«فقر الدم» حالة تتميز بنقص خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين، ما يؤدي إلى التعب والضعف، ومجموعة لا حصر لها من القضايا الصحية الأخرى. والنساء معرَّضات بشكل خاص لفقر الدم بسبب عوامل، مثل: الحيض، والحمل، ونقص التغذية، ومن الضروري التعامل بحذر مع مخاطر فقر الدم، والاطلاع على طرق عملية؛ لحماية النفس من هذه الحالة.

  • «الأنيميا» تهدد حياة النساء.. هكذا تحمين نفسكِ

ما «فقر الدم»؟

يحدث «فقر الدم»؛ عندما يفتقر الجسم إلى ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية؛ لحمل الأكسجين الكافي إلى الأنسجة، وينتج هذا عن أسباب مختلفة، بما في ذلك: نقص الحديد، والأمراض المزمنة، والحالات الوراثية.

بالنسبة للنساء، يزداد هذا الخطر بسبب فقدان الدم أثناء الحيض، وزيادة الطلب على الحديد أثناء الحمل، والعادات الغذائية التي قد لا تلبي الاحتياجات الغذائية.. لذلك معرفة الأعراض، وفهم المخاطر، من الخطوات الأولى للوقاية.

أعراض «فقر الدم»:

تشمل الأعراض الشائعة لـ«فقر الدم» ما يلي:

- التعب المزمن.

- الضعف العام.

- الدوخة.

- ضيق التنفس.

- شحوب الجلد.

وتؤدي الحالات الشديدة إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة، مثل:

- مشاكل القلب.

- مضاعفات الحمل.

- تأخر نمو الأطفال.

أسباب «فقر الدم»:

السبب الأكثر شيوعًا لـ«فقر الدم»، هو نقص الحديد، الذي قد ينتج عن عدم كفاية الطعام، أو سوء الامتصاص، أو زيادة الاحتياجات أثناء الحمل. وتشمل الأسباب الأخرى: نقص فيتامين (ب12)، والأمراض المزمنة كأمراض الكلى، والحالات الوراثية مثل «فقر الدم المنجلي». ويعد تحديد السبب الجذري أمرًا ضروريًا للعلاج المناسب.

  • «الأنيميا» تهدد حياة النساء.. هكذا تحمين نفسكِ

طرق للحماية من «الأنيميا»:

النظام الغذائي المتوازن:

يعد النظام الغذائي المتوازن، الغني بالحديد والفيتامينات والمعادن، أمراً لا غنى عنه للوقاية من «فقر الدم»، إذ تعزز أطعمة، مثل: اللحوم الخالية من الدهون، والخضروات الورقية، والفاصوليا، والحبوب المدعمة، مستويات الحديد، وتعمل الأطعمة الغنية بفيتامين (سي)، مثل: البرتقال والفراولة، على تعزيز امتصاص الحديد أيضاً.

ويجب على النساء التركيز على نظام غذائي متوازن؛ لضمان حصولهن على جميع العناصر الغذائية الضرورية.

ويعد دمج الأطعمة الغنية بالحديد في نظامك الغذائي خطوة عملية نحو الوقاية من «فقر الدم»، فعلى سبيل المثال تعد اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك، مصادر ممتازة للحديد الهيم، الذي يمتصه الجسم بسهولة أكبر.

كما أن المصادر النباتية، مثل: العدس والحمص والسبانخ، توفر الحديد غير الهيم، ويؤدي إقران هذه الأطعمة بالفواكه الغنية بفيتامين (سي)، إلى تحسين الامتصاص.

بالإضافة إلى الحديد، تلعب الفيتامينات والمعادن الأخرى دوراً في الوقاية من «فقر الدم»، ففيتامين (ب12)، وحمض الفوليك، ضروريان لإنتاج خلايا الدم الحمراء، كما تساعد أطعمة، مثل: البيض ومنتجات الألبان والخضروات الورقية، في تلبية هذه الاحتياجات، ويضمن النظام الغذائي المتوازن أن يكون لدى الجسم جميع العناصر الغذائية، اللازمة لصحة الدم المثلى.

الفحوص الصحية المنتظمة:

الفحوص الصحية المنتظمة ضرورية للكشف المبكر عن «فقر الدم» وإدارته، وتكشف فحوص الدم عن انخفاض مستويات الهيموغلوبين، أو نقص الحديد، قبل أن تصبح الأعراض شديدة.

كما يجب على النساء إعطاء الأولوية للزيارات الطبية الروتينية، ومناقشة أعراض، مثل: التعب، أو الدوخة، أو ضيق التنفس، مع الطبيب المختص.

وتوفر فحوص الدم، مثل: تعداد الدم الكامل (CBC)، ومستويات «الفيريتين» في المصل، معلومات قيمة حول حالة الحديد لديكِ، وصحة الدم بشكل عام. ويساعد الفحص المنتظم على التشخيص المبكر، وعلاج «فقر الدم»، ومنع المضاعفات، وتحسين نوعية الحياة.

أنواع مكملات الحديد:

بالنسبة لبعض النساء، قد لا تكون التغييرات الغذائية وحدها كافية لمنع «فقر الدم»، وتكون مكملات الحديد طريقة فعالة لزيادة مستويات الحديد، خاصة أثناء الحمل، أو بعد فقدان الدم بشكل كبير.

ومن المهم استشارة الطبيب المختص قبل بدء أي نظام مكمل؛ لتجنب الآثار الجانبية المحتملة، أو التفاعلات مع الأدوية الأخرى.

وتأتي مكملات الحديد بأشكال مختلفة، بما في ذلك: كبريتات الحديد، وجلوكونات الحديد، وفومارات الحديد، وكل نوع له معدلات امتصاص مختلفة، وآثار جانبية محتملة، وتساعد استشارة الطبيب على اختيار المكمل الأكثر ملاءمة؛ بناءً على الاحتياجات الفردية.

  • «الأنيميا» تهدد حياة النساء.. هكذا تحمين نفسكِ

إدارة الآثار الجانبية:

قد تسبب مكملات الحديد آثاراً جانبية في الجهاز الهضمي، مثل: الإمساك أو الغثيان. ويساعد تناول المكملات مع الطعام، وزيادة تناول الألياف، والبقاء رطباً، في تخفيف هذه الآثار الجانبية. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بنوع مختلف من الحديد، أو بتعديل الجرعة.

إدارة صحة الدورة الشهرية:

يعد النزيف الغزير، أثناء الدورة الشهرية، سبباً شائعاً لـ«فقر الدم» لدى النساء، لذلك تؤدي إدارة صحة الدورة الشهرية، من خلال العلاجات الطبية، أو تغيير نمط الحياة، إلى تقليل المخاطر، وتشمل الخيارات: وسائل منع الحمل الهرمونية، التي تنظم أو تخفف الدورة الشهرية، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)؛ لتقليل تدفق الدورة الشهرية.

وسائل منع الحمل الهرمونية:

تساعد طرق منع الحمل الهرمونية، مثل: موانع الحمل الفموية، واللولب الرحمي، والبقع الهرمونية في تنظيم الدورة الشهرية، وتقليل حجم النزيف، كما يقلل هذا بشكل كبير من خطر الإصابة بـ«فقر الدم».

تغييرات نمط الحياة:

تؤثر تغييرات نمط الحياة، مثل: الحفاظ على وزن صحي، وإدارة الإجهاد، وممارسة الرياضة بانتظام، على صحة الدورة الشهرية، ويدعم النظام الغذائي المتوازن، والترطيب الكافي، الصحة العامة، بالإضافة إلى المساهمة في دورات شهرية أكثر انتظامًا، وأقل غزارة.

رعاية الحمل:

أثناء الحمل، يزداد طلب الجسم على الحديد بشكل كبير، والفيتامينات قبل الولادة التي تحتوي عادة على الحديد وحمض الفوليك ضرورية؛ لدعم الأم والجنين النامي.

ويجب على النساء الحوامل اتباع توصيات مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن، في ما يتعلق بالمكملات الغذائية، والتعديلات الغذائية؛ لمنع «فقر الدم».

ويتم تصنيع الفيتامينات قبل الولادة خصيصاً؛ لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة أثناء الحمل، وعادة تحتوي على كميات أعلى من الحديد، وحمض الفوليك، التي تعتبر ضرورية لمنع «فقر الدم»، ودعم نمو الجنين، ويساعد تناول هذه الفيتامينات، حسب الوصفة الطبية، في الحفاظ على مستويات الحديد المثلى.

التعديلات الغذائية:

يجب على النساء الحوامل التركيز على الأطعمة الغنية بالحديد، وإدراج مصادر فيتامين (سي)؛ لتعزيز الامتصاص، وتقدم استشارة أخصائي التغذية توصيات غذائية، مخصصة لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة أثناء الحمل.

تجنب الكافيين:

تمنع بعض المواد امتصاص الحديد بشكل صحيح، على سبيل المثال: يتداخل الكافيين والكالسيوم مع قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام، ويجب على النساء أن يضعن في اعتبارهن تناول القهوة والشاي ومنتجات الألبان أثناء الوجبات، والنظر في استهلاك هذه العناصر بشكل منفصل عن الأطعمة الغنية بالحديد.

  • «الأنيميا» تهدد حياة النساء.. هكذا تحمين نفسكِ

ممارسة الرياضة بانتظام:

تعمل التمارين الرياضية المنتظمة على تحسين الصحة العامة، ودعم إنتاج خلايا الدم الحمراء، من خلال إنتاج هرمون «إريثروبويتين»، المسؤول عن تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء. وفي حين أن تمارين التحمل الشديدة قد تؤدي إلى تفاقم «فقر الدم»، فإن النشاط البدني المعتدل، مثل: المشي، أو السباحة، أو اليوغا، يعزز صحة القلب، والأوعية الدموية، ومستويات الطاقة.

وتساعد التمارين المعتدلة، كذلك، على تحسين الدورة الدموية، وزيادة توصيل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، وتعزيز مستويات الطاقة العامة، وتعتبر أنشطة، مثل: المشي، والسباحة، واليوغا، لطيفة على الجسم، ويمكن دمجها بسهولة في الروتين اليومي.

البقاء رطبة:

الترطيب المناسب ضروري للحفاظ على الدورة الدموية الصحية ومنع التعب، ويساعد شرب كمية كافية من الماء، طوال اليوم، الجسم على نقل العناصر الغذائية، بما في ذلك الحديد، بشكل أكثر فاعلية، ويجب أن تهدف النساء إلى شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً.

ويدعم البقاء رطبة الصحة العامة والرفاهية، فالماء ضروري لنقل العناصر الغذائية والأكسجين إلى الخلايا، وكذلك إزالة النفايات، كما يساعد في تقليل التعب، وتحسين مستويات الطاقة.

وللحفاظ على رطوبة الجسم، يجب على النساء حمل زجاجة ماء، وضبط تذكيرات لشرب الماء، وإدراج الأطعمة المرطبة، مثل: الفواكه والخضروات في نظامهن الغذائي، بالإضافة إلى تناول شاي الأعشاب وعصائر الفاكهة المخففة، ما يساهم في تعزيز تناول السوائل يومياً.

إدارة الإجهاد:

يؤدي الإجهاد المزمن إلى استنزاف العناصر الغذائية الأساسية من الجسم، وإضعاف جهازه المناعي، ما يجعل من الصعب مكافحة «فقر الدم».

وتدعم تقنيات إدارة الإجهاد، مثل: التأمل، وتمارين التنفس العميق، والنوم الكافي، الصحة العامة، وتقلل خطر الإصابة بـ«فقر الدم».

كما تتضمن تقنيات إدارة الإجهاد الفعّالة: التأمل الذهني، وتمارين التنفس العميق، واليوغا، والنشاط البدني المنتظم، وتساعد هذه الممارسات على تقليل مستويات التوتر، وتحسين الصحة العقلية، ودعم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، والاستفادة منها.

أهمية النوم:

يعد النوم الكافي أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة والرفاهية، حيث تؤدي قلة النوم إلى تفاقم التوتر، والتأثير سلباً على امتصاص العناصر الغذائية. لذا، يجب أن تهدف النساء إلى الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة؛ لدعم قدرة أجسامهن على منع «فقر الدم»، وإدارته.