«متحف اللوفر».. تحفة الإمارات الخالدة، التي تربض بوداعة في جزيرة السعديات بالعاصمة أبوظبي، فالمتحف الذي يعد ملتقى لحضارات العالم المختلفة، فاق عدد زواره، منذ استقباله الجمهور في 11 نوفمبر 2017، حاجز الخمسة ملايين شخص، ما يدل على الأهمية غير المسبوقة، التي يحظى بها؛ باعتباره معلماً ثقافياً بارزاً.

  • «اللوفر أبوظبي».. حكاية أشهر متحف عربي زاره أكثر من 5 ملايين إنسان منذ تأسيسه

وعلى امتداد 24 ألف متر مربع، صمم المهندس الفرنسي العالمي جان نوفيل، مبنى المتحف الذي يشير إلى التطور الثقافي والحضاري والهندسي الذي تشهده الإمارة، بفضل قيادتها الرشيدة، التي تشجع سكان الإمارات والمقيمين والسياح على تذوق الفن، والتعاطي معه، موفرة لهم منظومة فنية ثقافية مزدهرة، وتدل على ذلك نسب زوار المتحف، فمن بين 5 ملايين زائر، كانت حصة الإماراتيين 28%، وتوزعت الـ72% المتبقية بين الجنسيات العالمية المختلفة، تتقدمها: روسيا، والصين، والهند، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وألمانيا، والفلبين.

وخلال الأشهر السبعة الأولى من 2024، شهد المتحف عرض أكثر من 6000 عمل فني، من إبداع أكثر من 313 فناناً، ينتمون إلى ثقافات متنوعة، وتعرض أعمالهم معاً، بداية من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ، وصولاً إلى الأعمال التي أبدعها فنانو العصر الحديث، بهدف إتاحة الفرصة للزوار؛ للاطلاع على الروابط الثقافية المهمة، وتحقيق التبادل الفكري.

ويتطلع المتحف، وفق برامجه التي يعلنها على موقعه الرسمي، للتحول إلى مصدر إلهام للأجيال القادمة، من خلال توسعة نطاق مبادرات المتحف التعليمية؛ لتشمل مجموعة من البرامج الإبداعية، التي تمزج بين التكنولوجيا، وأساليب التعلم التقليدية؛ لجذب اهتمام العقول الشابة، مثل دمج تقنيات تفاعلية، تشمل: تقنية الواقع المعزز، والواقع الافتراضي في معارضنا، ومن شأن هذه الوسائل أن تمنح الزوار الصغار فرصة اكتشاف سياقات تاريخية، وحركات فنية مختلفة، ما يمنحهم تجربة تعليمية حيوية.

ويضم المتحف، بين مقتنياته الثمينة، أعمالاً فنية من شتّى أنحاء العالم، مؤكداً أنها تمثل كنوزاً عالمية نادرة، واستضاف مجموعة من المعارض المهمة، منها: معرض «كارتييه الفنّ الإسلامي ومنابع الحداثة»، ومعرض «من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحكم».

  • «اللوفر أبوظبي».. حكاية أشهر متحف عربي زاره أكثر من 5 ملايين إنسان منذ تأسيسه

يأتي تصميم «متحف اللوفر أبوظبي» على شكل مدينة مصغرة، تشبه أرخبيلاً في البحر، وتضم في المجموع 55 مبنى أبيض، استوحيت من تصاميم المنازل المنخفضة في الهندسة العربية التقليدية.

وتصل المساحة الإجمالية الداخلية للمتحف إلى 8600 متر مربع، وتتضمن: قاعات العرض، والمعارض، ومتحف الأطفال، بينما تصل مساحة قاعات العرض إلى 6400 متر مربع، وتحتوي على حوالي 600 تحفة فنية، فضلاً عن 300 عمل فني مُعار من مؤسسات ثقافية فرنسية، وتبلغ المساحة الإجمالية المخصصة لإقامة المعارض المؤقتة قرابة الـ2000 متر مربع، بينما تم تخصيص 200 متر مربع لمتحف الأطفال.

ويضم المتحف 23 صالة عرض دائمة، تقدم تحفاً فنية، تروي قصصاً من الحقب التاريخية المختلفة، التي مرت بها البشرية، وصولاً إلى الوقت الحاضر، في 12 سلسلة مختلفة.

كما تغطي القبة، البالغ قطرها 180 متراً، معظم أجزاء المتحف، وتتوج بمظهرها المهيب أفق المتحف للناظر إليه من البحر، والمناطق المحيطة به، ومدينة أبوظبي بوجه عام. وتتكون القبة من ثماني طبقات، أربع منها مصنوعة من الحديد الصلب، وأربع داخلية يفصلها هيكل فولاذي بارتفاع خمسة أمتار، كما تتألّف قبة المتحف من 85 قسماً، يبلغ وزن القسم الواحد قرابة الـ50 طناً.

  • «اللوفر أبوظبي».. حكاية أشهر متحف عربي زاره أكثر من 5 ملايين إنسان منذ تأسيسه

واستغرق تشييد قبة «متحف اللوفر أبوظبي» سنتين بتصميمها الهندسي المدروس، وتغطيها أشكال هندسية عديدة (7850 في المجموع) بأحجام مختلفة. وتدخل أشعة الشمس من خلالها عبر فتحات تذكر بانسياب النور من بين الأوراق المسننة لسعف أشجار النخيل، وترتفع القبة التي يبلغ وزنها الإجمالي 7500 طن على أربعة أعمدة، تفصل بينها مسافة تُقدر بـ110 أمتار، وتتوارى داخل ثنايا المتحف، فتظهر كأنها معلقة، ويصل ارتفاعها عن مستوى الطابق الأرضي، وحتى الحافة السفلية للقبة إلى 29 متراً. أما أعلى نقطة في القبة، فهي على ارتفاع 40 متراً عن مستوى سطح البحر، و36 متراً عن مستوى الطابق الأرضي.