تصدر جامع الشيخ زايد الكبير قائمة أفضل المعالم في فئات عدة، ضمن تقرير شركة «تريب أدفايزر»، المتخصصة في شؤون السياحة والسفر. وحل الجامع، الذي يقع في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وافتتح في 20 ديسمبر عام 2007، بالمركز الأول في الشرق الأوسط، والعاشر عالمياً في قائمة أهم معالم الجذب. وبالمركز الثاني إقليمياً، والسابع عشر عالمياً في فئة أهم التجارب. والمركز الثالث عالمياً في فئة التجارب الثقافية والسياحية. وشارك في الاستفتاء العالمي أكثر من ثمانية ملايين شخص، قدموا ترشيحاتهم لأبرز الأماكن السياحية حول العالم. 

  •  جامع الشيخ زايد

ويترجم هذا الإنجاز السياحي اللافت الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، وتأتي هذه النتائج ثمار خطة مركز «جامع الشيخ زايد الكبير» الاستراتيجية الخمسية، الرامية إلى تطوير خدماته، وتقديم تجارب جديدة إلى مرتاديه، وتؤكد نجاح «المركز» في تأهيل أكثر من 250 من الشباب المواطنين لتقديم الجولات الثقافية وخدمة الزوار، من موظفي «المركز»، وخريجي برنامج «ابن الدار»، أحد برامج مبادرة «الشباب الباني»، الذين يقدمون أكثر من 5 آلاف جولة ثقافية في رحاب الجامع، ويخدمون أكثر من 7 ملايين مرتاد، من مختلف ثقافات العالم، يزورون الجامع سنوياً، 80% منهم من خارج الدولة، ويلتقون في رحابه باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم. 

خدمات وأنشطة متنوعة:

يعمل مركز جامع الشيخ زايد الكبير على تطوير مرافقه، وتنويع أنشطته وخدماته المتكاملة، التي يقدمها إلى مرتاديه بمعايير عالية، تلبي احتياجاتهم، وتتيح لهم قضاء يوم كامل في رحابه، مثل: «مركز الزوار»، ويضم قاعات للمعارض ومسرحاً ومكتبة، و«سوق الجامع»، ويضم محال ومناطق ترفيهية ومطاعم، تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية في أجواء فريدة، تتكامل أيضًا مع «ممشى الجامع الرياضي»، الذي يتيح لأفراد المجتمع، من مختلف الفئات والثقافات، فرصة ممارسة الرياضة، والاستمتاع بما يوفره من خدمات، في المشهد الخارجي البديع للجامع. ويقدم «مركز الجامع» إلى مرتاديه عدداً من التجارب الفريدة، مثل: جولات «لمحات خفية من الجامع»، التي تأخذ العائلات، وغيرها من المجموعات في جولات ثقافية بالسيارات الكهربائية المهيأة، لتطلعهم على تفاصيل الجامع، بما في ذلك المحطات الحصرية التي لم يسبق لهم التعرف عليها، كما يستفيد زوار الجامع من خدمة «الدِّلِيل»، وهو جهاز وسائط متعددة، يقدم إلى مرتادي الجامع، من مختلف ثقافات العالم، جولات ثقافية افتراضية استثنائية، بـ14 لغة عالمية، الأمر الذي يتيح زيارة الجامع على مدى 24 ساعة؛ للاطلاع على أحد أبرز المعالم الدينية والوطنية والثقافية الجاذبة للسياحة عالمياً.

  • جامع الشيخ زايد

جمالية «الجامع» الهندسية:

تتميز الزخارف الإسلامية في جامع الشيخ زايد، ذات الفروع النباتية والتوريقات الزهرية، والكتابات والتحويرات الهندسية، بإبراز خصوصية التقاليد الإسلامية المتوارثة، التي تعتمد على السكينة الروحية والجسدية والتأمل والبساطة. وتُزيّن أروقة الجامع الخارجية بأعمدة سداسية الجوانب، مصنوعة من الرخام الأبيض المطعّم بأشباه الأحجار الكريمة، التي جُلبت من مختلف أنحاء العالم، وتصاميم زهرية متشابكة. ويبلغ العدد الإجمالي لأعمدة الجامع 1096 عموداً، تم حفرها وتطعيمها باليد من قبل حرفيين مهرة. ويتميز صحن الجامع بالتشكيلات الزهرية، المكونة من الرخام الملون، وتلتوي وتلتف بشكل أنيق من أطراف الصحن نحو مركزه. 
وتم اختيار مجموعة من الأزهار، التي تنبت في الشرق الأوسط، مثل: الخزامى والزنبق والسوسن؛ لتزيين الصحن بالزخارف. ويضم الجامع 82 قبة بأحجام مختلفة، أكبرها تلك التي تقع في منتصف قاعة الصلاة الرئيسية، حيث يبلغ قطرها 32.6 متراً، وارتفاعها 84 متراً، وتعتبر إحدى أكبر القباب في العالم. كذلك، زينت أطراف الجدران الداخلية للقباب بآياتٍ قرآنية، رسمت بأنواع مختلفة من الخط العربي، مثل: النسخ، والثلث. وتعتبر القبة الرئيسية، التي تتوسط قاعة الصلاة الرئيسية، إحدى أكبر القباب من نوعها حول العالم، ويبلغ قطرها 33 متراً، وارتفاعها من الأرض إلى قمتها حوالي 84 متراً، وقد وشّيت الجدران الداخلية للقبة بآيات قرآنية، رسمت بخط الثلث، وهي الآيات الأولى من سورة الكهف.