يعد تساقط الشعر من المشكلات التي تواجه العديدات من النساء، ويعتبر الإجهاد أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك، وتحاول بعض النساء استخدام المنتجات، التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والعلاجات المنزلية، والمكملات الغذائية؛ لإصلاح ذلك.
والكولاجين من المكملات الغذائية، التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة، لتعزيز نمو الشعر وعلاج تساقطه، وهو البروتين المخصص لتقوية وبناء العديد من الخلايا في أجسامنا، بما في ذلك الشعر، فهل بالفعل الكولاجين يحقق هذا الهدف؟
ما الكولاجين؟
الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في جسم الإنسان، ويشكل حوالي 30% من إجمالي محتواه من البروتين، فهو عنصر أساسي في الأنسجة الضامة، بما في ذلك: الجلد، والأوتار، والأربطة.
والوظيفة الأساسية للكولاجين هي توفير الدعم البنيوي والقوة. ومع تقدمنا في العمر، ينخفض إنتاج الكولاجين الطبيعي في أجسامنا، ما يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة، مثل: التجاعيد، وترهل الجلد، وضعف غضروف المفاصل. ويتأثر هذا الانخفاض في إنتاج الكولاجين بعوامل مختلفة، بما في ذلك: العوامل الوراثية، والتعرض البيئي، ونمط الحياة.
وهناك أنواع عدة من الكولاجين، والنوع الأول والثاني والثالث هي الأكثر شيوعاً. ويوجد الكولاجين من النوع الأول بشكل أساسي في الجلد والأوتار والعظام. بينما يوجد النوع الثاني في الغضاريف. أما النوع الثالث، فيوجد في الجلد والعضلات والأوعية الدموية. وبفهم الأنواع المختلفة للكولاجين، يساعد ذلك على اختيار المكمل المناسب لاحتياجات صحية معينة.
كيف يؤثر الكولاجين في الشعر؟
يتكون الشعر، في المقام الأول، من بروتين يسمى الكيراتين. ومع أن الكولاجين ليس مكوناً مباشراً للشعر، إلا أنه يلعب دوراً غير مباشر في صحته. ويوفر الكولاجين الأحماض الأمينية الضرورية لإنتاج الكيراتين. لذلك، يساعد الإمداد الكافي من الكولاجين في الحفاظ على صحة بصيلات الشعر، وفروة الرأس. بالإضافة إلى ذلك، قد يحسن الكولاجين الدورة الدموية في فروة الرأس، ما يضمن حصول بصيلات الشعر على العناصر الغذائية، التي تحتاج إليها لتعزيز النمو.
ويحتوي الكولاجين، أيضاً، على خصائص مضادة للأكسدة، تساعد على مكافحة الضرر الناجم عن الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة قد تلحق الضرر بالخلايا، بما في ذلك تلك الموجودة ببصيلات الشعر، ومن خلال تحييد هذه الجذور الحرة، قد يساعد الكولاجين في حماية الشعر من التلف، والحفاظ على قوته وبريقه.
كيف يساعد الكولاجين على نمو الشعر؟
يدعم تناول مكملات ببتيدات الكولاجين نمو الشعر وصحته، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الأطعمة الوظيفية في مايو 2024، وهناك أبحاث محدودة حول الكولاجين لنمو الشعر، لكنه يوفر الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة لإنتاج الكيراتين، وهو البروتين الأساسي في الشعر.
كما يحافظ على صحة فروة الرأس، من خلال تحسين الدورة الدموية، ومحاربة الإجهاد التأكسدي، الذي يلحق الضرر ببصيلات الشعر. ومن خلال تقليل تأثير الجذور الحرة والالتهابات، يمنع الكولاجين ترقق الشعر وتساقطه، ويعزز نموه.
ولا ضرر من تجربة منتجات الكولاجين، لأنها تحسن صحة الشعر، من خلال تعزيز قوة ومرونة واحتباس الرطوبة في خصلات الشعر، كما أنها تصلح الشعر التالف عن طريق تجديد البروتينات المفقودة، وتوفير حاجز وقائي ضد العوامل البيئية المسببة للتوتر، بالإضافة إلى دعم الكولاجين لفروة الرأس الصحية، وتقليل قشرة الرأس والجفاف، ما يساهم في صحة الشعر بشكل عام.
كيف يستخدم الكولاجين للشعر؟
يمكنك تناول الأطعمة، أو تطبيق المنتجات التي تحتوي على الكولاجين للشعر:
1. المكملات الغذائية:
صممت مكملات الكولاجين، التي تأتي على شكل مسحوق أو كبسولات، ليتم تناولها عن طريق الفم. وعادة يتم تحليلها مائياً، ما يعني أن جزيئات الكولاجين تتحلل إلى ببتيدات أصغر؛ لامتصاصها بسهولة من قبل الجسم. وتناول الكولاجين من خلال المكملات الغذائية، يدعم مستويات الكولاجين الإجمالية في الجسم، ما يساهم في تعزيز صحة الشعر. ولتحسين صحة الجلد والشعر، يمكن تناول 2.5 إلى 10 غرامات من ببتيدات الكولاجين عن طريق الفم، لمدة 8 إلى 12 أسبوعاً يومياً.
2. العلاجات الموضعية:
وهناك طريقة أخرى لاستخدام الكولاجين، تكون من خلال العلاجات الموضعية، التي تشمل: الشامبو والبلسم، حيث تساعد منتجات العناية بالشعر المخصبة بالكولاجين في تقوية خصلات الشعر، ويتم وضع هذه المنتجات مباشرة على الشعر وفروة الرأس، ما يوفر دفعة موضعية من الكولاجين. وتشمل العلاجات الموضعية، أيضاً، أقنعة الشعر الغنية بالكولاجين، وهي علاجات مكثفة تغذي بصيلات الشعر، وفروة الرأس، بعمق.
3. الأطعمة الغنية بالكولاجين:
الأطعمة الغنية بالكولاجين، مثل: مرق العظام والأسماك والدجاج، تعد مصادر غنية بالكولاجين، ويساعد تناولها بانتظام على دعم إنتاج الكولاجين في الجسم، ما يفيد ليس الشعر فحسب، ولكن أيضاً صحة الجلد والمفاصل.
من يجب عليه تجنب الكولاجين للشعر؟
عادة، ينصح الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه الأسماك، أو مصادر الكولاجين الأخرى، بتجنب مكملات الكولاجين أو مصادر الطعام؛ لمنع حدوث تفاعلات حساسية، بالإضافة إلى الذين يعانون حالات طبية معينة، أو قيوداً غذائية، مثل: اضطرابات الكلى، أو عدم تحمل بعض الأطعمة. لهذا، تجب عليهم استشارة الطبيب قبل استخدامه، كما يجب على النساء الحوامل، والمرضعات، طلب المشورة الطبية؛ لضمان السلامة.