يوصف النجم التونسي، ظافر العابدين، بأنه واحدٌ من أهم عرابي المسلسلات المستنسخة من نظيرتها التركية، ذلك أن ظهوره في بطولة الأجزاء الثلاثة من مسلسل «عروس بيروت»، الذي تم اقتباسه من مسلسل «عروس إسطنبول»، وما حققه من نجاح غير مسبوق، دفع المنتجين إلى تكرار التجربة مرةً تلو أخرى.

ويصف الممثل التونسي، الذي حل ضيفاً على «زهرة الخليج»، خلال مشاركته في مهرجان عمان السينمائي الدولي، تجربته في «عروس بيروت» بالجميلة والمميزة جداً، خاصة أن العمل كان من أول وأكبر الأعمال المعربة، التي عرضت حتى الآن.

  • ظافر العابدين: الأعمال المعربة ظاهرة صحية.. وهذه أحلامي وطموحاتي

ويكمل شارحاً: رأينا كيف توالت هذه النوعية من المسلسلات بعد «عروس بيروت»، ولاقت جميعها نجاحات كبيرة، لأن المشاهد العربي يحب أن يرى أعمالاً جديدة، وخيارات متنوعة. فعلى سبيل المثال، هناك أفلام سينمائية مقتبسة من أخرى أميركية أو إسبانية، والعكس، كما بتنا نشهد في السنوات الأخيرة ظهور المسلسلات القصيرة، التي لا تزيد على خمس أو عشر حلقات، وكلها تمنح المشاهد خيارات متنوعة. ويصف عابدين هذه الحالة بالطبيعية؛ لأن المشاهد العربي منفتح، دائماً، على جميع الخيارات، والميزان الأهم دائماً هو مدى جودة هذه الأعمال.

أحلام وطموحات ظافر العابدين:

وعن سبب ابتعاده عن جمهوره في التلفزيون والسينما، عزا بطل مسلسل «عروس بيروت» الأمر إلى انشغاله بصناعة أفلام مهرجانات، فقال: «هو اختيار في النهاية، أنا أحب الوجود في أعمال الدراما والمسلسلات والسينما، ولكنني أمتلك طموحات وأحلاماً أخرى، منها كتابة وإخراج الأفلام، وآمل أن أوفق بين الأمرين». وتابع: «في السنوات الأخيرة، ابتعدت بسبب عملي على كتابة وإخراج فيلمين، هما: (إلى ابني)، و(غدوة)، لكنني أعد جمهوري بعودة قريبة إلى الدراما، من خلال مسلسل يعرض في الموسم الرمضاني المقبل»، إضافة إلى وجود عمل جديد من إخراجه سيبدأ تصويره قريباً. ورفض ظافر البوح بأي تفاصيل عن عملَيْه الجديدين.

  • ظافر العابدين خلال ندوة شارك بها على هامش المهرجان

ظافر العابدين يكشف سر تنقله بين محافظات الأردن:

بعد أن شوهد في محافظات أردنية عدة، خلال الأشهر الماضية، ولاحظ محبوه تنقله بين العاصمة عمان ومدن، منها: السلط، وإربد، كشف ظافر عن أنه كان يصور فيلماً فلسطينياً، مفضلاً تأجيل الإفصاح عن تفاصيله، ومعبراً عن سعادته الكبيرة بالعمل في هذا الفيلم.

وأضاف أنه لا يعتبر نفسه غريباً عن الأردن، فأول تجربة له في الكتابة والإخراج كانت قبل 12 عاماً في العاصمة الأردنية عمان، من خلال مشاركته في «ميد فيلم فاكتوري»، وسبق له أن شارك بفيلم «غدوة» في الدورة الثالثة من مهرجان عمان السينمائي، إضافة إلى قيامه بكتابة وإخراج أفلام عدة في الأردن، مؤكداً عمق علاقته بالأردن، ووجود أصدقاء كثر له هناك.

  • ظافر العابدين: الأعمال المعربة ظاهرة صحية.. وهذه أحلامي وطموحاتي

بدايات متأخرة.. ومختلفة:

تذكر ظافر العابدين بداياته في عالم التمثيل، والإحباط الذي حاول كثيرون إحاطته به، خاصة أن المقربين منه استغربوا قراره في ذلك الوقت بالسفر وبدء حياته المهنية من بريطانيا؛ حينما كان عمره 27 عاماً، ولم يكن يتحدث اللغة الإنجليزية، ولم يدرس أي شيء يخص التمثيل.

وأضاف العابدين، خلال ندوة شارك بها ضمن فعاليات مهرجان عمان السينمائي الدولي، أنه تجاهل كل السلبيات والمشاكل التي قد تحيط به، وقرر السير خلف حلمه فقط، فقال: «لم أفكر بالسلبيات أو المشاكل، فكرت بالحلم أين هو موجود وذهبت خلفه»، موضحاً أنه فعل ما كان يخطط له، وسافر ودرس واستمر حتى وصل لما هو عليه اليوم.

وأضاف: أنه، اليوم، فخور بكونه واحداً من الممثلين العرب القليلين، الذين قدموا أدواراً تونسية، ومصرية، وسعودية، ولبنانية، وفلسطينية.

 

أصعب ما في المهنة:

لا تخلو أي مهنة في العالم من الصعاب، ويرى الممثل التونسي الشهير أن أصعب ما في مهنة التمثيل ارتباطها برضا الآخر، وأن أي ممثل، وبمجرد انتهائه من عملٍ ما، يعيش فترة فراغ وانتظار، حتى يقرع بابه أو يرن هاتفه من قبل أحد المنتجين أو المخرجين، عارضاً عليه دوراً جديداً في عمل جديد.

ووفق العابدين، فإن بعض هذه الفترات تطول كثيراً، ويعيش فيها الفنان فترات عصيبة جداً، لأنه يستيقظ كل صباح منتظراً مكالمة تأتيه، خاصة إذا كان الممثل مؤمناً بنفسه، وامتلاكه الموهبة، لكنه يعيش دون عمل.

ووصف ظافر هذه الحالة بـ«المروعة»، التي قد تؤثر بشكل جاد في الصحة العقلية للفنان، وربما تصيبه بالاكتئاب، مؤكداً أن هذا الأمر، والفراغ القاتل، دفعاه إلى تطوير نفسه، والتوجه نحو التأليف والإخراج؛ حتى لا يبقى منتظراً تلك المكالمة.

كما اعتبر النجم التونسي أن طلب العمل من قبل الفنانين ليس أمراً معيباً، بل هو طبيعي جداً، لكن يجب ألا يتم عندما يكون الفنان بحالة يأس كاملة، وأن يتم بأسلوب معين، وطريقة يحترم فيها الممثل نفسه. وشدد على أنه يجب على الممثل أن يصنع لنفسه مصدر دخل آخر، خاصة في بداياته؛ لأنه قد يؤدي عملاً ما، ثم ينتظر فترة طويلة جداً، قبل أن يمنح دوراً جديداً.