نعرف جميعاً أهمية المشي، وفوائده التي تعود بالنفع على صحة القلب، والصحة العامة. لكن، هل جربتِ يوماً المشي العكسي، أو المشي إلى الوراء؟.. يمكن لهذا الأمر أن يتحدى جسمكِ بطرق فريدة، وقد يساعدكِ على بناء القوة والمرونة.
لذا، قد يكون من المفيد إضافة المشي العكسي إلى روتين تمرينكِ اليومي.
ما فوائد المشي إلى الوراء؟
يقول الباحثون إن قوة المشي للأمام تأتي من الكاحل، بينما القوة أثناء المشي للخلف تأتي من الوركين والركبتين، ما يجعل هذا التبديل يقدم لكِ مجموعةً من الفوائد، نذكرها لكِ تالياً.
يبني قوة العضلات:
مع كل خطوةٍ تمشينها يضرب كعبكِ الأرض أولاً، تليها أصابع قدميكِ، لكن مع المشي للخلف، الأمر عكس ذلك، فأصابع قدميكِ تضرب الأرض قبل كعبكِ. وهذا يغير كيفية عمل العضلات في الوركين والساقين.
وثبت أن المشي للخلف يجعل ساقيكِ تعملان بجهد أكبر من المشي للأمام، إذ تشغّلين بذلك عضلات الفخذ في الجزء الأمامي من فخذكِ؛ لتقوية ساقيكِ، ودفعكِ للخلف.
ويمكن أن يساعدكِ ذلك على بناء قوة عضلات الجزء السفلي من الجسم، ما يعزز قوة عضلات الفخذ الرباعية بشكلٍ أفضل.
يحسّن التوازن والمشية:
المشي للخلف يمكن أن يحسّن المشية، وسرعة المشي والتوازن، خاصةً بعد الإصابة أو المرض. كما يساعد على بناء قوة العضلات لدى المصابين بالتهاب مفاصل الركبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي الشبابي، وإصابات الرباط الصليبي الأمامي.
وكذلك، يساعد المشي إلى الخلف الذين أصيبوا بسكتة دماغية، على تحسين توازنهم، وسرعة المشي بشكل أفضل من التدرب على التوازن أثناء الوقوف، إلى جانب تمتعهم بلياقة قلبية تنفسية.
يحرق سعرات حرارية أكثر:
لأن عضلاتكِ تعمل بجهدٍ أكبر، فإن المشي العكسي يساعدكِ على حرق سعرات حرارية أكثر من المشي العادي. وقد وجد الباحثون أن المشي بسرعة 3.5 أميال في الساعة يحرق (4.3 METs). أما المشي للخلف فيحرق (6.0 METs).
ويقيس (MET) مقدار الطاقة، التي يستخدمها جسمكِ أثناء النشاط البدني، أي أن المشي العكسي يحرق حوالي 40% من السعرات الحرارية في الدقيقة أكثر من المشي السريع.
يعزز اللياقة القلبية التنفسية:
يعد المشي شكلاً ممتازاً من تمارين الكارديو، التي تعزز صحة القلب والرئة، والمشي للخلف فعال أيضاً، إذ يؤدي إلى تحسين اللياقة القلبية التنفسية، ما يسمح لقلبكِ ورئتيكِ بتوفير الأكسجين بشكل أكثر كفاءة أثناء التمرين.
يزيد المرونة ومدى الحركة:
يغير المشي العكسي مشيتكِ المعتادة، ما قد يحسن مرونتك ونطاق حركتكِ، ويساعد على تخفيف الأوجاع والآلام، فعندما تمشين إلى الخلف، تستقيم ركبتكِ قبل أن تهبط قدمك، ويمكن لهذه الحركة المتكررة أن تحسن نطاق حركتكِ إذا كنتِ تواجهين مشكلة في تمديد ركبتكِ بالكامل بسبب الإصابة أو المرض. كما يمكنه تعزيز المرونة في الكاحلين وأوتار الركبة في الجزء الخلفي من الفخذ.
يساعد على الحد من آلام الركبة:
يقول الخبراء إن المشي في الاتجاه المعاكس يضع ضغطاً أقل على مفصل الركبة والرضفة (الصابونة)، كما أنه يقوي عضلات الأرباع التي تساعد في دعم الركبة، وقد يخفف هذا من آلام الركبة الناتجة عن الأمراض أو الإصابات، مثل: التهاب مفاصل الركبة، وركبة العداء.
علاوةً على ذلك، يؤدي تغيير اتجاه المشي أيضًا إلى إشراك عضلات أسفل الظهر، التي تعمل على تثبيت عمودكِ الفقري، ما يساعد الأشخاص الذين يعانون آلام أسفل الظهر المزمنة.
يتحدى عقلكِ:
بالنسبة للكثيرين، يعد المشي عملية تلقائية لا تتطلب الكثير من التفكير، لكن المشي العكسي يمنحك المزيد من الاهتمام والتفكير بوعي في كيفية تحرككِ، ما يعزز وعي الجسم أثناء الحركة.