نشأت الشقيقتان: سما وهيا خضرا، المعروفتان بـ«سيمي»، و«هيز»، في بيئةٍ تحب الجمال والأناقة، فقد شجعت عائلتهما شغفهما بالموسيقى والموضة. وقد برزتا كمنسقتي موسيقى موهوبتين، ونالتا شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما جعلهما أيقونتين للموضة، تُلهمان الملايين.
ولم يقتصر شغف الشقيقتين على مجال الموسيقى، بل تجاوزه إلى عالم الجمال، فقامتا بتأسيس علامة تجميل خاصة بهما، تحمل اسم «سيمي هيز بيوتي» (SimiHazeBeauty). وتُجسّد هذه العلامة وعي الشقيقتين بأنه يجب أن يشمل الجمال الجميع، فهو أداة تمكينٍ تُساعد المرأة على التعبير عن نفسها بثقة وإبداع. وتتميز منتجات «سيمي هيز بيوتي» بجودتها العالية وتنوعها، فهذه العلامة تُقدم مجموعة واسعة من مستحضرات التجميل، المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات أنواع البشرة كافة.
وبفضل إبداعهما وريادتهما، توسعت «سيمي هيز بيوتي» في منطقة الشرق الأوسط، وحققت نجاحًا هائلاً؛ وأصبحت من العلامات التجارية المفضلة لدى محبات المكياج.. في لقاءٍ مع الشقيقتين التوأم: «سيمي»، و«هيز»، اطلعنا على التحديات التي واجهتهما، ونصائحهما للمرأة العربية، وخططهما المستقبلية:
* ولدتما في الرياض، ونشأتما في دبي، وبعدها لندن، والآن تعيشان في لوس أنجلوس.. كيف أثرت هذه النشأة في عملكما الإبداعي، ومشاريعكما الريادية؟
- حينما ينشأ الإنسان في بيئات مختلفة يكتسب منظورًا أوسع، لأنه يرى الناس، ويفهم ظروف نشأتهم التي ساهمت في تشكيلهم، وينظر إلى أي شيء من حوله، ويدرك الصورة الكبرى للكيفية التي وصل بها هذا الشخص إلى شكله الحالي. لذلك، عندما نبتكر شيئًا ما، فإننا نفكر حقًا بمستويات مختلفة، لابتكار شيء يناسب سيدات مختلفات وكثيرات جدًا، وهذا يزيد التحدي بطريقة ما؛ فالعمل الذي نقدمه يجب أن يكون شاملاً، فالتحدي يجلب مكاسب عظيمة.
* ما الذي ألهمكما تأسيس «SimiHazeBeauty» عام 2021، وما الذي يميزها عن غيرها في عالم الجمال؟
- بدأنا علامتنا بدافع وظيفي بحت؛ حينما أردنا ابتكار أحمر شفاه لم نتمكن من العثور عليه في السوق، وهو أحمر شفاه مطفي ومرطب في الوقت ذاته، وهو الآن يعتبر أفضل تركيبة لدينا، والأكثر مبيعاً. من هنا، طورنا الجانب الجمالي لعلامتنا، مع مواصلة ابتكار تركيبات وصيغ مختلفة في مجال التجميل. تتميز علامتنا بأنها تعبر عنا بشكل كامل، وتعكس شخصيتَيْنا تماماً، فهي تجسد شغفنا، وطاقتنا، وعشقنا للجمال.
* أطلقتما علامتكما خلال «كوفيد-19».. كيف نجحتما في مهمتكما تلك، وسط التحديات التي فرضتها «الجائحة»؟
- عملنا لمدة 3 سنوات قبل إطلاق علامتنا التجارية، وقد منحتنا بداية «الجائحة» وقتاً كان ضرورياً للغاية؛ لنخفف اندفاعنا وسرعتنا، ونتأكد من أن إطلاق العلامة سيكون له تأثير كبير في عالم الجمال. مع الوقت، اتضح لنا أن الأمور سارت إلى الأفضل؛ فقد جربت الكثيرات من عميلاتنا منتجاتنا، وقدمن عروضاً تعليمية بالفيديو من منازلهن، فشعرنا بسعادة كبيرة؛ لإمكانية جلب الفرح والإثارة إلى النساء في مثل هذا الوقت العصيب.
* كتوأم متطابق، من الطبيعي أن تتمتعا برابط فريد.. كيف ينعكس هذا الأمر على عملية الإبداع عند العمل معًا؟
- نحن لا نفكر في هذا الأمر كثيراً. وإن كان بإمكانكِ تخيل ذلك، فلدينا ديناميكية تفاعلية فطرية منذ ولادتنا، ومن الصعب جداً تقسيمها وشرحها. في بعض الأحيان، تقنع إحدانا الأخرى بشيء ما أو العكس. وفي أحيان أخرى نلتقي في منتصف الطريق، فينتج عن ذلك شيء مثل مجموعة أحمر الخدود «Solar Tint»، وساعتها تحصلين على أفضل ما في الجانبين.
* بدايتكما كانت بتصاميم مكياج قابلة للصق، ومع تطور علامتكما التجارية قدمتما أحمر الشفاه والبرونزر وأقلام التظليل والماسكارا وغيرها.. كيف تتوافق هذه المنتجات مع رؤيتكما لـ«سيمي هيز بيوتي»؟
- نحن، دائمًا، نبتكر ما نرى أنه غير موجود في السوق بشكل عام، أو نقدم نسخة محسّنة وأكثر فاعلية لشيء موجود بالفعل. الملصقات كانت موجودة بأشكال مختلفة، لكننا عملنا مع مشغل في باريس؛ لتصنيع تلك التي شعرنا بأنها ستثير حماسنا، وحماس عميلاتنا، أكثر من غيرها. كانت الملصقات مجرد حل لعدم قدرتنا على وضع الآيلاينر بنفس مهارة خبير المكياج، وكذلك لمشكلة ضيق الوقت؛ ففي دقيقة واحدة، تستطيعين تركيبها، والحصول على مظهر مثالي وكامل. وجميع المنتجات التي أطلقناها بعد ذلك، جاءت بطريقة مماثلة، أي بدافع الحاجة إلى منتج يجعل الحياة أسهل، وأكثر متعة.
* ما المنتجات الجديدة، التي نتوقع أن تقدمها «سيمي هيز بيوتي» في المستقبل؟
- لسنوات عدة، كنا نعمل على تطوير بعض المنتجات، بما في ذلك: خافي العيوب وظلال البشرة، وقد لا يعلم البعض أن الأمر يستغرق ما لا يقل عن 6 أشهر؛ لتطوير منتج واحد، وفترة أطول بكثير حتى يصل إلى السوق. لهذا يعد الصبر في ابتكار المنتجات أمراً رئيسياً، لتقديم أفضل منتج إلى جمهورك. نحن لسنا خط إنتاج سريع الإصدار، لأننا ننتقي ونجرب المنتجات بعناية فائقة، ولفترات طويلة، قبل أن تصل إلى عميلاتنا.
* تتمتع «سيمي هيز بيوتي» بحضور قوي على الإنترنت، وعميلات مخلصات، فكيف تتفاعلان معهن، وما خططكما للتواصل مع جمهوركما الجديد في دول مجلس التعاون الخليجي؟
- أكثر ما نحب القيام به هو مقابلة متابعاتنا، خلال الفعاليات الرئيسية أو الورش التدريبية، مثل تلك التي نظمناها في الرياض، ودبي مؤخراً. إنه شعور مجزٍ للغاية أن نتفاعل مع جمهورنا، وقد شعرنا بالفخر بلقاء الكثيرات من ذوات النفوس الجميلة، خلال رحلتنا الأخيرة. إننا متحمستان لتنظيم المزيد من الفعاليات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولدينا المزيد من الفعاليات المخطط لها في نهاية هذا العام، والكثير منها للعام المقبل!
* ما الذي دفعكما إلى توسيع نطاق علامة «سيمي هيز بيوتي» إلى منطقة الخليج العربي؟
- منذ البداية، كنا نحلم بتقديم منتجاتنا في منطقة الخليج العربي. لكن، كما تعلمين، توجد عقبات وقيود عدة عند التوسع في أي منطقة، ومنها: آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية. لكن منطقة الخليج من المناطق التي أعطيناها أولوية كبرى؛ لأن عميلاتنا فيها وفيات للغاية منذ اليوم الأول!.. مؤخراً، قابلنا فتيات في دبي، فأخبرننا بأنهن طلبن من أصدقائهن في الولايات المتحدة شراء منتجات إصدارنا الأول، وأنهن كن يطلبن من أي مسافر إلى الشرق الأوسط إحضار المنتجات معه!.. وهذا يتطلب جهداً كبيراً؛ لكنه يجعلنا مسرورتين للغاية؛ لأنه أصبح من السهل أخيرًا شراء منتجاتنا في المنطقة من «سيفورا».
* مع تزايد وعي المستهلكات بالاستدامة والتأثير الاجتماعي.. هل لدى «سيمي هيز بيوتي» مبادرات في هذا المجال؟
- من المؤكد أن «سيمي هيز بيوتي» ملتزمة بالاستدامة، لذلك نحرص على أن تكون عبوات منتجاتنا مصنوعة من مواد أسيتات معاد تدويرها، ما يقلل استخدام البلاستيك بنسبة 70%، كما نعمل على المزيد من المبادرات المستدامة هذا العام أيضًا، ولدينا حماس كبير لتقديمها إليكن!
* «سيمي هيز بيوتي» تتميز بجماليات فريدة؛ فما القيم الأساسية للعلامة، ومن جمهورها المستهدف؟
- تُجسّد علامتنا قيمًا أساسيةً، تتماشى مع جمالياتها الفريدة، فنحن نؤمن بأهمية استخدام مكونات طبيعية آمنة على البشرة، وتكون خالية من المواد الكيميائية الضارة، كما نحرص على عدم استخدام أي مكونات حيوانية أو مشتقاتها، ونلتزم في «سيمي هيز بيوتي» بمبادئ عدم إخضاع الحيوانات لأي اختبارات أو تجارب لتطوير منتجاتنا، لأننا نقدر الجمال النظيف، فمثلاً أختي الصغرى، وجدتي، كلتاهما تستخدم منتجاتنا، وهذا يوضح الكثير!.. كما أننا نجري اختبارات على مجموعة واسعة من ألوان البشرة والأعمار؛ لنضمن سهولة استخدام منتجاتنا، وملاءمتها لاحتياجات الجميع.
* حققتما نجاحًا هائلاً بالنظر إلى رحلتكما المهنية.. ما نصيحتكما للمبدعين الطموحين، الذين يحلمون بإطلاق علامات تجارية خاصة، أو بالعمل في مجال الجمال؟
- تأكدوا من أن منتجكم يمكنكم الوثوق به اليوم. وبعد 20 عامًا من الآن، تأكدوا من أنه يثير شغفكم بما يكفي ليكون عملكم الحياتي. لا تدعوا تحديات أو تغيرات الأسواق تُثنيكم عن شغفكم، بل حافظوا على ثقتكم الراسخة بمنتجكم وفِكرتكم، واستعينوا بالفريق الذي تثقون بخبرته وإجادته، وابحثوا عن أشخاصٍ يشاركونكم شغفكم ورؤيتكم، ويُكملون مهاراتكم، ويدعمونكم في مسيرتكم؛ فالفريق المُتجانس أساس نجاح أيّ مشروع. ولا تندفعوا إلى صفقات تجارية تبدو جيدة على المدى القريب، وتكون صعبة على المدى البعيد؛ لذلك اتخذوا قراراتكم بعقلانية ودراسة مُتأنّية؛ فرحلة تأسيس أيّ علامةٍ تجاريةٍ ناجحةٍ ليست سهلةً، لأنها تتطلب الكثير من المثابرة والعزيمة.