يحلم كل الناس بإنجاب أطفال أذكياء، قادرين على التفوق والنجاح. ويسعى الآباء، دائماً، لأن يوفروا لأطفالهم، منذ طفولتهم، كل ما يعينهم على اكتشاف نبوغهم وذكائهم، وقدرتهم على التصرف في جميع المواقف.
ورغم أن الطفل يرث صفاته، ومعدل ذكائه، وفطنته من والديه، إلا أنه بالإمكان تعزيز ذكائه وسرعة بديهته، إذا تعرض لتدريبات معينة ومتتالية، تكوّن شخصيته، وتؤهله ليكون متفوقاً.
وينصح خبراء التربية، في موقع «WEBMD» الصحي، الآباء بالتعامل مع أطفالهم بتلقائية وعفوية، ودون إصرار، مع تأكيد أن الأطفال يقلدون والديهم. لذا، النصيحة الأولى، هي تعليم الأطفال ما يجب أن يفعلوه، من خلال التزام الآباء بالسيرة الحسنة، والتصرفات السليمة.
وأهم ما يجب على الآباء عدم تجاهله، هو الاستجابة لأطفالهم، وتقديم إجابات على أسئلتهم؛ لأن ذلك يساعدهم على أن يكونوا أكثر فضولية، وأن يوجهوا أسئلتهم التي يحتاجون لإجابات لها، الأمر الذي يغذي ذاكرتهم ومعرفتهم، ليصبحوا قادرين على الحديث، تالياً، مع زملائهم، ومعلميهم، ومن هم حولهم.
ومن الضروري، كذلك، عدم التأفف، وتوبيخ الأطفال على أسئلتهم الكثيرة والمتتالية، فهذا يمنح الأطفال شعوراً سيئاً يمنعهم تالياً من تحفيز عقولهم، والبحث عن أسئلة جديدة، باعتبار أنهم لن يجدوا من يجيب عليها. لذا، يمكن أن يكون التواصل بين الأطفال وذويهم ممتعاً، من خلال جو من المودة والمرح.
كذلك، يجب على الآباء مراعاة ميول أطفالهم الفردية، واختيار الأنشطة التي يهتم بها الطفل، وليس الأنشطة التي يرغب الآباء بأن يقوم أطفالهم بها، حيث يمكن الاستعانة بالقصص المصورة، وأفلام الرسوم المتحركة التوعوية؛ لزيادة تثقيف الطفل بالأنشطة التي يفضلها، كما يجب على الآباء عدم الملل من رغبة الأطفال في تغيير اهتماماتهم بين الحين والآخر، لأنهم بذلك يبحثون عما يلائمهم أكثر.
ومن أهم النصائح، التي يوجهها خبراء الصحة للآباء، عدم حل مشاكل أطفالهم، وأن يتركوهم ليواجهوا مشاكلهم وحدهم، لكن مع مراقبة الآباء ما يفعله أبناؤهم، من باب الحرص، لا من باب المساعدة، لكي يعتمد الأطفال على أنفسهم، لا أن يبقوا متأكدين من أن آباءهم سيوجدون دائماً للدفاع عنهم لنيل حقوقهم.
ومن النصائح المهمة، كذلك، توفير غذاء صحي متوازن للأطفال، ومنعهم من الانجرار وراء تناول الأطعمة السريعة المليئة بالكوليسترول، والزيوت المهدرجة، فمن المهم منحهم أصناف الغذاء الصحي المتوازن، الذي يعد ضرورياً لصحة الدماغ، إذ تساعد التغذية الصحية، وتقديم الفيتامينات والمعادن، خاصة الأحماض الأمينية المحتوية على أوميغا 3، على صحة دماغ الطفل، ونموه العقلي والجسدي، وتقوية قدراته المعرفية.