة مقولته طيب الله ثراه: «لا بد أن تمثل المرأة بلادها في المؤتمرات النسائية في الخارج؛ لتعبّر عن نهضة البلاد، وتكون صورة مشرفة لنا، ولمجتمعنا، وديننا الذي أعطاها كافة هذه الحقوق». وأستلهم، كذلك، فكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله، حينما تؤكد سموها على الدور الكبير، الذي قام به المغفور له الشيخ زايد، فتقول سموها: «لقد كان زايد نعم الابن لخير أم، كانت بحزمها، وحنانها الكبير، وبشخصيتها وحكمتها، مثلاً أعلى في حياته، ولهذا فإن ثقته بالمرأة بلا حدود، وهو يراها نصف المجتمع، ويراها شريكة ورفيقة، جنباً إلى جنب مع الرجل، ولولا هذه القناعة ما تحقق للمرأة في بلادنا ما تحقق من إنجازات».

  • رشا المبارك: دوري الأعظم يتمثّل في كوني أماً
عقد Panthère de Cartier من الذهب الأبيض مرصع بالعقيق والزمرد والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / حلق Panthère de Cartier من الذهب الأبيض مرصع بالزمرد وعرق اللؤلؤ والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأبيض مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / شيلة من By Latifi

كيف يدعم المجتمع المرأة؛ لتصنع التغيير في المجالات المختلفة؟

التغيير سُنّة الحياة، ومن لا يواكب التطوّر يخضع وينهزم أمامه، فلا يكون الانتماء إلى المجتمعات، والحفاظ عليها، صحيين؛ إلا إذا كان التغيُّر ملازماً لوجودها. وعلى أفراد المجتمع، رجالاً ونساء، دعم التغيير في بيئاتهم، وتشجيع غيرهم عليه؛ لأنهم بذلك يحفظون المجتمع بأسره من اجترار الماضي، حتى لو كان زاهياً ومجيداً، فإذا لم نمتلك اليوم أدوات الحداثة مع الحفاظ على هويتنا وتعاليم ديننا الإسلامي وخصوصيتنا الثقافية ومعتقداتنا وأفكارنا، فلن نحتل موقعنا الريادي في عالم اليوم.

كيف ترين دور المرأة الإماراتية مستقبلاً؟

تجسد المرأة الإماراتية القوة والأنوثة معاً، ومع ذلك تحمل حلم الحفاظ لدولتنا على المركز الأول في ريادة الدول. فهي الجندي الشريك في الحياة والمجتمع، باهتمامها بأبنائها وأسرتها، ومعاصرتها وانخراطها في المجالات كافة، وحفاظها على التقاليد الأصيلة، وموازنتها بين كونها زوجةً وأماً داخل أسرتها، ورائدةً في مجتمعها، وقائدةً في تمثيل وطنها وخدمته، في إطار دورها ضمن منظومة الولاء والانتماء، كأفضل مثال على نجاح مسيرة تمكينها، عبر العقود الستة من عمر الدولة.

أمومة.. وأسرة

كأم، ورائدة أعمال، ومثقفة.. كيف انعكس كل هذا على بيتك وأولادك، وكيف تؤسسين جيلاً مبتكراً ومبدعاً؟

دوري الأعظم، والأكثر إرضاءً لي، يتمثّل في كوني أماً؛ فهذا أكثر أدواري إسعاداً لي، فالأمومة غريزة، وآلية دفاع وبقاء وإبداع أيضاً. وقد وصف الشاعر المصري، حافظ إبراهيم، الأم بقوله: «الأم مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق»؛ فهي المدرسة التي يتخرج فيها الأبناء، ليصبحوا قادة المستقبل، ومن نبع رقتها وحنانها واقتدارها أيضاً، تتشرب بناتها كيفية قيادة المستقبل. ورغم صعوبة هذا الدور، إلا أنني أمارسه بتفانٍ وإخلاص وشغف، ففيه راحتي بشكل لا يصدق. الأمومة مصطلح بسيط، لكنه يحمل معنى عظيماً ومسؤولية كبرى. وعلى عكس الواقع، تأثرت أدواري تجاه أطفالي بهم، فهم الذين يؤثّرون فيَّ. ولا أعني بذلك أطفالي فقط، بل أيضاً أبناء وبنات إخوتي، وأبناء أصدقائي، وأصدقاء أطفالي، فقد علموني جميعهم بنقائهم وإبداعهم، وألهمني فضولهم، ومعهم أحقق مبدئي الأول وهو «التعلّم من تجارب الآخرين».. وسأظلّ أكتسب جديداً مع كل يوم جديد في حياتي.

من الشخصيات، التي أَثْرَتْ رحلتكِ؟

ألهمني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بطرق عدة، وألهمتني سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، حفظها الله، ويلهمني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، برؤيتهما الحكيمة، وفكرهما النيّر، وطموحاتهما لدولتنا التي يترجمانها خططاً لمستقبل أفضل للدولة، وحياةً أكثر رفاهاً وسعادةً لمواطنيها. كما ألهمتني أمي وأبي وجدي وجدتي وأعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي وزوجي وإخوتي وأولادي وحماتي وأصدقائي، وأبناء أصدقائي.. أنا محظوظة جدًا بوجود كل هذه الشخصيات المحبة والملهمة من حولي. 

ريادة أعمال.. وإبداع

لديك تجربة في تأسيس وإدارة شركتين تعنيان بالإنتاج الموسيقي، والسينمائي.. حدثينا عن ذلك!

 كوني مؤسسة ومديرة لشركتين تختصان بإنتاج المحتوى نعمة عظيمة، لما يقوم به المحتوى بأنواعه، خاصة المرئي، في عالمنا اليوم، من دور محوري في تشكيل الهويات والسرديات، وما يعنيه من مرآة للذات والوعي الفردي والجمعي معاً، وأنا شغوفة جداً برواية القصص، والشعور بها ومعايشتها، وتقديمها للجميع، فمن خلال الفيلم نروي قصصاً، ومن خلال الموسيقى نعيش صفاء روحياً وذهنياً، وخيالاً لا يقف عند حدود.

  • رشا المبارك: دوري الأعظم يتمثّل في كوني أماً
عقد Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع «لاكر» أسود وعقيق التسافوريت والأونيكس والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / اليد اليسرى: خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والأونيكس من مجوهرات Cartier / خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / المعصم الأيسر: سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والأونيكس من مجوهرات Cartier /  سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / اليد اليمنى: خاتم  Panthère de Cartier من الذهب الأصفر والعقيق من مجوهرات Cartier / خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / المعصم الأيمن: ساعة Panthère de Cartier من الذهب الأصفر والألماس من ساعات Cartier / سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والعقيق من مجوهرات Cartier / فستان من Orfa

بين الموسيقى في «ميوزيك نيشين»، ورواية القصص في «ناي برودكشن هاوس».. ما القصة الحقيقية التي رسمت نجاحك، وحضورك؟

شغف العمل يدفعنا إلى مزيد من الإصرار على إنجاحه، وتنويع أشكاله بما يفيد رؤيتنا وطموحنا، وإحساسنا الداخلي بالرسالة التي علينا تأديتها في هذا العالم، والأثر الذي نبقيه لأجيالنا القادمة. هنا، نتكلم عن الوقت الذي نقضيه، والجهد الذي نبذله في مسيرتنا المهنية، وحتى لا يضيع هذا كله، يجب أن يكون هدفه سامياً ونبيلاً. دائماً، كان هدفي إيجاد جسر بين دور المؤسستين كمفتاح نهائي. وبينما يتشابك الدوران، تنقل الموسيقى المشاعر التي تتجاوز حواجز اللغة، في حين أن الفيلم هو اللوحة البصرية، التي تعزز التأثير السردي للموسيقى، وتجسّد مرايا الهويات والثقافات. لذا تعد العلاقة التكاملية بين الفيلم والموسيقى إطارًا حيويًا يعمق التأثير السردي، ويعزز رواية الحكايات.

كيف تساهمين في دعم وتطوير الفنانين والمبدعين الصاعدين.. في الإمارات؟

التحدي الأول والأكبر، الذي يواجهه الفنانون والمبدعون الناشئون داخل الإمارات وخارجها، هو امتلاك القدرات اللازمة، والمهارات المطلوبة للمنافسة وسط أسواق بالغة التعقيد، ويجب علينا أن نسلط الضوء على ما يمتلكه هؤلاء الشباب من مواهب وكفاءات فطرية وأولية، تحتاج إلى الصقل والاحتضان طبعاً، بالمنح والدعم المالي من جهة، وبالتدريب والإشراف والتوجيه والإرشاد من جهة ثانية.

ونحن، هنا، لا نتكلم عن نقص في دعم المشاريع، فالقيادة الرشيدة، والجهات ذات الاختصاص، لا تألو جهداً في دعم الفنانين الناشئين والمبدعين الشباب. وهناك استراتيجيات وطنية داعمة لهم، ومنح للثقافة والإبداع، تقدّمها مؤسسات عدة، ومنها: وزارة الثقافة، ودوائر الثقافة في كل إمارة؛ إيماناً بأهمية دعمهم، وتزويدهم بمنصات تعبير وإشهار، وتعريف العالم بحضورهم الاستثنائي، وإبداعهم الثقافي والفني بشكل عام، والموسيقيّ بشكل خاص. ولتحقيق ذلك، نشكر مساعدة قيادتنا، كما هي الحال دائمًا، ونحتاج أيضاً دوراً من القطاع الخاص. نحن بحاجة إلى بناء وتحفيز صناعة الموسيقى في بلادنا، وللقيام بذلك نحتاج إلى الأطر التنظيمية والتشريعية المناسبة، وكذلك البنية التحتية. ولهذا السبب قمت بتأسيس «ميوزيك نيشين»، و«DGMC» مدينة الموسيقى، وهما مساقان قريبان جدًا إلى قلبي.

ما القيم والمبادئ، التي تعتبرينها ضرورية؛ لتحقيق النجاح والتميز؟

الإرادة التي تقهر المستحيل، والرغبة في المركز الأول، تعلمتهما من قيادتنا الرشيدة، وتبقى النية والاتكال واليقين بأن ما ترغب فيه يحضر لك، فبالتفاؤل نستطيع بناء شيء ما كلّه خير، ولن يؤدي ذلك إلا إلى النجاح والتميز.

كيف ترين السينما كفن ولغة بصرية، ولحظة توثيق للتراث، وتفاصيل الحياة عامة؟

لا يقتصر اهتمامي بالسينما على كونها شكلاً فنياً ولغة بصرية فحسب، فهي بالنسبة لي رسالة عالمية الأبعاد، ومرآة لهوية وكيان وخصوصية ثقافية، وثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهناك مثل شهدناه في توثيق سرديات الشعوب الأصيلة كالهنود الحمر، والحكايات التاريخية للمآسي الإنسانية، وتوثيق حقوق وحياة وحرية المرأة. إن النظر إلى السينما، كشكل فني ولغة بصرية، وسيلة جميلة لتوثيق التراث، ولتغيير الواقع، وصناعة المستقبل بالتأثير في الوعي والرأي العام أيضاً، فالسينما تجعل رواية القصص في متناول الجماهير، ما يصنع وعياً اجتماعياً وتأثيراً ثقافياً. 

حالياً.. ما المشاريع المستقبلية، التي تعملين عليها في مجال الإنتاج الثقافي والفني؟

أعمل على فيلم وثائقي عن الغوص وصيد اللؤلؤ، كما أعمل أيضًا على مشروعين موسيقيين، الأول ذو صلة بعملي في الحقوق الموسيقية ضمن «ميوزيك نيشين»، ومدينة الموسيقى الأولى من نوعها على الإطلاق في الإمارات «DGMC»، وستكون الأولى في العالم المصممة لهذا الغرض، فهي تضم: استوديوهات، وعلامات تجارية، وناشرين، وأكاديميات، ومكتشفي مواهب، ومصممي رقص، وجميع المواهب المتعلقة بفنون الأداء والفنون المسرحية. هذا هو جانب البنية التحتية للرؤية، حيث يمكن لجيلنا الحالي من المبدعين الموسيقيين تطوير حياتهم المهنية، ولأجيال المستقبل أن يتعلموا كتابة موسيقاهم، وتأليفها، وأداءها وتسويقها. إضافة إلى مساعدة حقوق الطبع والنشر في «ميوزيك نيشين»، حيث نستخدم تقنية متقدمة، لتتبع الموسيقى التي يتم أداؤها بشكل عام، مثل الراديو. وكذلك الموسيقى التي يتم بثّها، وتناقلها عبر شبكة الإنترنت والتطبيقات الذكية. كما نقوم بتقنين إيرادات هذه الأعمال، وتوزيعها على أصحاب الحقوق، ومنهم: الفنانون وكتاب الأغاني والملحنون والناشرون، وشركات الإنتاج، إنه أمر ضروري، واحتياج حتمي لمبدعي الموسيقى في بلادنا، لدعمهم في بناء واستدامة وظائف مجزية في الموسيقى، وتوفير دخل للأجيال ولعائلاتهم.

شغف.. وهوايات

كيف تطوّر شغفك بالتاريخ والتراث، وما الذي يدفعك إلى اكتشاف شخصيات مثل «كليوباترا»؟

لقد كانت «كليوباترا»، دائمًا، شخصية تاريخية أذهلتني؛ فأحب ذكاءها وجاذبيتها. لقد قادني شغفي بالتاريخ، وشخصياته الرائدة، إلى تعلّم العديد من اللغات، وجمعني ب«كليوباترا» خاصة، هدفها الرئيسي في الحفاظ على مكتبة الإسكندرية. لقد استطاعت بحنكتها وأنوثتها، وشخصيتها القائدة، تحويل مصر إلى قوة سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية. لقد كانت، أولاً وأخيراً، امرأة امتلكت من الحكمة والجمال والوعي والفطنة والذكاء، ما مكّنها من التحكم في مصائر شعوب ودول، وهو مزيج لا يتوقف عن إلهامي أبدًا. الأساطير جزء كبير من حياتي، وأنا أحب القصص والخيال.

  • رشا المبارك مع الرائد علي السويدي مرشدها في هواية الغوص وصيد اللؤلؤ
عقد Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع «لاكر» أسود وعقيق التسافوريت والأونيكس والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / اليد اليسرى: خاتم Panthère de Cartier من الذهب الأصفر والعقيق من مجوهرات Cartier / المعصم الأيسر: ساعة Panthère de Cartier من الذهب الأصفر والألماس من ساعات Cartier / سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مرصع بالزمرد والعقيق والألماس من مجوهرات Cartier الراقية / سوار Panthère de Cartier من الذهب الأصفر مع عقيق التسافوريت والعقيق من مجوهرات Cartier

هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن اهتمامك وشغفك بتقاليد الغوص وصيد اللؤلؤ؟

 الغوص وصيد اللؤلؤ من الحرف التقليدية القديمة، التي كانت ولا تزال جزءاً مهماً من تراثنا الإماراتي. كانت لي فرصة تجربة الغوص التقليدي للبحث عن اللؤلؤ، وكانت واحدة من أجمل تجارب حياتي، لما فيها من شعور بالتبجيل والإعجاب والرهبة. خلال رحلتي، التقيت الرائد علي السويدي، الداعم والمرشد لي في هوايتي هذه، فحدّثني مطولاً عن تاريخ الغوص والبحث عن اللؤلؤ، من خلال سرد القصص، أو التجربة المباشرة. أدرك، الآن، مدى تضحية الرجال في هذه الرحلات الطويلة والخطيرة؛ ليعثروا على اللؤلؤ. هناك تراث جميل في الغوص والبحث عن اللؤلؤ، لأنك تتحمل هذه المخاطرة الكبيرة من أجل الشيء الذي تحبه، وإن لم تكن على يقين من أنك ستجده.

كان الرجال يقضون أشهراً طوالاً كلما اقتحموا البحر، وبحثوا في أعماقه. لقد كان الأمر مرهقًا وخطيرًا، وخلال فترة انتظارهم على سطح المركب، كانوا بحاجة إلى متنفس، وهذه هي الطريقة التي أتى بها فن «الفجري» من التراث البحري الإماراتي، وهو عبارة عن عرض أدائي موسيقي وغنائي راقص، باستخدام أدوات، مثل: النقر بالأصابع، والطبول، والآنية الفخارية بقيادة النهّام.

لقد ألهمتني النساء، اللاتي اضطررن إلى فعل كل شيء خلال تلك الأشهر أثناء غياب رجالهن، لقد اعتنين بالأسرة، وقمن بوظائف الرجال أيضًا. وهناك أغنية أحدثت صدىً كبيرًا بداخلي، كانت تتحدث عن فتاة تنتظر كل يوم عند البحر؛ تترقب عودة القوارب، بشعور لا يصدق، فهو خليط من الأمل والشوق، حزين قليلاً، وفيه خوف أيضاً من الانتظار والخيبة. كانت تلك الأغنية تخطر ببالي دائماً؛ لأنني شعرت بأنني تلك الفتاة التي تنتظر عودة والدها.

ما تأثير الفنون والموسيقى.. اجتماعياً وثقافياً؟

الفنون تهذّب الطباع، والموسيقى ترتقي بالذائقة، وبها تنهض الدول، محافظةً على هويتها الثقافية، وأنماطها الإبداعية، وقديماً كنتُ أستمع إلى كبار المؤلفين الموسيقيين مع والدتي، مدركةً أنّ الموسيقى تسهم في تحسين نوعية حياتنا، وأن تقديرنا للمبدعين الموسيقيين الرائعين من الإمارات والوطن العربي، يعكس انتماءنا، ووحدتنا، ودورنا الحضاري عبر التاريخ، قديماً وحاضراً. ويمكننا أن نأخذ مثالاً على ذلك الدور الذي لعبته الموسيقى لغواصي اللؤلؤ، لقد كانت مصدرًا للراحة والشفاء والاحتمال. 

كيف تنظرين إلى الحركة التشكيلية والفنية والسينمائية في دولة الإمارات؟

 باعتباري امرأة إماراتية، فإنني أختبر تطور فنون الأداء والفنون التشكيلية والبصرية، وحركتنا السينمائية بكل فخر وحماسة. إن إنشاء مؤسسات، مثل: متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي المرتقب، ليس انعكاسًا لطموح دولتنا فحسب، بل أيضًا انعكاس لانفتاحنا الثقافي الغني على العالم. أجدني مندهشةً بما تعبر عنه صروحنا من تراث وعراقة، ومنها: متحف الشندغة في دبي، ومتحف زايد الوطني المرتقب في أبوظبي، فكل منها يروي قصة عالمية عن ثراء التراث، والهوية الوطنية، واستشراف المستقبل. أفتخر بالتطور الثقافي لبلادنا حاضراً ومستقبلاً، كدولة رائدة في مجال الفنون. إن تفاني دولة الإمارات في رعاية الفنون قد عزز مشهدنا الثقافي، وعزز هويتنا الوطنية، وحضورنا العالمي.

هل هناك أعمال فنية أو موسيقية قريبة إلى قلبك، تعتبرينها مصدر إلهام؟

في الموسيقى الكلاسيكية، أحبُّ موسيقى باخ على المستوى العالمي. وغناء فيروز، وكلمات الرحابنة، وشعر جبران خليل جبران على المستوى العربي.

رسالة تودين توجيهها إلى الشابات الإماراتيات الطموحات، في يوم المرأة الإماراتية!

جمال الروحانية، جمال الحب، جمال الخير.. أدرك، بصدق، أننا ولدنا طيبين محبين، وأننا جميعًا صالحون، وأننا جميعًا مقدّرون للخير. وكان هناك اقتباس رائع قرأته في كتاب؛ عندما كنت في الثانية عشرة، وظلّ عالقًا بذهني، ويتردد صداه معي حتى يومنا هذا، وأنا أعيش وفقاً لما ينادي به، وكان من يوميات الكاتبة الألمانية آن فرانك، تقول: «ما زلت أومن، رغم كلّ شيء، أن الناس طيبون».