تنطلق مؤسسة «فن جميل»، من الإبداع الفريد في نشاطاتها المتعددة، التي تقيمها لاستنطاق الجمال، في ما تقدمه إلى زوار معارضها، من إبداعات الفنانين المشاركين، من مختلف دول العالم، الذين يأتون من بيئات وثقافات متعددة؛ لعرض ابتكاراتهم الفنية بمختلف توجهاتها، وتحتضنها المؤسسة في فرعَيْها بإمارة دبي بدولة الإمارات، ومدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
في دبي، ابتدعت مؤسسة «فن جميل» فكرة ريادية جديدة، هي «غرف الفنانين»، التي هي عبارة عن سلسلة من المعارض الفردية الموجزة، مستمدة إلى حدٍّ كبير من مجموعة مقتنيات «فن جميل»، ويتم تنظيمها من خلال حوار تعاوني مع الفنانين.
وتُبرز أعمال «غرف الفنانين» إبداعات فنانين معاصرين، وتتيح لهم مساحةً للتعبير عن أفكارهم وأعمالهم، وتستضيف المؤسسة، حالياً، في غرفها الإبداعية، ثلاثة فنانين، يمضون في أعمالهن، ويعرضونها حتى الرابع والعشرين من نوفمبر المقبل.
ويقدم الفنانون الثلاثة أعمالاً فنية حديثة ومعاصرة، عبر مجموعة من الوسائط المتنوعة، بما في ذلك مواد يتم توفيرها من مصادر محلية، حيث تستحضر الفنانة سانسينتيا موهيني سيمبسون تاريخ الأجداد في أعمالها. فالفنانة القادمة من جنوب أفريقيا، عملت عائلتها في مزارع قصب السكر الاستعمارية، وتقدم خلال حضورها في المبادرة ثلاثة أعمال رئيسية: «السفينة» (السلسلة 5، 2024)، و«جهاجين» (2021)، و«تابو» (2022). وتروي من خلالها قصصاً تربط بين استغلال صناعة السكر الاستعمارية للعاملين بالسخرة، وتاريخ مجتمعات الشتات.
ويكتشف الفنان الفلبيني، أوغستين باريدس، في أعماله رحلة الهوية واكتشاف الذات، من خلال الأسرة والعائلة، حيث يستخدم مهاراته في التصوير الفوتوغرافي، الذي تطور ليشمل: الرسم والشعر والفن التركيبي، لسرد قصص ممتدة بين الأجيال، وتعد لوحة «الأم 2022»، التي تجسد وجه والدته «مارفي»، القطعة المحورية في المعرض.
أما الفنانة أمبا سيال-بينيت، فتتبع في أعمالها الأشكال، واستكشاف التجريد، حيث تضم سلسلتها الفنية الخاصة أعمالاً من السنوات الثماني الماضية، وتركز فيها الفنانة على تتبع هجرة المعمار عبر القارات، من خلال التكنولوجيا، واللغة، والعناصر السمعية والبصرية.
و«فن جميل» مؤسسة إبداعية مستقلة، تهدف إلى تعزيز الفن المعاصر، وحماية التراث الثقافي، وريادة الأعمال الإبداعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
في عام 2003، تعاونت «فن جميل» مع متحف «فيكتوريا وألبرت» في لندن؛ لتجديد الصالة الإسلامية، التي تدعى الآن «صالة جميل للفنون الإسلامية». وتواصل عمل «فن جميل» في دعم التراث عام 2009، حينما قامت المؤسسة بتدشين بيت جميل للفنون التراثية في القاهرة، وهي مؤسسة تعليمية تعمل على حفظ الفنون التراثية والحرف التقليدية، وتدعم الفنانين الشباب في تطوير التصاميم المعاصرة، المستوحاة من التراث المصري.