تتوالى الإنجازات العالمية، التي تحققها دولة الإمارات العربية المتحدة على جميع الصعد، فبعد أن أصبحت في مقدمة الدول المعنية بالفضاء، وإطلاقها «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ، وتحقيق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إنجازات إماراتية متتالية في محطة الفضاء الدولية، انضمت العاصمة أبوظبي إلى العواصم العالمية القليلة، التي تعنى بالسياحة الفضائية.

  • أبوظبي عاصمة جديدة للسياحة الفضائية

وفي التفاصيل، اختارت شركة «EOS-X SPACE» الأوروبية، الرائدة في مجال استكشاف الفضاء، أبوظبي ومدينة إشبيلية الإسبانية، قاعدتين لانطلاق رحلاتها السياحية إلى الفضاء، اعتباراً من صيف العام المقبل.

ويشكل الحدث المنتظر علامة فارقة في تاريخ السياحة، وتاريخ رحلات الفضاء، وفي التاريخ العربي كذلك، حسبما بين ذلك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الفضاء الأوروبية، كمال خرباشي، في بيان صحافي، أعلنت من خلاله الشركة عن آخر التحضيرات التي تقوم بها.

وتعكف الشركة، حالياً، على استكمال تطوير الكبسولات المأهولة، التي يطلق عليها اسم «Spaceship One»، كما ستُجري قريبًا اختبارات التحقق الأساسية مع الطيارين العسكريين، بالتعاون مع المعهد الوطني الإسباني المرموق لتكنولوجيا الفضاء الجوي (INTA).

وستكون الكبسولات الفضائية، التي تنقل المسافرين من الأرض إلى الفضاء، قادرة على استيعاب سبعة مسافرين في المرة الواحدة، في كل كبسولة بخلاف الطيار، وطاقم المساعدين.

وسيتم رفع الكبسولة قبل إطلاقها باتجاه الفضاء، بواسطة منطاد الهيليوم الصديق للبيئة، ويصل مدى الرحلة إلى 50 ألف كيلومتر، وتتوقف عند حافة «الستراتوسفير»، وهي الطبقة العليا للغلاف الجوي للأرض، التي يصل ارتفاعها إلى 50 كيلومتراً فوق سطح الأرض، وتستمر الرحلة خمس ساعات، ما يعني أنها توفر فرصة فريدة للسياح للاستمتاع بمناظر خلابة للفضاء، والهالة الزرقاء، وانحناء الأرض.

  • أبوظبي عاصمة جديدة للسياحة الفضائية

وتبلغ التكلفة الإجمالية للراغبين في القيام بهذه الرحلة 600 ألف درهم، ولا يحتاج المسافرون إلى تدريبات شاقة، أو الخضوع لبرنامج غذائي معين.

واختارت شركة الفضاء الأوروبية جزيرة ياس، لتدشين أكبر مجمع فضائي لها خارج القارة الأوروبية، حيث سيضم المجمع: الميناء الفضائي، ومكوك الرحلات، وفندقاً فاخراً. وتستهدف الرحلات السياحية إلى الفضاء الأفراد من ذوي الثروات العالية، مع حوالي 20 مليون عميل محتمل في جميع أنحاء العالم.

وهذا الأمر يعود بالفائدة الاقتصادية على دولة الإمارات، خاصة في ظل توقع تحصيل إيرادات تصل إلى 353 مليون دولار، مع انقضاء العام الأول من انطلاق الرحلات.

ويبلغ حجم استثمار الشركة في بناء مجمعَي الفضاء في مدينتَيْ أبوظبي وإشبيلية 230 مليون دولار، مع ضخ مالي استثماري يقدر بـ115 مليون دولار، يقوم به بنك الاستثمار الأميركي «FTI Capital Advisor».

وفي الوقت، الذي يُقدر فيه حجم سوق السياحة الفضائية، حول العالم، بأكثر من 9 مليارات دولار، تهدف الشركة إلى تحقيق حجم مبيعات يبلغ 1.127 مليار دولار، مع إجمالي ربح يقدر بـ324 مليون دولار مع نهاية عام 2029.