يحتفي محبو لعبة الشطرنج حول العالم باليوم العالمي لإحدى الألعاب الأكثر إثارة وتشويقاً، حيث يوصف البارعون فيها بأنهم من صفوة الأذكياء، إذ تحتاج للتخطيط والتفكير العميق، قبل اتخاذ أي خطوة، ولا تعتمد اللعبة الشهيرة على الحظ إطلاقاً.
يرجع اهتمام منظمة الأمم المتحدة بتخصيص يوم عالمي للاحتفاء بلعبة الشطرنج، إلى عام 1966، باعتبار اللعبة العالمية قادرة على تحسين الانسجام بين جميع شعوب العالم، فضلاً عن إتاحة منصة مهمة؛ لتعزيز الحوار والتضامن وثقافة السلام. واختير تاريخ 20 يوليو موعداً للمناسبة، باعتباره يوم إنشاء الاتحاد الدولي للشطرنج في باريس عام 1924.
رونالدو وميسي «الشطرنج»:
وكما في لعبة كرة القدم، حيث تنافس اللاعبان: البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، في لقب أفضل لاعب بالعالم، يتنافس اللاعبان: الروسي غاري كاسباروف، والنرويجي ماغنوس كارلسن، في أيهما الأفضل والأذكى والأكثر قدرة على التميز وحصد الألقاب، وعلامات الإعجاب والتقدير، من قبل جمهور اللعبة، التي توصف بأنها لعبة المهارة والذكاء.
وغاري كاسباروف، هو بطل العالم الثالث عشر في الشطرنج، فقد حمل اللقب من 1985 إلى 2000. وصعد لأول مرة إلى المركز الأول في التصنيف العالمي عام 1984، وظل أفضل لاعب شطرنج في العالم حتى عام 2006، ليسيطر على لعبة الشطرنج لأكثر من 20 عامًا.
أما مسيرة ماغنوس كارلسن في الشطرنج، فهي مليئة بالإنجازات العظيمة، فقد كان عمره 13 عامًا فقط؛ عندما حصل على لقب الأستاذ الكبير عام 2004. وفي 2009، حقق كارلسن تصنيفاً مثيراً للإعجاب، بعد تسجيل ما يزيد عن 2800 نقطة في تصنيف (Elo)، وبعد عام واحد فقط أصبح رقم 1 عالمياً في تصنيف الاتحاد الدولي للشطرنج.
لعبة استراتيجية:
ويُنظر إلى لعبة الشطرنج على أنها لعبة رقعة استراتيجية، يلعبها لاعبان على رقعة الشطرنج. وهي رقعة مطعمة ومربعة الشكل مكونة من 64 مربعاً، بأبعاد 8X8 مربعات، ويلعب الشطرنج ملايين الأشخاص في العالم، من المحترفين والهواة، ويشكل لاعبو الشطرنج إحدى أكبر الفئات الاجتماعية في العالم، وتبلغ حوالي 605 ملايين شخص بالغ، يلعبون لعبة الشطرنج بانتظام.
طريقة اللعب:
يبدأ كل لاعب المباراة بمجموعة قطع عددها 16 قطعة، هي: ملك واحد، ووزير واحد، وقلعتان، وحصانان، وفيلان، وثمانية جنود، وتختلف حركة كل قطعة من هذه القطع الست، ويعتبر الوزير أقوى القطع والجندي أضعفها، والهدف في هذه اللعبة هو إماتة ملك الخصم، بوضعه تحت تهديد بالأسر، لا يمكن الفرار منه. ولهذه الغاية، تستخدم قطع الشطرنج لمهاجمة وأسر قطع الخصم، وفي نفس الوقت للدفاع عن بعضها بعضاً، ويمكن كذلك بلوغ الإماتة بالاستسلام الطوعي للخصم، بعد أن يفقد الكثير من العتاد، أو تظهر استحالة تجنب الإماتة، كما يمكن أن تنتهي المباراة بالتعادل بعدة طرق مختلفة.
أصل اللعبة:
لا يعرف، على وجه الدقة، منشأ هذه اللعبة، ومن ابتكرها، ويُعتقد أن أصلها يرجع إلى الهند، وأن ابتكارها كان قبل القرن السابع الميلادي بقليل، حيث اشتق الاسم من لعبة «الشطورانجا»، التي هي على الأرجح تعتبر الأساس والسلف للألعاب الاستراتيجية الشرقية، مثل: الشطرنج الصيني، والشوغي، والشطرنج الكوري.
ومن بلاد الهند انتقلت «الشطورانجا» إلى بلاد فارس، ثم إلى البلاد العربية، وبعد الفتح الإسلامي للأندلس انتقل الشطرنج إلى إسبانيا، ومنه إلى قارة أوروبا فتغيرت قوانينه، ونتج عنه الشطرنج الحديث أواخر القرن الخامس عشر. وفي القرن التاسع عشر، ثبتت القوانين، وكان أول بطل للعالم في الشطرنج معترف به هو ويليام شتاينيتز، الذي حصل على اللقب سنة 1886، وبطل العالم الحالي منذ عام 2023، هو اللاعب الصيني دينغ ليرن. ومنذ سنة 1948، أصبحت بطولة العالم للشطرنج تدار عن طريق الاتحاد الدولي للشطرنج، وهو الهيئة الدولية الحاكمة للعبة.
وينظم الاتحاد، كذلك، بطولة العالم للشطرنج النسوية، وبطولة العالم في الشطرنج للصغار، وبطولة العالم في الشطرنج للكبار، وبطولة العالم للشطرنج السريع والخاطف، وكذلك أولمبياد الشطرنج. كما توجد، كذلك، بطولة العالم للشطرنج بالمراسلة، وبطولة العالم في شطرنج الحاسوب. ولقد فتح الشطرنج عبر شبكة الإنترنت باب المنافسة بين اللاعبين المحترفين والهواة، وزاد ممارسة اللعبة، وتوجد كذلك العديد من متغيرات الشطرنج بقوانين وقطع ورقع مختلفة.
الأستاذ الكبير:
يمنح الاتحاد الدولي للشطرنج اللاعبين المحترفين ألقاباً عدة، أكبرها لقب «الأستاذ الكبير»، وكذلك تملك الاتحادات الوطنية أنظمة تقييم خاصة بها، لكنها غير معترف بها من قبل الاتحاد الدولي، ويستخدم مصطلح «أستاذ» للإشارة إلى اللاعبين المحترفين القدماء قبل اعتماد نظام التقييم من قبل الاتحاد، وتعتبر اللجنة الأولمبية الدولية لعبة الشطرنج رياضة دولية، وكذلك بعض الهيئات الرياضية الوطنية، مثل الاتحادية الإسبانية، كما ألحقت لعبة الشطرنج في دورتَيْ عامَيْ: 2006 و2010، بالألعاب الآسيوية.