تولي دولة الإمارات حماية النباتات المحلية، وإتاحة الفرصة لزراعة العديد من أنواعها، اهتماماً كبيراً، سعياً إلى تعزيز الوعي لدى كافة فئات المجتمع بأهمية استدامة الغطاء النباتي، والمحافظة على النباتات المحلية في موائلها الطبيعية، وتشجيع استخدامها في مشاريع التشجير.

وتبرز من بين النباتات المحلية «زهرة العوسج»، التي تمثل الطبيعة الصحراوية لدولة الإمارات، حيث تنمو على أراضيها منذ مئات السنين، وتنبت في الأراضي الجافة والحارة، كونها تعيش على القليل من الرطوبة.

ولـ«العوسج» أسماء أخرى، مثل: «قصر، وعوسجة، وعنب الذيب، والزعرور، والمصع».

  • «زهرة العوسج».. نبتة صحراوية تُميز عمق الأصالة الإماراتية

وقد يصل ارتفاع «العوسج» إلى مترين، ولها سيقان خشبية متفرعة، والفروع متعرجة ومتداخلة. وأوراق النبات صغيرة وبسيطة، وذات لون أخضر يميل إلى الصفرة، وتوجد على جانب الأوراق شوكتان حادتان، وهذه الأشواك سامة.

أما الأزهار، فهي أحادية وتخرج في الجانب المقابل لمجموعة الأوراق، وهي «جَرَسِية الشكل»، ولونها أبيض يميل إلى الزرقة، والثمرة «عوزة» (لبية عنبية) لونها أخضر، وعند النضج يتغير إلى اللون الأحمر، وهي حلوة المذاق وتؤكل، وتحتوي على بذور كثيرة، والبذرة شكلها كروي منضغطة، وذات لون بني.

ويعود أصل نبات «العوسج» إلى جنوب أفريقيا، وينمو في المناطق الجافة إلى الرطبة نسبياً، مثل: حواف السهول الفيضية، والمناطق الجبلية، وضفاف الأنهار، والأراضي الحرجية، ومراعي الأشجار، وعلى جوانب الطرق، وفي المناطق المزروعة. كما ينتشر نبات «العوسج» من دولة السودان وإثيوبيا إلى الجنوب، عبر كينيا وتنزانيا، إلى مالاوي وزامبيا وبوتسوانا.

وتعتبر «زهرة العوسج» خير دليل على اهتمام الإماراتيين بكل ما يمكن أن يُقدم إليهم من عوامل، تساعد على تحقيق عمليات التنمية المستدامة.

  • «زهرة العوسج».. نبتة صحراوية تُميز عمق الأصالة الإماراتية

كما تهتم جهات الدولة المختلفة، التي لها علاقة بالنباتات المحلية، بالمحافظة عليها، عبر برامج ومبادرات متنوعة لتعزيز حمايتها، إضافة إلى إجراء التجارب لإعادة استنباط الشتلات، واستخلاص البذور الملائمة للبيئة وتخزينها وإنشاء مراكز علمية متخصصة لإكثار البذور، بالإضافة إلى إنشاء بنوك وراثية متخصصة في حفظ الأصول الوراثية، وتوفير المواد الوراثية والمعلومات اللازمة لبرامج التربية المختلفة، وتبادل المعلومات الخاصة بالمصادر الوراثية مع بنوك الجينات المحلية والدولية. ولا يختص الأمر فقط بـ«زهرة العوسج»، بل ينسحب كذلك على جميع النباتات الصحراوية، التي تنمو في الدولة، مثل: الغاف، والسمر (السنط)، والحنة، والسدر، والنبق (المرخ)، والعوسج، والرمث، والقضب، والعلقة، والفجيلة، والحردة، والتين البري، والنش، واليسر، والأراك، والعثوت، والشنينة، والحرمل، والقطف، والعشرق، والخريزة.