زفَّ أطباء صينيون بشرى سارة إلى ذوي الأطفال المصابين بمرض التوحد بأنواعه المختلفة، من خلال اكتشاف تشخيص المرض في مراحل مبكرة، للحد من استفحاله، والسيطرة على القدرات المعرفية والإدراكية للأطفال.
والتوحد هو اضطراب في النمو، يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمكن الاستدلال عليه من خلال بعض الملاحظات، التي تظهر على الأطفال الصغار، أهمها: الميل للوحدة، وعدم التواصل مع الآخرين، مع عدم الاستجابة للنداء عليهم، والاعتماد بشكل كلي على الإيماءات والإشارات والتلويح، وعدم استخدام الكلمات في التواصل مع الآخرين، بجانب معاناة الحساسية تجاه بعض الأشياء والأصوات والروائح، فضلاً عن ردة فعل غير متوقعة؛ عند محاولة تغيير روتينهم، ولا يعنيهم اللهو واللعب بالأشياء غير المحسوسة، أو التي تتطلب التفكير، واستخدام العقل.
وبنى باحثون، من جامعة هونغ كونغ الصينية، اكتشافهم من خلال إيجاد روابط بين تركيب الميكروبات، واضطرابات النمو العصبي، حيث بينت النتائج أن اضطراب طيف التوحد يرتبط بتغيرات في تكوين ووظيفة مجموعة واسعة من الكائنات الحية الدقيقة المعوية.
وتمهد هذه النتائج لتطوير اختبار تشخيصي دقيق لهذه الحالة، وفقًا لما نشره موقع New Atlas، المختص بالصحة، وأصول العلاج التحفظي.
ويظن الباحثون أن الميكروبيوم المسؤول عن تنظيم حركة الأمعاء والدماغ والتأثير على الصحة، له دور في إيقاف التدهور المعرفي والإدراكي، باعتبار أن التغيرات في تكوين ووظيفة الكائنات الحية الدقيقة، البكتيرية وغير البكتيرية، مرتبطة باضطراب طيف التوحد، وهو اضطراب عصبي معقد، يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين والتواصل والتعلم والتصرف.
وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي والمباشر للإصابة بمرض التوحد غير معروف، إلا أن الأطباء يجدون أن العوامل البيئية والوراثية لها دور في ذلك.
ويركز باحثو الجامعة الصينية على افتراضية أن تواصل الأمعاء بشكل مباشر مع الدماغ، ربما يكون له تأثير في تطور حالات طيف التوحد، حيث تمت دراسة تحليل «ميتاجينومي» لعينات من براز أكثر من 1600 طفل، تراوح أعمارهم بين عام واحد و12 عاماً، وقسموا إلى مجموعتين: الأولى: من المصابين بالتوحد، والثانية من الطبيعيين.
وبحسب موقع «ويب طب»، تدرس «الميتاجينوميات» بنية ووظيفة الكائنات الحية، المتنوعة وراثياً، الموجودة في عينة كبيرة، مثل: البكتيريا والفيروسات والفطريات، والعتائق، وهي كائنات وحيدة الخلية تفتقر إلى النواة. ولدى مقارنة التغيرات في تنوع ميكروبات الأمعاء بين الأطفال الطبيعيين والمصابين باضطراب طيف التوحد، اكتشفوا أن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد أظهروا انخفاضًا في تنوع العتائق والبكتيريا والفيروسات، فيما انخفضت الوفرة النسبية إلى 80 من أصل 90 نوعاً ميكروبياً، تم تحديدها بشكل ملحوظ لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، مقارنة بالطبيعيين.