في ظل تطور التكنولوجيا، ووجود عالمٍ من التطبيقات، وصعود العديد من المشاهير، الذين لم نكن لنسمع عنهم لولا ثورة وسائل التواصل، بات أطفالنا يعيشون في عالمٍ موازٍ، وفي حين كان هناك الكثير من الأشخاص المهمين في حياتنا خلال طفولتنا، الذين صنعوا وعينا وتفكيرنا، وهناك الكثير من الأشخاص الساذجين في عالمنا اليوم، الذين يعتبرهم الأطفال نموذجاً يُحتذى به.
وبالنسبة لأطفال اليوم، إن الخط الفاصل بين «الحقيقي»، و«الافتراضي»، غير واضح؛ لدرجة أنهم يعيشون حياتهم على التطبيقات، وعلى الإنترنت، ويمكنهم تكوين صداقات، والتفاوض بشأن النزاعات، واكتشاف الحب عبرها أيضاً.
ولا يقتصر الأمر على الأطفال فحسب، بل إننا جميعاً نعيش على الإنترنت الآن، حيث تشير التقارير إلى أن الشخص العادي يتحقق من هاتفه 12 مرة في الساعة، فهواتفنا أصبحت بمثابة موزعات للأخبار، وموصلات اجتماعية، وصناديق ترفيه، ومعلمة.. وكل شيء.
جمعنا، في ما يلي، أهم النصائح حول توجيه طفلكِ بلطف، بعيداً عن التكنولوجيا.
ضعي خطة عائلية تُوازن الوقت مع الأجهزة ودونها:
اعملوا، معاً، لوضع قواعد حول استخدام الوسائط؛ حتى تتفقي أنتِ وأطفالك على كيفية ملاءمة الأجهزة لحياتكم، وتحدثي عن الأنشطة الخالية من التكنولوجيا، التي ترغبين في تخصيص وقت لها بشكل منتظم.
حددي أوقاتًا وأماكن خالية من الشاشة في منزلكِ:
اعتمدي إبعاد الهاتف عن أوقات تناول الوجبات، ووقت النوم، وقومي بضبط وضع «عدم الإزعاج» على الهواتف؛ عندما تريدين قضاء وقتٍ غير مشتتٍ معهم.
وبالنسبة للأطفال الأصغر سناً، من المفيد أن تكون لديهم إجراءات إعلامية، وحدود زمنية متسقة، ويمكن التنبؤ بها. لذا، استخدمي أجهزة ضبط الوقت المدمجة؛ لتسهيل انتقال الأطفال الصغار بعيداً، عند انتهاء الوقت.
ناقشي مع عائلتك بشكل منتظم مسألة أنشطتكِ عبر الإنترنت:
ناقشي مجالات جديدة للتعلم، والاكتشافات الممتعة، بالإضافة إلى التجارب الصعبة، وهذا يعزز المناقشة المفتوحة، حول موضوع صعب في بعض الأحيان.
تحدثي عن وسائل التواصل الاجتماعي:
ابدئي محادثات منتظمة ومنفتحة مع أطفالكِ، حول استخدامهم للوسائط، واستخدامك لها، وليس من الضروري أن تكوني خبيرةً بكل منصة؛ لتتمكني من إجراء مناقشات هادفة، فقط اطرحي أسئلة مثل: ما الذي يعجبكم في منصات التواصل الاجتماعي؟.. ما شعوركم عندما تكونون على وسائل التواصل الاجتماعي؟.. وما شعورك عندما تكونين على وسائل التواصل الاجتماعي؟.. ثم حاولي تبيين مساوئها وإيجابياتها، وكيف علينا ألا نتعلق بها!
وتأكدي أن أطفالك يعرفون أنه يمكنهم التواصل معك بشأن تجاربهم عبر الإنترنت، حتى لو كانوا يشعرون بالحرج أو القلق، ودعيهم يعرفون أنكِ موجودة؛ لدعمهم خلال التحديات.
ساعدي الأطفال على فهم ما هو حقيقي:
حاولي إرشادهم إلى التمييز بين الحقيقي والمزيف، ومعرفة الإعلانات أو المحتوى غير المناسب، ومتى يكون المؤثرون صادقين أو كاذبين.