الحمل فترة تحولية في حياة المرأة مليئة بالترقب والفرح، ونصيب كبير من الأسئلة التي من بينها: هل ممارسة الرياضة ضرورية وآمنة أثناء الحمل؟.. والإجابة: (نعم) بالتأكيد مع تحذيرات مختلفة؛ لضمان سلامة ورفاهية الأم والطفل النامي.
في ما يلي، أشياء أساسية يجب أن تعرفيها عن ممارسة الرياضة أثناء الحمل.
1. تحسين الصحة البدنية:
يؤدي الانخراط في ممارسة الرياضة بانتظام أثناء الحمل إلى تحسن الصحة البدنية بشكل كبير، فهو يساعد على الحفاظ على وزن صحي، وتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل، وتخفيف الانزعاجات الشائعة المرتبطة بالحمل، مثل: آلام الظهر والتورم. كما تعمل التمارين الرياضية على تقوية الجهاز القلبي الوعائي، وإعداد الجسم للمتطلبات الجسدية للولادة.
والحفاظ على وزن صحي أمر بالغ الأهمية؛ لأن زيادة الوزن المفرطة من المضاعفات أثناء الحمل والولادة، لذلك تساعد التمارين الرياضية على موازنة تناول السعرات الحرارية، ما يضمن أن تكون زيادة الوزن ضمن الحدود الموصى بها.
2. الفوائد النفسية:
تعتبر فترة الحمل بمثابة وقت مضطرب عاطفياً، مع تقلب الهرمونات وضغوط الأمومة الوشيكة، ومن المعروف أن التمارين الرياضية تطلق هرمون الإندورفين، الذي يحسن الحالة المزاجية، ويقلل أعراض القلق والاكتئاب، ويعزز النشاط البدني المنتظم، أيضاً، جودة النوم التي عادة تقل أثناء الحمل.
3. نوع التمارين:
ليست كل التمارين مناسبة أثناء الحمل، لذلك يُنصح بالأنشطة ذات التأثير المنخفض، مثل: المشي والسباحة واليوغا قبل الولادة، وهذه التمارين لطيفة على المفاصل، ويمكن تعديلها بسهولة مع تقدم الحمل، ومن الضروري تجنب الأنشطة والرياضات ذات التأثير العالي، التي تحمل خطر السقوط أو الصدمات.
والمشي أحد أبسط التمارين وأكثرها فاعلية للنساء الحوامل، فهو لا يتطلب معدات خاصة، ويسهل إدراجه في الروتين اليومي، كذلك السباحة من الخيارات الممتازة في الحمل، لأنها توفر تمريناً لكامل الجسم مع تقليل الضغط على المفاصل. وتم تصميم اليوغا قبل الولادة خصيصاً للنساء الحوامل، مع التركيز على التمدد اللطيف، وبناء القوة، والاسترخاء، إذ تساعد على تحسين المرونة والقوة والتوازن، وكلها مفيدة أثناء الحمل والولادة.
4. استمعي لجسدكِ:
الحمل ليس الوقت المناسب لتجاوز الحدود الجسدية، ومن المهم الاستماع إلى إشارات الجسم، وضبط شدة التمارين ومدتها، وفقاً لذلك. وتعتبر علامات، مثل: الدوخة أو ضيق التنفس أو آلام البطن مؤشرات للتوقف عن ممارسة الرياضة، وطلب المشورة الطبية. والاستماع إلى الجسد يعني الانسجام مع احتياجاته واستجاباته أثناء ممارسة الرياضة، ويجب على النساء الحوامل إعطاء الأولوية للراحة والسلامة على الشدة، ومن الضروري تجنب الإفراط في بذل الجهد، وأخذ فترات راحة حسب الحاجة.
5. الترطيب:
يعد الحفاظ على الترطيب والتغذية المناسبين ضرورياً عند ممارسة الرياضة أثناء الحمل، وتحتاج النساء الحوامل إلى البقاء رطبات؛ لدعم زيادة حجم الدم، ومستويات السائل الأمنيوسي، بالإضافة إلى ذلك يدعم النظام الغذائي المتوازن، الغني بالعناصر الغذائية الأساسية، صحة الأم والطفل أثناء النشاط البدني.
الترطيب مهم، بشكل خاص، أثناء الحمل حيث يحتاج الجسم إلى المزيد من السوائل؛ لاستيعاب نمو الطفل، وزيادة حجم الدم، ويؤدي الجفاف إلى مضاعفات، مثل: الولادة المبكرة وانخفاض مستويات السائل الأمنيوسي، لهذا يجب على النساء الحوامل أن يشربن الكثير من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين؛ للبقاء رطبات بشكل صحيح.
6. التغذية:
تؤثر التغذية في دعم احتياجات الطاقة لكل من الأم والطفل، ويعد النظام الغذائي المتوازن الغني بالعناصر الغذائية الأساسية، مثل: البروتين والكالسيوم والحديد وحمض الفوليك، ضرورياً في نظامكِ أثناء الحمل، فهذه العناصر الغذائية تدعم نمو الطفل، وتساعد في الحفاظ على صحة الأم، ومستويات الطاقة.
7. الدعم الاجتماعي:
إن وجود نظام دعم يُحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على روتين التمارين الرياضية أثناء الحمل، ويوفر الانضمام إلى فصول التمارين الرياضية قبل الولادة، أو العثور على رفيقة للتمرين الحافز، ويجعل التجربة أكثر متعة، كما يقدم الدعم الاجتماعي فوائد عاطفية، ما يساعد على تخفيف مشاعر العزلة. وتعد فصول التمارين الرياضية قبل الولادة طريقة رائعة للتواصل مع الأمهات الحوامل الأخريات، ومشاركة رحلة الحمل، لأن هذه الفصول بيئة منظمة للتمرين الآمن والفعال، بقيادة مدربات على اللياقة البدنية قبل الولادة.
8. التعافي بعد الولادة:
يساعد التمرين المنتظم أثناء الحمل على التعافي بشكل أسرع بعد الولادة، فهو يعزز استعادة مستويات اللياقة البدنية قبل الحمل، ويسهل الانتقال إلى روتين التمارين بعد الولادة. ويقوي التمرين أثناء الحمل العضلات واللياقة البدنية والقلب والأوعية الدموية، وكل ذلك يساهم في التعافي بشكل أكثر سلاسة بعد الولادة.