يمتلئ العالم بالعلامات التجارية الناجحة، التي تميز كثير منها، وبات اسمها يتردد على كل لسان، ويعرفها الناس باختلاف مواطنهم ولغاتهم وثقافاتهم.
باختصار شديد.. يمكننا القول بأن بعضاً من هذه العلامات التجارية قد غزت الكرة الأرضية تماماً، وعرفها الصغار والكبار من كل الشعوب، إلا أن كثيرين منا قد لا يدركون سر هذا النجاح الهائل، وهو بكل تأكيد يتلخص في: النهج الفريد، والتفكير المبتكر، والاستراتيجيات الناجحة التي يمكن لأي منا استلهامها، والسير على خطاها في مشاريعه الخاصة.
هنا، نستعرض لكم خمس شركات عملاقة، ونلقي شيئاً من الضوء على أسرار نجاحها:
«آبل».. توقع الاحتياجات:
تصنف «آبل»، وفقاً للعديد من التقارير، بأنها العلامة التجارية الأولى على الإطلاق. وفي العام الماضي، وضعها تقرير «Interbrand» في المرتبة الأولى كأعلى قيمة لعلامة تجارية على مستوى العالم، وهو أمر ليس بغريب ولا بجديد؛ فقد تكرر كثيراً في تقارير أخرى مشابهة.
ويمكن لأي مطلع على تفاصيل «آبل» أن يصفها بكلمات مقتضبة؛ فيقول: «إنها تمثل قصة نجاح مذهلة».
ورغم بدايتها الصعبة، والتحديات الكبيرة التي واجهتها؛ فإنها شقت طريقها وسط كم هائل من المنافسين، لتتبوأ المركز الأول بين كل العاملين والناشطين في قطاع التكنولوجيا.
وقد برهن مشغلو «آبل»، وعلى رأسهم ستيف جوبز، أنهم قادرون على التنبؤ بكل التفاصيل المتعلقة باحتياجات العملاء؛ فوسعوا عملهم، وكانت هذه التوقعات الصحيحة مفتاحاً كاملاً لنجاحهم؛ ليسطروا معنى مهماً للجميع، هو أهمية توقع احتياجات العملاء؛ لتحقيق النجاح الذي يتطلع إليه الجميع.
«غوغل».. المرونة والابتكار:
ما تزال شركة «غوغل» تحافظ على مركزها المتقدم في قائمة العلامات التجارية العالمية، فهي منذ سنوات عدة تصنف بأنها ثاني أعلى الشركات من حيث القيمة.
ولا تعد مبالغة على الإطلاق إذا قلنا إن أغلب البشر على سطح الكرة الأرضية يستخدمون محرك الشركة العملاقة بشكل يومي، فقد ولجت «غوغل» من خلال محركها بسهولة إلى كل بيت، وصارت رفيقاً دائماً لنسبة كبيرة من الناس.
كانت فكرة «غوغل»، ومحركها الخاص بالبحث، رائدةً، فلم يسبقها إليها أحد، ولم تستطع أي شركة في العالم حتى اليوم منافستها في معنى محركات البحث؛ فقد غيرت كل مفاهيمه بشكل جذري.
ورويداً.. رويداً، تطورت الشركة، وقدمت خدمات لم يعد الاستغناء عنها أمراً يسيراً على الإطلاق، مثل خرائط غوغل.
وقد كان نجاح هذه الشركة غير المسبوق معتمداً، بشكل كبير، على التحليل المستمر لما تقدمه من خدمات ورصد ردود أفعال متلقي الخدمة، وجمع المعلومات عنهم، والتعامل معها بكل مرونة؛ لتشكل مثالاً رائداً، ومرجعاً رئيسياً في المرونة والابتكار.
«سامسونغ».. البحث والتطوير أساس النجاح:
لا تخفى على أحد الخدمات الكبيرة، التي قدمتها «سامسونغ» للبشرية جمعاء، سواء كان ذلك على مستوى الأجهزة اللوحية، أو الهواتف المتنقلة وأنظمتها التشغيلية، وكل ما يتعلق بها، وحتى في مجال صناعة الأدوات الكهربائية والشاشات، وغيرها الكثير.
ومنذ سنوات، «سامسونغ» تحتل المرتبة الأولى بين شركات الهواتف الأكثر مبيعاً في العالم، والثالثة على مستوى العلامات التجارية العالمية.
وقد يخفى على كثيرين أن «سامسونغ» كانت بالأساس شركةً صغيرة توزع الأغذية، ولم تكن لها علاقة بالتكنولوجيا قبل أن تبدأ بالتطور، وتنتقل لمجالات أخرى بعيدة عما كانت عليه يومها، فعملت في التجزئة والتأمين.
وشكل دخول الشركة مجال التكنولوجيا والإلكترونيات في بداية ستينيات القرن الماضي نقطة تحول جذري في مسيرتها؛ فقد توسعت بسرعة هائلة في هذا المجال.
واعتمد تطور «سامسونغ»، بشكل رئيسي، على ضخ مبالغ مالية كبيرة في مجال البحث والتطوير، بهدف ضمان تقديم أفضل المنتجات، التي تستند بشكل رئيسي على نتائج علمية دقيقة.
وغالباً، اعتمد عمل الشركة على مراقبة منافسيها، وتحليل بياناتهم وأعمالهم، وما يقدمونه من خدمات، بهدف تحسين نفسها ومنتجها بشكل دائم.
«أمازون».. خدمة العملاء أولوية قصوى:
بالمرتبة الرابعة، حلت شركة أمازون، التي دخلت السوق عام 1995، بصفتها مكتبة إلكترونية.
ويرتكز عمل «أمازون»، بشكل رئيسي، على نيل رضا عملائها، وتقديم خدمات نموذجية لهم، من حيث سرعة الاستجابة، وأخذ ملاحظات العملاء جميعها على محمل الجد، والتعامل معها كأولوية قصوى، ومعالجة كل ما يردها منهم.
وتهدف «أمازون»، وتسعى ضمن خططها دائماً لتحسين خدمات العملاء وإيجاد تقنيات تلبي طموحهم وابتكار استراتيجيات مختلفة للتعامل مع الزبائن بحيث تبقى هذه السمة تميزها عن كل الشركات الرائدة في العالم.
«مايكروسوفت».. طموح لا ينتهي:
خامسة العلامات التجارية الكبرى في العالم، رائدة التكنولوجيا التي أسسها بيل غيتس، وشريكه في ذلك الوقت بول ألين، الذي انفصل عنه في الثمانينيات. ولا يمكن ذكر اسم «مايكروسوفت» دون ذكر عملاق تشغيل أجهزة الحاسوب «ويندوز».
وتُعرف «مايكروسوفت» بأنها أكثر الشركات طموحاً، وقد بنت إمبراطوريتها الكبرى بفعل سيرها دائماً خلف طموح لا يتوقف، فكان دافعها الدائم لتحديث أنظمتها، وتقديم منتجات أخرى، مثل: دخول سوق الهواتف النقالة، وبدء المنافسة فيها، وكذلك اقتحام سوق ألعاب الفيديو بجهاز «Xbox»، إضافة للأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة الخاصة بها.
وقد اعتمدت، بشكل كبير، على تقديم وعود طموحة للزبائن، والتأكد من قدرتها على تحقيق هذه الوعود.
وتمكنت «مايكروسوفت» من إثبات أهمية الطموح والابتكار في تحقيق النجاح.
والخلاصة.. إن قصص نجاح أكبر العلامات التجارية في العالم، تمنحنا قواعد ذهبية للتطور والاستمرار والتقدم في العمل، نلخصها بما يلي:
1. تقديم خدمات تلبي توقعات العملاء بعد فهمهم العميق.
2. أهمية التنبؤ باحتياجات العملاء قبل أن يدركوها بأنفسهم.
3. دراسة الشركات المنافسة وتحليل أدائها، بهدف تحسين المنتجات والخدمات المقدمة.
4. خدمة العملاء المميزة، والاهتمام بملاحظاتهم، طريق للنجاح.
5. الطموح الكبير، وتقديم الوعود، والسعي الدائم للوفاء بها.. ركيزة أساسية في التطور والتقدم.