في غضون عامين، أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي متقدمة بشكل لا يمكن وصفه، ففي كل يوم تخرج الشركات التكنولوجية العملاقة بأنظمة وتقنيات جديدة، تهدف إلى الإسراع في إنجاز مهام العمل بدقة، دون الاعتماد على العناصر البشرية، وفي نفس الوقت تقوم هذه الشركات - في خط موازٍ - على كبح جماح بعض التقنيات، التي يمكن من خلالها خداع الناس، وتزييف صورهم، وأصواتهم، وحتى وجودهم في مكان ما.

  • بهذه الطريقة.. الذكاء الاصطناعي يكشف التسجيلات الصوتية المزيفة

ولعل ما حدث مع صور النجمة العالمية تايلور سويفت، بتزوير صور خادشة للحياء لها، بواسطة الذكاء الاصطناعي، وانتشارها على مدى واسع، قبل إلغائها كلياً، جعل قادة التغيير الاصطناعي ينتبهون إلى ضرورة كبح جماح هذا التطور الكبير، ووضع معايير لاستخدامه، في ظل إمكانية تحويل الأصوات، وجعل بعض الناس يتكلمون بأحاديث لم ينطقوها، في تزييف محترف ومُتقن.

وأثارت القدرة الكبيرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي على إنشاء محتوى رقمي مزيف، ويبدو حقيقياً بشكل لا جدال فيه، القلق من التلاعب بالكثير من الحقائق بطرق مقنعة، ما يزيد المخاوف حول النزاهة المعلوماتية، كما يهدد بفقدان المصداقية في الكثير من الأمور، وأهمها التعاملات المالية، والإعلامية.

وقالت شبكة «سي إن بي سي»، الأميركية، إن برنامج «Chat GPT»، الخاص بشركة «Open AI»، الذي تم إطلاقه عام 2022، سرعان ما دفع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية إلى الاتجاه السائد الآن.

  • بهذه الطريقة.. الذكاء الاصطناعي يكشف التسجيلات الصوتية المزيفة

ونشرت الشبكة الإعلامية الأميركية قصة حقيقية عن موجة متزايدة من عمليات الاحتيال العميق، بسبب تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أدت إلى نهب ملايين الدولارات من إحدى الشركات، حيث يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن الأمر قد يزداد سوءاً، إذا استغل المجرمون الذكاء الاصطناعي التوليدي للاحتيال، بصورة أكثر إقناعاً مستقبلاً.

وفي شهر فبراير الماضي، تم خداع موظف مالي في هونغ كونغ، لتحويل أكثر من 25 مليون دولار، إلى محتالين يستخدمون تقنية التزييف العميق، وتنكروا في هيئة زملاء خلال مكالمة فيديو، لكن العملية تم إيقافها في اللحظات الأخيرة، بسبب عطل تقني!

وبعد أن أصبح ممكناً استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية؛ لإنشاء محتوى حقيقي تماماً، يصعب عدم الوثوق به، أكدت شركة «Open AI»، صاحبة الابتكار التوليدي، أنها بدأت بالإشارة إلى كل منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تتمثل في صورة أو صوت أو فيديو، وتظهر أشخاصاً حقيقيين، على أنها مولّدة بواسطة تقنيات ذكية، بطريقة صار الناس قادرين على تمييزها بسهولة، ما قد يوقف عمليات التزييف المتسارعة حول العالم.