اليازية الحوسني: أحلم بتمثيل الإمارات في المحافل الدولية باحثةً وإعلاميةً

في عصر تتسارع به التقنيات، وتتزايد تحديات المعلومات المغلوطة، تبرز اليازية الحوسني، مديرة مكتب الاتصال الإعلامي في مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، كشخصية تؤمن بأهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة؛ لتعزيز الوعي الإعلامي، وبأن العمل بروح الفريق الواحد أساس النجاح، والتغلب على العقبات والتحديات؛ مهما ك

في عصر تتسارع به التقنيات، وتتزايد تحديات المعلومات المغلوطة، تبرز اليازية الحوسني، مديرة مكتب الاتصال الإعلامي في مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، كشخصية تؤمن بأهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة؛ لتعزيز الوعي الإعلامي، وبأن العمل بروح الفريق الواحد أساس النجاح، والتغلب على العقبات والتحديات؛ مهما كانت كبيرة. ومن خلال عملها في «تريندز»، تسعى الحوسني إلى تحويل التحديات إلى فرص تعاون وابتكار مع أبرز المؤسسات الإعلامية، ودعم دور البحث العلمي كمكون رئيسي لمهمة «المركز» باستشراف المستقبل بالمعرفة.. في حوارها مع مجلة «زهرة الخليج»، تشارك الحوسني تجاربها وآراءها حول تأثير التكنولوجيا في الإعلام والمجتمع، وتتحدث عن دور «المركز» في نشر قيم التعايش والتسامح، وتقديم محتوى علمي موثق؛ يعزز المعرفة والمعلومات المستندة إلى البحث العلمي في المنطقة والعالم:

  • اليازية الحوسني

كونك من الكوادر النسائية الشابة.. كيف طورت خبرتك بمركز «تريندز» مسارك المهني؟

منذ البداية، خضت رحلة طويلة من النجاحات والتحديات، لكنَّ العمل في «تريندز» كان منعطفاً حاسماً في مسيرتي. لقد كان فرصة لتعميق فهمي للعمل الإعلامي والبحثي، وصقل مهاراتي في إدارة الفرق والمشروعات، وتحويل التحديات إلى فرص، وعدم الوقوف طويلاً أمام الأخطاء والعقبات، وتجاوزها، وتعلم الدروس منها، إلى جانب التركيز على الإيجابيات بدل السلبيات؛ للمحافظة على بيئة عمل إيجابية.

«العلاقات الدولية» تخصصك الجامعي.. ما الذي استفدته منه، وكيف تطبقين ذلك في عملك؟

 دراسة «العلاقات الدولية» كتخصص جامعي، زودتني بإطار تحليلي؛ لفهم السياسات والتحولات العالمية. هذا الإطار أدمجه يوميًا في استراتيجياتنا الإعلامية، كما أستخدم هذا الفهم في تقديم تحليلات دقيقة، تساعد الجمهور في فهم القضايا المعقدة، بطريقة سهلة وميسرة.

مهارات.. وخبرات

حدثينا عن رحلتك العملية.. بعد التخرج!

بدأت مسيرتي بتدريبات مكثفة في قسم العلاقات الدولية بوزارة الدفاع، حيث تعلمت كيفية التعامل مع المعلومات الحساسة، وتقديمها بشكل يحترم الدقة والشفافية. بعد ذلك، فتح لي «تريندز» الباب للالتحاق به، وبدأت مسيرتي المهنية مباشرة، وكنت محظوظة للغاية لأنني نشأت مهنياً في بيئة علمية محاطة بالخبراء والباحثين والمتخصصين، الذين لا يبخلون بتزويد الشباب بالمعلومات الدقيقة، والنصح والإرشاد، وتنمية مهاراتهم، والارتقاء بقدراتهم، كلٍّ في مجال تخصصه. وإلى جانب شغلي منصب مديرة مكتب الاتصال الإعلامي، شغلت أيضاً منصب رئيسة مجلس شباب «تريندز»، حيث كان له السبق في هذا الأمر، باعتباره أول جهة خاصة تطلق مجلساً للشباب، بهدف تمكين الباحثين الشباب، وتعزيز قدراتهم، وفتح آفاق جديدة أمامهم للحوار، وتشارك الأفكار، وتبادل وجهات النظر مع مجالس الشباب المختلفة.

كيف نجحت في تعزيز التعاون بين «تريندز»، وأبرز المؤسسات الإعلامية، وما الدور الذي لعبه البحث العلمي في استشراف المستقبل بالمعرفة؟

نؤمن، في مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، بأن المعرفة ليست حكراً على أحد، فالبحث العلمي مادة خصبة ودسمة، تحتاج إلى التبسيط؛ لنقلها في قوالب سهلة، تتناسب مع مختلف شرائح الجمهور، ما جعل تعزيز الروابط والشراكات والتعاون البناء مع المؤسسات والمنصات الإعلامية ضرورة ملحة، لنتمكن من نقل المعرفة والفكر المستنير إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور، عبر وسائل الإعلام المرئية، والمقروءة، والمسموعة.

لديكم أهداف نبيلة، منها: نشر قيم التعايش والتسامح، وتقديم محتوى علمي موثق، فهل تمكنتم من تحقيقها؟

نعم، تمكنا من تحقيق ذلك، من خلال البحوث والدراسات الدورية والمتنوعة، التي ينتجها فريق البحث العلمي في «المركز»، والتي تسعى، دائماً، إلى نشر قيم الخير والسلام والتعايش والتسامح، بمحتوى يُعلي من شأنها، ويذكر بها الأجيال الجديدة من الشباب، لكي لا يقعوا فريسة للأفكار الهدامة.

ما تأثير التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، والجمهور؟

التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فقد سهلتْ على وسائل الإعلام نقل المعلومة بسرعة، والتفاعل مع الأفراد والمجتمعات في كل زمان ومكان، لكنها فتحت المجال واسعاً أمام انتشار الأخبار الزائفة، والمعلومات المغلوطة، ما جعل الجمهور في حيرة وسط هذا الكم الهائل من المعلومات، الذي يتدفق على مدار الساعة، فاختلط الغث بالسمين؛ لهذا نعمل على تطويع التكنولوجيا، وتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتوعية الجمهور على منصات التواصل بكيفية تفادي الأخبار «المفبركة»، والمعلومات المغلوطة، حتى لا يقع فريسة للتضليل المعرفي.

سد الفجوة

ما دوركم في نشر المعلومات الصحيحة والموثوقة، التي تسد الفجوة المعرفية، الموجودة اليوم؟

نسعى إلى تعظيم الاستفادة من المخرجات البحثية والعلمية، بالمساهمة في سد الفجوة المعرفية، التي يعانيها العالم حالياً، إضافة إلى عقد ندوات وجلسات حوارية وحلقات نقاشية دورية، تناقش وتحلل مختلف القضايا الإقليمية والدولية. ونستضيف خلال هذه الفعاليات كوكبة من الخبراء والمتخصصين، ليعرف الجمهور حقيقة وواقع ومستقبل هذه الأزمات والصراعات عن طريقهم، فضلاً عن تنظيم برامج ودورات تدريبية في مختلف المجالات، تهدف إلى تنمية مهارات وقدرات المنخرطين فيها؛ لانتقاء المعلومات الموثوقة والصحيحة، إضافة إلى إجراء استطلاعات رأي ميدانية وإلكترونية، حول موضوعات وقضايا تشغل الجمهور، والهدف منها هو تحليل نتائج المسوحات، ومشاركة نتائجها مع المهتمين والباحثين عن مصادر المعلومة الدقيقة والموثوقة.

  • اليازية الحوسني

تحت شعار «استشراف المستقبل بالمعرفة»، أطلقتم منصة «تريندز المعرفة».. حدثينا عن دورها!

لتعزيز المعرفة والمعلومات المستندة إلى البحث العلمي في المنطقة والعالم؛ أطلقنا منصة «تريندز المعرفة»؛ كخدمة معرفية، تبث محتوى غنياً ومتنوعاً عبر تطبيق «واتساب»، وتسلط الضوء على التقارير والبحوث والدراسات، وعروض الكتب في شتى المجالات، من خلال مادة مقروءة ومرئية، تلبي احتياجات الباحثين والجمهور، بمختلف اهتماماتهم وتخصصاتهم.

ما رسالتك المجتمعية؟

رسالتي أوجهها إلى شباب وشابات مجتمع الإمارات، فأقول لهم: يجب علينا أن نتذكر، دائماً، عند خروجنا من منازلنا، والتعامل مع المحيطين بنا، أننا «عيال زايد»؛ لذا علينا مواصلة التعلم الصحيح والمتطور، مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا.

..وماذا عن أحلامك؟

حلمي تمثيل دولة الإمارات في المحافل الإقليمية والدولية كباحثة وإعلامية، تحمل طموحات، وتتطلع إلى المستقبل بإصرار وعزيمة لا يعرفان المستحيل، وهذا بالنسبة لي جزء بسيط من رد الجميل إلى الوطن، الذي نفتخر بالانتماء إلى ترابه، والولاء لقادته.