تهدف منظمة الأمم المتحدة، من الاحتفاء بـ«اليوم العالمي للوقاية من الغرق»، الذي يوافق الخامس والعشرين من شهر يوليو كل عام، إلى تسليط الضوء على التأثير المأساوي والعميق للغرق على العائلات والمجتمعات، وتقديم حلول للوقاية منه.

وقد يكون الاحتفاء بهذه المناسبة غريباً للبعض، لكن أرقام المنظمة العالمية تؤكد أن الوفاة بسبب الغرق تمثل تحدياً للصحة العامة، يمكن الوقاية منه، وأنها تسعى لوضع خطط وقائية عالمية؛ لتغيير نسبة الوفيات الكبيرة التي تحدث بسبب الغرق، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن الغرق ثالث سبب رئيسي للوفيات غير المتعمدة في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل 7% من جميع الوفيات المرتبطة بالإصابات، وأن حجم الوفيات السنوية يقدر بنحو 236 ألف حالة في جميع أنحاء العالم، كما أن الأطفال والذكور والأفراد، الذين يمكنهم الوصول إلى المسطحات المائية، هم الأكثر عرضة لخطر الغرق، خاصة في الدول الفقيرة بقارة أفريقيا.

  • اليوم العالمي للوقاية من الغرق.. الأطفال الأكثر تضرراً

ودائماً تدعو منظمة الأمم المتحدة الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى إجراءات عاجلة ومنسقة ومتعددة القطاعات بشأن تدابير مجربة، مثل: «تركيب حواجز للتحكم في الوصول إلى المياه»، و«إتاحة أماكن مأمونة بعيدة عن المياه مثل دور الحضانة للأطفال في سن ما قبل المدرسة»، و«تعليم السباحة والسلامة المائية ومهارات الإنقاذ المأمونة»، و«تدريب المارة على مهارات الإنقاذ المأمون والإنعاش»، و«وضع لوائح في ما يتصل بالقوارب والشحن والعبارات وفرض تلك اللوائح»، و«تحسين إدارة مخاطر الفيضانات».

ودعا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجديد، منظمة الصحة العالمية إلى تنسيق الإجراءات الخاصة بالوقاية من الغرق داخل منظومة الأمم المتحدة. وبهذه الصفة، تقود منظمة الصحة العالمية جهود الاستعدادات لليوم العالمي للوقاية من الغرق، من خلال إنتاج مواد تثقيفية ذات صلة، واستضافة فعالية عالمية لتدشين الأنشطة الوطنية والمحلية ودعمها في البلدان والمجتمعات حول العالم.

وتولي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبرى لتقديم الحماية إلى مواطنيها وسكانها من المقيمين والزوار، من خلال تأسيس بنية تحتية شاملة، توفر الأمن والأمان لجميع الناس، خاصة أن دولة الإمارات الوادعة على الخليج العربي، مليئة بالمسطحات المائية الطبيعية.

ويعد قطاع الإنقاذ والإطفاء من أكبر القطاعات التنظيمية في هيئة أبوظبي للدفاع المدني، من الناحية البشرية واللوجستية، حيث ينضوي تحت هذا القطاع أكثر من ستين مركز إطفاء، في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، ترتكز على مهام مكافحة الحريق.

ويضم قطاع الإنقاذ والإطفاء «فريق الإمارات للبحث والإنقاذ»، الحاصل على الاعتماد الدولي الثقيل من الهيئة الدولية للبحث والإنقاذ في الأمم المتحدة، والمرخص له القيام بمهام بعمليات البحث والإنقاذ إقليمياً ودولياً، حيث يشارك الفريق بشكل مستمر في مهام البحث والإنقاذ على المستوى الدولي، وله مشاركات دولية عدة. كما تساهم أفرع إنقاذ المسطحات المائية في مهام الاستجابة لكافة عمليات البحث والإنقاذ للمسطحات المائية الواقعة بالمناطق البرية، مثل: السيول والفيضانات والممرات الضيقة، من خلال أسطولها، الذي يضم مجموعة من القوارب المطاطية، والدراجات المائية، التي تساعد في الإنقاذ من حوادث المسطحات المائية، مثل: حالات الغرق، وانتشال الجثث.