قد تكون مقابلات العمل مرهقة للأعصاب، لكن التحضير الجيد لها هو مفتاح النجاح، كما أن فهم أكثر أسئلة المقابلة، وصياغة إجابات مدروسة جيدًا، يزيدان بشكل كبير فرصكِ في إثارة إعجاب مدير التوظيف. لذا، سنسلط الضوء على أبرز الأسئلة الشائعة في المقابلات، وسنقدم إجابات تميزكِ، وتزيد فرصكِ في الحصول على الوظيفة.
أسئلة شائعة في المقابلات الشخصية، وأفضل الإجابات:
أخبريني عن نفسكِ؟
عادة، يكون هذا السؤال هو الأول في المقابلة، ويحدد نغمة بقية المحادثة، ولابد أن تلخص الإجابة القوية خلفيتكِ المهنية، وتسلط الضوء على إنجازاتك الرئيسية، وتتطرق بإيجاز إلى ما تبحث عنه في دوركِ التالي، على سبيل المثال: «لديّ أكثر من 5 سنوات من الخبرة بإدارة المشاريع، حيث قمت بنجاح بقيادة فرق متعددة لإكمال مشاريع معقدة في الوقت المحدد، وفي حدود الميزانية، وأبحث عن فرصة للاستفادة من مهاراتي في شركة ديناميكية مثل شركتكم».
عند الإجابة على هذا السؤال، من الضروري موازنة المعلومات الشخصية والمهنية، فابدئي بإعطاء لمحة عامة موجزة عن حياتكِ المهنية، مع ذكر خبراتكِ ومهاراتكِ الأكثر صلة، وقد ترغبين في التطرق إلى الخلفية التعليمية؛ إذا كانت ذات صلة بالدور الذي ستقومين به، واختمي كلامك بتوضيح سبب حماسكِ لهذه الفرصة، وكيف أنها تتماشى مع أهدافكِ المهنية، وتأكدي أن هذا النهج يوفر صورة شاملة لحياتكِ المهنية، ويُظهر حماسك للدور، والشركة.
لماذا تريدين العمل هنا؟
للإجابة على هذا السؤال بشكل فعال، تحتاجين إلى إثبات أنكِ أديت واجبكِ المنزلي حول الشركة. اذكري جوانب محددة من الشركة تجذبكِ، مثل: ثقافتها أو مهمتها أو إنجازاتها الأخيرة، وتكون الإجابة النموذجية عادة: «أنا معجبة بالتزام شركتك بالابتكار والاستدامة»، أو «أنا معجبة بشكل خاص بمشروعك الأخير في المجال الذي تتخصص فيه الشركة»، أو «أود المساهمة في مثل هذا العمل المؤثر».
يعد إجراء بحثكِ حول الشركة أمراً لا غنى عنه قبل المقابلة الشخصية؛ فابحثي في أحدث مشاريعها، وثقافتها وقيمها ومهامها، وخصصي إجابتكِ لتعكس كيفية توافق قيمكِ الشخصية والمهنية مع قيم الشركة. يُظهر تسليط الضوء على أمثلة محددة أنكِ مهتمة بالشركة، وليس لمجرد البحث عن أي وظيفة، وسيوضح هذا حماسكِ والتزامكِ، وهما صفتان يقدرهما أصحاب العمل بشدة.
ما نقاط قوتك؟
يتيح لك هذا السؤال عرض مهاراتكِ وصفاتكِ ذات الصلة بالوظيفة، فاختاري بعض نقاط القوة، وقدمي أمثلة لكيفية تطبيقها في الأدوار السابقة، على سبيل المثال: «أنا متفوقة في حل المشكلات والتفكير النقدي»، و«في وظيفتي الأخيرة قدمت حلاً زاد الكفاءة بنسبة 20%».. وهكذا.
عند مناقشة نقاط قوتكِ، تأكدي من أنها ذات صلة بالوظيفة التي تتقدمين لها، وأعطي أمثلة ملموسة، وإذا أمكن قيسي إنجازاتكِ؛ لإعطاء صورة واضحة لقدراتكِ، وتجنبي نقاط القوة العامة، التي تنطبق على أي مرشح؛ وبدلاً من ذلك ركزي على تلك التي تميزكِ، وتبين أنكِ ستجلبين قيمة فريدة للفريق.
ما نقاط ضعفك؟
في حين أن هذا السؤال قد يبدو كأنه فخ، إلا أنه فرصة لإظهار الوعي الذاتي والالتزام بالنمو الشخصي، اختاري نقطة ضعف حقيقية، ووضحي كيف تعملين على تحسينها، على سبيل المثال: «أواجه صعوبة في بعض الأحيان في التفويض؛ لأنني أحب التأكد من إنجاز المهام بشكل مثالي. لكن، مؤخراً، أخذت دورات تدريبية حول التفويض الفعال، وبدأت أثق بفريقي بشكل أكبر».
مفتاح الإجابة على هذا السؤال هو أن تكوني صادقة، ولكن استراتيجيةً، فاختاري نقطة ضعف ليست مهارة أساسية مطلوبة للوظيفة، وناقشي الخطوات التي تتخذينها للتغلب عليها، حيث يوضح هذا قدرتكِ على التأمل الذاتي، والتزامكِ بالنمو الشخصي والمهني. ومن المهم إيجاد توازن بين الاعتراف بضعف حقيقي، وإظهار أنه لن يعيق أداءك دورك.
هل يمكنك وصف موقف عمل صعب، وكيف تغلبت عليه؟
يقيم هذا السؤال مهاراتكِ في حل المشكلات، وقدرتك على التعامل مع الإجهاد. قدمي مثالاً محدداً، يسلط الضوء على براعتكِ، وقدرتكِ على الصمود. وقد تكون الإجابة الفعّالة: «في وظيفتي السابقة، واجهنا خفضاً كبيراً في الميزانية بمنتصف مشروع كبير، فقمت بقيادة الفريق للتوصل إلى حلول فعالة من حيث التكلفة، وتمكنا من إكمال المشروع دون المساومة على الجودة».
استخدمي طريقة «STAR» (الموقف، المهمة، الإجراء، والنتيجة) لهيكلة إجابتكِ، ويضمن هذا أن تكون إجابتكِ موجزة ومحددة. ابدئي بوصف الموقف والمهمة المطروحين، ثم اشرحي الإجراءات التي اتخذتها لمعالجة التحدي، واختتمي بنتائج جهودكِ. تساعدكِ هذه الطريقة على تقديم إجابة واضحة وشاملة، تبرز مهاراتكِ في حل المشكلات، وقدرتك على الأداء تحت الضغط.
أين ترين نفسكِ بعد خمس سنوات؟
يسأل مديرو التوظيف هذا السؤال لقياس مدى اهتمامكِ الطويل الأمد بالدور والشركة، ويجب أن تتوافق إجابتكِ مع مسارات نمو الشركة، وتظهر الطموح، على سبيل المثال: «بعد خمس سنوات، أرى نفسي أتولى المزيد من مسؤوليات القيادة، وأساهم في اتخاذ القرارات الاستراتيجية»، أو «آمل أن أنمو داخل هذه الشركة، وأساعد على دفع نجاحها».
عند الإجابة على هذا السؤال، من المهم إظهار الطموح مع أهدافكِ المهنية، التي بالتأكيد تتوافق مع أهداف الشركة، وتجنبي إعطاء الانطباع بأنك ترين هذه الوظيفة كحجر أساس قصير المدى.
لماذا تتركين وظيفتكِ الحالية؟
كوني صادقة لكن دبلوماسية، وركزي على الأسباب الإيجابية للبحث عن فرص جديدة، بدلاً من انتقاد صاحب العمل الحالي. وقد يكون أحد الأمثلة على الإجابة، هو «لقد استمتعت بوقتي في شركتي الحالية، لكنني أبحث عن تحديات جديدة، تتوافق بشكل أوثق مع أهدافي المهنية، وتسمح بمزيد من النمو المهني».
من الضروري أن تظلِي محترفة، وأن تتجنبي التحدث سلباً عن أصحاب العمل الحاليين أو السابقين، لهذا ركزي على ما تبحثين عنه في دوركِ التالي، وكيف يتماشى مع تطلعاتك المهنية، وهذا يوضح النضج والعقلية التقدمية، وهما صفتان جذابتان لأصحاب العمل المحتملين.
ماذا تعرفين عن شركتنا؟
يختبر هذا السؤال معرفتك بالشركة، أو المجال الذي تتخصصين فيه، وحماسك له. اذكري الاتجاهات والتحديات والفرص الحديثة داخل الصناعة. وللإجابة على هذا السؤال، بشكل فعال، من الضروري أن تظلِي على اطلاع على أحدث الاتجاهات والأخبار والتحديات في الصناعة، واذكري التطورات المحددة التي تثير حماسكِ، واشرحي كيف تجعلك مهاراتكِ وخبراتكِ قادرة على مواجهة هذه التحديات.
كيف تتعاملين مع التوتر والضغط في العمل؟
يريد مديرو التوظيف معرفة قدرتك على الحفاظ على الأداء تحت الضغط، لهذا قدمي استراتيجيات محددة تستخدمينها لإدارة التوتر، وعادة تكون الإجابة الفعالة على الشكل التالي: «أتعامل مع التوتر من خلال البقاء منظمة، وإعطاء الأولوية لمهامي، كما أمارس اليقظة، وآخذ فترات راحة قصيرة للبقاء مركزة، فيساعدني هذا النهج على تلبية المواعيد النهائية الضيقة، دون المساومة على الجودة».
لماذا يجب أن نوظفك؟
هذه فرصتكِ لتسويق نفسكِ، فلخصي مؤهلاتكِ، ووضحي سبب كونكِ الأنسب للوظيفة، فمثلاً يمكنكِ الرد بـ«يجب عليك توظيفي؛ لأنني أتمتع بمزيج فريد من المهارات في إدارة المشاريع والخبرة الفنية، وسجلي الحافل في قيادة المشاريع الناجحة، وشغفي بالابتكار، يجعلانني مرشحة مثالية لهذا الدور».
ومن الضروري التركيز على مهاراتكِ وخبراتكِ وإنجازاتكِ الأكثر صلة، التي تتوافق مع متطلبات الوظيفة، وكوني واثقة وحازمة في إجابتكِ، لكن تجنبي أن تبدي كأنك متغطرسة؛ لأن الهدف هو إثبات أنكِ المرشح الأفضل للوظيفة بشكل مقنع، وترك انطباع دائم لدى مدير التوظيف.