تحتفي «جائزة سرد الذهب»، التي ينظمها «مركز أبوظبي للغة العربية»، بالثقافة العربية الأصيلة، من أجل تعزيز مفرداتها في نفوس الأجيال الجديدة.
وتدعم الجائزة فن السرد، الذي يعد ركيزة أساسية في العمل الإبداعي؛ كما تسلط الضوء على القيم والعادات والتقاليد، وتدعم المبدعين في مجال سرد القصص، وتفتح الآفاق لاكتشاف المواهب الجديدة.
وبحسب الموقع الرسمي للجائزة المنبثقة عن «المركز»، تجسد «جائزة سرد الذهب» رؤية أبوظبي الثقافية، في توفير بيئة حاضنة وداعمة للمبدعين بمختلف الفنون الأدبية؛ للتعبير عن مكنوناتهم الداخلية، وإغناء المشهد الثقافي بأعمال تثري خيال القراء وذائقتهم.
وتهدف الجائزة، التي تم الإعلان عن إقامة دورتها الثالثة هذا العام، إلى دعم الفن الشعبي في رواية القصص العربية في جميع أنحاء العالم العربي، وجاء تأسيسها تقديراً للتقاليد العريقة في سرد القصص باللغة العربية، بما في ذلك الانتشار الدائم للحكايات الشعبية والأساطير، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من التراث والثقافة والفكر العربي.
فئات «الجائزة»:
تتكون الجائزة من ست فئات، هي: «القصة القصيرة - الأعمال السردية غير المنشورة»، و«القصة القصيرة - الأعمال السردية المنشورة»، و«السرود الشعبية»، و«الرواة» التي تحتفي برواة الأدب والسير الشعبية من دولة الإمارات والعالم العربي، و«السرد البصري»، و«السردية الإماراتية». وتكرم الجائزة الأعمال الأدبية التي تعزّز الهوية الإماراتية، وتعتمد على التاريخ والجغرافيا والرموز الإماراتية، وتتخذها منطلقاً لبناء عمل نوعي متميز.
قصة «الاسم»:
حظي مصطلح «السرد»، و«السردية»، باهتمام النقد الأدبي، وصارت السردية منهجاً نقدياً، يسعى إلى تأويل النصوص والأعمال الفنية. أما مصطلح «فن السرد»، فقد ظهر في منتصف ستينيات القرن الماضي، للتعبير عن أي عمل فني يحكي قصة من الحياة اليومية، أو من الحكايات الشعبية والأساطير، أو من المصادر الأدبية الأخرى. ومن الطبيعي أن تستدعي عملية السرد حضور المكان والزمان والشخصيات والحدث، وأن يكون اعتمادها على اللغة أو الصورة.
ومن اللافت أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وظف كلمة السرد في إحدى قصائده، فقال: «كِنْت عارف ما به وْريتهْ.. دارسٍ سَرْدَه مع اعرابه»، وارتباط السرد بالإعراب في البيت لون من ألوان الجمع بين جمال الحكاية، واتساق اللغة ووضوحها. والمهم أن كلمة السرد تجيء في البيت، كما هي في الاستعمال العربي، دالةً على التتابع والتسلسل المنظم والاتساق.
أما كلمة «الذهب»، فإن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، استخدمها في شعره؛ للدلالة على الجمال، وحسن المظهر والتوشية، كما في قوله: «طرّزه وعَنّاه في الحالِ.. من ذهب ومزيّن حروفهْ»، والجمع بين الكلمتين يشكل اسماً للجائزة، التي نبتغي أن تكون قادرة على اكتشاف الجمال والاتساق والقدرة على بناء حكاية، أو اكتشافها، أو قراءتها.
أهداف «الجائزة»:
تستلهم الجائزة أهدافها من أشعار الشيخ زايد، طيب الله ثراه؛ لتكون منطلقاً للجمع بين الإبداع والفكر، لصنع حركة فنية تجعل من تجربة المغفور له الشيخ زايد الإبداعية محوراً ونقطة انطلاق؛ تأسيساً لإبداع جديد، من خلال الاهتمام بالسرد الشعبي، لارتباطه بالوجدان العربي، وتكريم الكتابات السردية المتميزة، ونشرها والتعريف بأصحابها، وإلقاء الضوء على الأعمال القصصية الحديثة، واكتشاف مواهب جديدة في هذا الفن، وتكريم الكتابات المتميزة، وحماية فنون السرد الشعبي؛ لتعزيز هوية الأجيال عن طريق ربطها بهذه الكتابات إبداعاً ودراسةً، والاهتمام بالسرد البصري الذي يُوثّق الحياة في الإمارات والعالم العربي، عن طريق الصورة الفوتوغرافية والسينمائية، وتكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية محلياً وعربياً، ودعم الأعمال المتميّزة، التي تتناول السردية الإماراتية من جميع جوانبها.. إبداعاً، ودراسةً، وتحليلاً.
لجنة الجائزة 2024:
أعلن «مركز أبوظبي للغة العربية» عن التشكيل الجديد للجنة العليا لـ«جائزة سرد الذهب» 2024، وتضم نخبة من الأدباء والمفكرين والخبراء بتخصصات ذات صلة بفروع الجائزة.
ويترأس اللجنة الكاتب والإعلامي الإماراتي علي عبيد الهاملي، وتضم: الدكتور محمد الصفراني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طيبة بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، والدكتورة أسماء الأحمدي، الأستاذ المشارك في الأدب الحديث والنقد بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، والدكتور سعيد يقطين، الباحث المغربي في السرديات والنقد الأدبي والنظرية الأدبية، والدكتورة ميرال الطحاوي، الأستاذ المشارك في الأدب العربي الحديث ورئيس قسم الكلاسيكيات ودراسات الشرق الأوسط في كلية الآداب والثقافات الدولية بجامعة ولاية أريزونا، في الولايات المتحدة الأميركية.