في السنوات الأخيرة، اكتسبت الإجراءات التجميلية غير الجراحية شعبية هائلة، حيث يسعى العديد من الناس إلى خيارات أقل تدخلاً لتحسين مظهرهم، وأحد هذه الإجراءات هو استخدام فيلر الأنف، المعروف باسم تجميل الأنف غير الجراحي. ومع تزايد الإقبال على هذا الإجراء، يطرح سؤال حول ما إذا كانت حشوات الأنف تقدم بديلاً عملياً لجراحة التجميل التقليدية؟
ما فيلر الأنف؟
فيلر الأنف هو إجراء تجميلي، يتضمن حقن حشوات جلدية في الأنف؛ لتغيير شكله أو حجمه أو محيطه، ويستخدم هذا الإجراء لتنعيم النتوءات على جسر الأنف، وتعزيز طرفه، وتحسين التناسق العام دون الحاجة إلى جراحة جراحية، ويعتبر خياراً شائعاً بشكل متزايد للراغبات في إجراء تغييرات جمالية على أنوفهن، دون الخضوع لجراحة الأنف التقليدية، التي تنطوي على وقت تعافٍ أطول ومخاطر.
وتحتوي الحشوات، عادةً، على حمض الهيالورونيك، المادة الموجودة بشكل طبيعي في الجسم، والتي تحافظ على ترطيب الجلد وحجمه، وهذا يجعل حمض الهيالورونيك خياراً آمناً وفعالاً للتحسينات التجميلية، وقد تستمر تأثيرات حشوات الأنف من أشهر عدة إلى أكثر من عام، اعتماداً على نوع الحشو المستخدم وأيضاً الفرد.
الإجراء نفسه سريع نسبياً، وعادة يستغرق أقل من 30 دقيقة، ويتم إجراؤه في عيادة الطبيب، وتتطلب هذه العملية فترة نقاهة قصيرة، ما يسمح للمريضات بالعودة إلى أنشطتهن اليومية على الفور تقريباً.
وتشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة لهذا الإجراء: التورم البسيط والاحمرار والكدمات في موقع الحقن، ولكن هذه الآثار عادة تهدأ في غضون أيام قليلة.
فوائد حشوات الأنف:
تقدم حشوات الأنف العديد من المزايا، مقارنة بجراحة تجميل الأنف التقليدية، ما يجعلها إجراء جذاباً للراغبات في تحسين الأنف، ومن أبرز فوائدها ما يلي:
- الإجراء أقل توغلاً، إذ ينطوي فقط على حقن حشوات جلدية في مناطق معينة بالأنف، ويؤدي هذا إلى تقليل وقت التعافي بشكل كبير، مقارنة بالإجراءات الجراحية، ويسمح بالتالي للمريضات باستئناف أنشطتهن اليومية على الفور تقريبًا.
- تقليل وقت التوقف، فالحد الأدنى من التدخل الجراحي للإجراء يعني انخفاض خطر حدوث المضاعفات، إذ تنطوي جراحة تجميل الأنف على مخاطر، مثل: العدوى والندبات والمضاعفات المرتبطة بالتخدير.
- تكون حشوات الأنف، عادةً، أقل تكلفة من عملية تجميل الأنف الجراحية، لذلك تعد أكثر سهولة لذوات الميزانية المحدودة، بينما تكلفة عملية تجميل الأنف الجراحية، باهظة الثمن بالنسبة للعديدات.
- من الفوائد الأخرى لحشوات الأنف النتائج الفورية التي تقدمها. وفي حين تتطلب عملية تجميل الأنف الجراحية غالباً فترة شفاء كبيرة، قبل أن تصبح النتائج النهائية مرئية، تقدم حشوات الأنف تحسناً فورياً، ويمكن معه رؤية التغييرات في المظهر مباشرة بعد العملية، والتي تكون مرضية بشكل خاص لكل من تسعى إلى تحسينات سريعة.
عيوب فيلر الأنف:
وعلى الرغم من فوائدها، فإن حشوات الأنف تأتي مع بعض القيود، التي قد تؤثر في ملاءمتها لبعض الأشخاص، ومن أهم العيوب الطبيعة المؤقتة للنتائج، فالجسم يمتص الحشوات الجلدية تدريجياً بمرور الوقت، وعادة تستمر من 6 إلى 18 شهراً، وبالتالي تحتاج المريضة إلى الخضوع لعلاجات متكررة؛ للحفاظ على المظهر المرغوب، وهذا عيب خطير بالنسبة للبعض.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حشوات الأنف فعالة في المقام الأول للتعديلات البسيطة، وقد لا توفر نتائج مرضية للساعيات إلى تغييرات أكثر أهمية في بنية أنفهن. وعلى سبيل المثال، قد تجد من تتطلع إلى تقليل حجم أنفها، أو إجراء تعديلات هيكلية كبيرة، أن حشوات الأنف لا ترقى إلى مستوى توقعاتها، وتظل عملية تجميل الأنف الجراحية، بقدرتها على تغيير العظام والغضاريف بشكل دائم، الخيار الأكثر ملاءمة لمثل هذه الحالات.
وهناك قيد آخر، هو الاعتماد على مهارة الممارس، إذ يتطلب تحقيق نتائج مثالية باستخدام حشوات الأنف متخصصاً ماهراً للغاية، يفهم تشريح الوجه، ولديه خبرة بتجميل الأنف غير الجراحي، ويؤدي الممارس عديم الخبرة إلى نتائج دون المستوى، مثل: عدم التناسق، أو الإفراط في الملء، ما قد يقلل النتيجة الجمالية المرجوة.
فاعلية فيلر الأنف:
تعتمد فاعلية حشو الأنف على عوامل مختلفة، بما في ذلك: أهداف المريض، ومهارة الممارس، ونوع الحشو المستخدم. ولمن تتطلع إلى تصحيح عدم التناسق الطفيف، أو تنعيم النتوءات، أو تحسين طرف الأنف، تسفر حشوات الأنف عن نتائج مرضية للغاية، ففيلر الأنف يعالج هذه المخاوف بشكل فعال، ويوفر مظهراً أكثر توازناً وتناغماً للوجه.
ويتطلب تحقيق النتيجة المرجوة ممارساً متخصصاً وماهراً في حقن الفيلر، يفهم تشريح الوجه، ولديه خبرة بتجميل الأنف غير الجراحي، ولا يمكن المبالغة في أهمية خبرة الممارس، حيث إن الاستخدام غير السليم للحشوات يؤدي إلى مضاعفات أو نتائج غير مرضية، لهذا يجب على المرضى البحث عن متخصصين لديهم سجل حافل ومراجعات إيجابية لضمان أفضل نتيجة ممكنة.
علاوة على ذلك، يؤثر نوع الحشو المستخدم في طول عمر النتائج ومظهرها العام، حيث تعد الحشوات القائمة على حمض الهيالورونيك خياراً شائعاً، نظراً لسلامتها وإمكانية عكسها، ويمكن إذابة هذه الحشوات إذا كانت المريضة غير راضية عن النتائج، ما يوفر مستوى إضافياً من الثقة. وقد توفر أنواع أخرى من الفيلر، مثل: هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم، أو حمض «بولي-L-لاكتيك»، نتائج تدوم لفترة أطول، لكنها تأتي مع العديد من المخاطر، واعتبارات مختلفة.