الفصول تنوع وجمال.. لكن ماذا لو كان فصل الصيف مساحة للرفاهية، والسعادة، وغسل الروح من ضغوط الحياة؟
يقولون: «الصيف كيف»، ويشيرون بهذا إلى الرحلة والسفر، وكل ما يمنح النفس جمال الحياة. ومع دخول فصل الصيف، تبدأ الخطط والتصورات، وتتجدد الآمال والطموحات لقضاء إجازة ممتعة، نتعرف خلالها على أماكن وعوالم وفعاليات، تجدد طاقتنا ومخيلتنا. ولأن الصيف فصل الثمار والطبيعة، فإنه يفتح أمامنا الكثير من الخيارات، والتجارب، فيكفي أن نأخذ صورة هنا، وصورة هناك، أو أن نحضر حفلاً موسيقياً، أو نزور منطقة جديدة، وكل هذا ينعكس على الروح والجسد، فيعزز قدرتنا على التألق ومحبة الحياة، ما ينعكس حتماً على عملنا وأفكارنا وأسرتنا.
العطلة الصيفية ليست فقط وقتاً للراحة، بل هي فرصة لإعادة الاتصال بالطبيعة والتاريخ والثقافات المختلفة، سواء كنت تبحث عن الشواطئ الساحرة، أو المدن التاريخية، أو المغامرات في الطبيعة، لاسيما أن هذا العالم مليء بالوجهات الرائعة، التي تلبي جميع الأذواق.
«زهرة الخليج» تقدم دليلاً لأبرز الوجهات السياحية لصيف 2024، حيث نستعرض أهم المدن والمعالم السياحية، والنشاطات التي يمكن القيام بها في كل وجهة.
إيطاليا.. متعة الفن ورائحة التاريخ
تتصدر إيطاليا قائمة الوجهات الأوروبية الأكثر رواجاً، فهي تجمع بين التاريخ العريق، والجمال الطبيعي، والفن الراقي. وتعد روما مدينة التاريخ والثقافة، وقد قيل عنها: «روما هي المدينة الأبدية». من هنا، فإن زيارة روما تمنحك شعوراً لا ينسى، كأنك تسير في متحف حي، أو تعيش فيلماً سينمائياً.
ويمكنك زيارة «الكولوسيوم»، والاستمتاع بجولة في هذا المعلم الأثري، الذي كان مركزاً للترفيه في العصر الروماني، واستكشاف الفاتيكان ومتاحفها، أو التجول في حي «تراستيفيري»، هذا الحي البوهيمي الذي يعج بالمقاهي، والمطاعم التقليدية. ومن أبرز الأماكن، التي لا بد لك من زيارتها: نافورة تريفي، والبانثيون، وشارع «فيا كوندوتي» للتسوق.
أما على ساحل أمالفي وريفييرا البندقية، فستجد الشواطئ الحالمة، والمنتجعات الفاخرة التي توفر تجربة استرخاء لا مثيل لها، إلى جانب المدن الصغيرة الساحرة، التي تدعوك إلى اكتشافها. وسيجد عشاق الفن والعمارة ضالتهم في فلورنسا وميلانو، حيث تُعرض أعمال مايكل أنجلو، وليوناردو دا فينشي. وبالطبع، لا يمكن أن تفوتك تجربة التسوق الفاخرة في ميلانو، أو الاستمتاع بالهدوء في بحيرة كومو، أو ريف توسكانا.
اليابان.. تناغم بين التراث والحداثة
التوجه نحو اليابان، يعني أن تطلع على حضارة الشرق في «بلد الشمس»، البلد الذي يجمع التراث بالحداثة، في صورة رائعة، إنها مغامرة في عالم من التنوع الثقافي والطبيعي، والحضاري، فكل شيء هنا مذهل، مثل: الفنون المنتشرة، والموسيقى، والطبيعة، والفلكلور، والعمران، والشوارع.
وتأتي اليابان في مقدمة الوجهات الفاخرة هذا الصيف، وتتميز كيوتو وأوساكا وطوكيو بكونها مزيجاً مثالياً من التاريخ والحداثة.
وتُعد طوكيو وجهة مثالية لمحبي التناقضات، حيث يمكنك استكشاف معالمها التاريخية وأبراجها الشاهقة في الوقت نفسه. كما أن الصيف فيها حافل بالمهرجانات التقليدية، التي تضفي على المدينة نكهة خاصة، ولعل أبرز الأماكن التي يمكن زيارتها: برج طوكيو، وقصر الإمبراطور، وحديقة أوينو.
في كيوتو، يمكنك الهروب من ضجيج المدينة الكبيرة، والاستمتاع بالأجواء اليابانية التقليدية؛ فهي توصف ب«مدينة الجمال والروحانية». إذا كنت تفضل تجربة إقامة فاخرة بروح يابانية أصيلة، فيمكنك اختيار الإقامة في «ريوكان»، وهو نوع من النُّزُل اليابانية التقليدية، حيث ستستمتع بوجبات طازجة يومية، وستصل إلى الينابيع الساخنة الطبيعية، وستتفاعل مع الحرفيين المحليين.
أما أوساكا، فهي مدينة حيوية، تعرف بمطبخها الشهي، وحياتها النابضة.
ولا تنسَ استكشاف الشواطئ النائية، والرحلات البحرية الفاخرة، التي تزداد شعبيتها. وهناك، أيضاً، نظام القطارات السريع الذي يسهل عليك زيارة مدن متعددة في رحلة واحدة.
فرنسا.. سحر الثقافة والجمال
تتألق باريس، دائماً، بسحرها الخاص، لكنها في الصيف تكون أجمل، فالشوارع تعج بالحياة، والمقاهي تقدم أفضل تجربة للجلوس في الهواء الطلق، والأحداث الثقافية تملأ الأجواء. ومع استضافة باريس للألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024، ستكون الفرصة مثالية؛ لمشاهدة مدينة النور في أوج نشاطها.
وتتميز باريس بتجدد مستمر في المطاعم والفنادق والمعالم السياحية، حيث يمكنكم زيارة برج إيفل، ومتحف اللوفر، والاستمتاع بجولة في شارع الشانزليزيه، وتذوق الحلويات الفرنسية الشهية في المقاهي الباريسية الأنيقة، أو زيارة أحد المقاهي المنتشرة على ضفاف نهر السين.
أما بروفانس، فهي منطقة ساحرة بجمالها الريفي، ويكفي أن تتمشى في حقول الخزامى، لتتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة في القرى. وتضيف الأسواق التقليدية لمسة خاصة؛ للاطلاع على الصناعات والمنتجات. أما من يرغب في قضاء وقت ممتع على الشاطئ، فالوجهة المثلى نيس عاصمة الريفييرا الفرنسية، المعروفة بشواطئها الزرقاء.
ويبقى للمدينة القديمة سحرها ودفئها، وعمرانها، ما يمنح المكان هوية وخصوصية.
سيشل.. جنة استوائية
سيشل، الأرخبيل الساحر في المحيط الهندي، الوجهة المثالية لعشاق الشواطئ البكر، والرفاهية المطلقة، فهذه الجزر تُعد جنة استوائية حقيقية، فهي تجمع بين الرمال البيضاء الناعمة، والمياه الفيروزية الصافية، وتوفر ملاذًا هادئًا، بعيدًا عن صخب الحياة اليومية. وفي جزيرة «ماهي»، أكبر جزر سيشل، يمكنكم استكشاف العاصمة فيكتوريا بحدائقها النباتية، وسوق السمك النابض بالحياة، بينما توفر شواطئها تجارب استرخاء فاخرة.
جزيرة براسلين
تعتبر جزيرة براسلين موطن وادي مايو، الموقع المدرج ضمن التراث العالمي لليونسكو، حيث يمكنكم رؤية أشجار «كوكو دي مير» الشهيرة، والاستمتاع بشاطئ «آنس لاتسيو»، الذي يُعد من أجمل شواطئ العالم. أما جزيرة «لا ديج»، فتعرف بأجوائها الهادئة، وشواطئها البكر، مثل «آنس سورس دارجون»، حيث يمكنكم ركوب الدراجات، واكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة. بالإضافة إلى ذلك، توفر سيشل مجموعة من المنتجعات الفاخرة، التي تقدم خدمات رفاهية متميزة، ما يجعل زيارتها تجربة فريدة.
أميركا.. تنوع الثقافات وجمال الطبيعة
الولايات المتحدة الأميركية بلد الأحلام، والإمكانيات اللامحدودة، فهي تقدم تجارب سفر متنوعة، تلبي الأذواق كافة، من المدن الصاخبة، إلى المناظر الطبيعية الخلابة.
وفي نيويورك، المدينة التي لا تنام، والمليئة بالحياة والحركة، تفتح أمامكم خيارات بلا حدود، مثل: سنترال بارك، وعروض «برودواي»، ومتحف متروبوليتان، لمشاهدة أعظم الأعمال الفنية. إلى جانب التسوق في «تايمز سكوير». حقاً، نيويورك وجهة لا تُضاهى لعشاق المدن الكبيرة.
أما كاليفورنيا، الولاية الذهبية التي تجمع بين الشواطئ الرائعة والمدن الديناميكية، فيمكنكم فيها استكشاف سان فرانسيسكو بجسرها الذهبي، والاستمتاع بأجواء هوليوود في لوس أنجلوس، أو الاستجمام على شواطئ سان دييغو.