من محاضرة جامعية إلى رائدة أعمال متفانية، استطاعت آلاء الزواوي، السيدة السعودية الديناميكية، أن تترك بصمة مميزة في الصناعات المختلفة؛ فبفضل شغفها بريادة الأعمال، وبناء العلامات التجارية، أصبحت لاعبة رئيسية في مجالات: الجمال والعافية، والمأكولات والمشروبات، والتكنولوجيا. وباعتبارها مدافعة قوية عن تمكين المرأة، وتنوع الأعمال، حطمت آلاء الحواجز، وعززت روح ريادة الأعمال الحديثة في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، مقدمةً مشاريع ناجحة، لاقت نجاحات كبيرة، وحازت جوائز عدة، منها سبا «ZAAZ»، الذي حاز جائزة «أفضل سبا مستقل في دبي».. في هذا الحوار، نعرف أكثر عن قصة النجاح الملهمة لرائدة الأعمال السعودية:

  • آلاء الزواوي: التجارب الصعبة تزيدني قوةً

ما الذي ألهمك وأثر فيك؛ لتصلي إلى ما أنت عليه اليوم؟

ألهمتني رؤية التغيير الإيجابي، الذي يمكن أن أساهم فيه من خلال الابتكار. كنت أعيش حياة مرفهة ومستقرة، فقد كنت متزوجة، وأسعى إلى الحصول على درجة الدكتوراه في دبلن، وأعمل بأكبر شركة استشارات في العالم. لكن في رحلة اكتشاف الذات، التي قمت بها إلى نيبال، أدركت أنني - كسعودية - يكمن شغفي الحقيقي في بناء الأعمال، ورغم خوفي فقد كان بداخلي نداء قوي نحو هذا الطريق الجديد. أما التأثيرات، فتشمل الدعم العائلي القوي، بالإضافة إلى المدارس التي من خلالها تم اكتشاف مواهبي، وتطوير مهاراتي القيادية، وكذلك يقيني بأن النساء قادرات على إحداث فرق كبير في المجتمع، ما حفزني لتحقيق أحلامي.

نهج مُتَّبع

حدثينا عن أبرز التحديات التي واجهتك، وعمَّا تعلمته منها!

أحد أهم التحديات كان تغيير مجالي من محاضرة جامعية إلى رائدة أعمال، وتطلب هذا التحول شجاعة كبيرة، وتخلياً عن الأمان الوظيفي المألوف، ما أثار لديَّ الكثير من القلق والخوف. تعلمت من هذه التجربة أن الخوف من التغيير يجب أن يكون دافعاً للنمو والتطور، كما أدركت أن الإنسان يعيش مرة واحدة، ويجب أن يسعى وراء ما يريده، وما يجعله سعيداً، بدلاً من محاولة إرضاء الآخرين. 

ما الشيء الوحيد، الذي تمنيت لو كنت تعرفينه، عندما بدأت؟

تمنيت لو كنت أعرف، سابقاً، أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو جزء طبيعي من رحلة النجاح. عندما بدأت، كنت أخشى الفشل، لكنني مع الوقت تعلمت أن الفشل يحمل في طياته دروساً قيّمة، تساعد على النمو والتطور.

هل هناك نهج معين تتبعينه؛ لإنشاء علامة تجارية، والحفاظ عليها في السوق التنافسي اليوم؟

أركز على فهم الجمهور المستهدف، وتقديم منتجات وخدمات فريدة، وبناء قيم أساسية واضحة، والتواصل الفعّال مع العملاء، بالإضافة إلى الابتكار المستمر، وضمان الجودة والاستدامة؛ فهذه العناصر تساعد في تميز العلامة التجارية، وتعزيز ولاء العملاء في السوق التنافسي.

ما أبرز المحطات، التي تفتخرين بها في حياتك المهنية؟

كان تأسيس علامة «MOMO» لحظة حاسمة في مسيرتي المهنية، وفوزها بجائزة «أفضل مطعم دامبلينغ في الرياض» من قِبَل مجلة «Time Out»، كان من أهم محطاتي المهنية. كما أنني فخورة جداً بحصول سبا «ZAAZ» على جائزة «أفضل سبا مستقل في دبي»، لأن هذا الإنجاز يعكس التفاني والجودة، اللذين نلتزم بهما. كذلك مشاركتي كمتحدثة في فعاليات «Forbes»، كانت فرصة مهمة لمشاركة تجاربي ورؤيتي مع جمهور واسع من قادة الفكر ورواد الأعمال.

تمكين المرأة

كمدافعة عن تمكين المرأة.. ما الإجراءات التي اتخذتها؛ لتعزيز هذه القضايا؟

أتبع خطوات عدة؛ لتعزيز هذه القضايا، أبرزها: تقديم نموذج يُحتذى من خلال نجاحي الشخصي، والعمل مع مؤسِّسات موهوبات؛ لمساعدتهن في بناء وتطوير أعمالهن، ما يدعم النساء في ريادة الأعمال، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية وتوجيهية؛ لتمكين النساء بمهارات ضرورية للنجاح. كما أدعم التوازن بين الحياة العملية والشخصية للنساء؛ لضمان استمراريتهن، وتحقيق نجاحهن المهني. أيضاً، أشارك في مؤتمرات وندوات؛ لتعزيز الوعي، وتمكين النساء.

  • آلاء الزواوي: التجارب الصعبة تزيدني قوةً

حالياً.. ما أهم التحديات التي تواجهك في قطاع الجمال والعافية؟

أبرز التحديات هي الابتكار المستمر؛ للحفاظ على مكانتنا في السوق، والبقاء على اطلاع دائم في ما يخص أحدث اتجاهات الجمال والعافية. كما أننا لا ننسى دمج التراث والقيم الثقافية في منتجاتنا، بالإضافة إلى استخدام المواد الطبيعية، وضمان جودتها وسلامتها، وتبني ممارسات مستدامة، وتقليل الأثر البيئي. نواجه هذه التحديات؛ لتقديم منتجات متميزة، تلبي توقعات عميلاتنا، وتدعم التزامنا بقيمنا.

هل هناك استراتيجيات محددة ساعدت في دفع أعمالك بقطاعات متنوعة إلى الأمام؟

نعم، وتشمل: بناء علاقات استراتيجية مع شركاء ومستثمرين رئيسيين، وتنظيم الوقت، وتوزيع المهام باستخدام أدوات إدارة المشاريع لتحسين الإنتاجية، والابتكار المستمر والاستثمار في البحث والتطوير لتلبية احتياجات العملاء، والتكيف مع التغيرات السوقية، والتركيز على الجودة والاستدامة.. جميع هذه الاستراتيجيات ساعدتني في تعزيز أعمالي، والنمو في قطاعات متنوعة.

ما الصفات القيادية، التي تعتقدين أنها الأهم لسيدة الأعمال الناجحة؟

هناك صفات قيادية عدة، تعد أساسية لسيدة الأعمال الناجحة، منها: رؤية الفرص بتفاؤل، ودفع الطموح لتحقيق الأهداف، والشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة خلال الأوقات الحرجة، وبناء علاقات قوية بالتواضع والتواصل الفعّال، وضرورة التكيف مع التغيرات السريعة بمرونة وابتكار، ووضع استراتيجيات طويلة المدى لتحقيق النمو، والالتزام والشغف بالعمل؛ لتحقيق الأهداف. 

نصيحتك الدائمة، التي تقدمينها إلى رواد الأعمال الشباب، خاصة النساء.. ما هي؟

الثقة بالنفس، والرؤية الواضحة هما الأساس، وأنصح المرأة بأن تعمل بجد لتحقيق رؤيتها، وألا تدع الشكوك تمنعها من تحقيق أحلامها، وألا تخاف من الفشل، فهو جزء من الرحلة. كما أنصحها بالحرص على إعداد دراسة جدوى شاملة، وخطة عمل مفصلة؛ لضمان فهم السوق، وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح. بالإضافة إلى الابتكار الذي يعتبر مفتاح النجاح. 

كيف توازنين بين دورك كرائدة أعمال، وبين التزاماتك واهتماماتك الأخرى؟

  الموازنة بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن تكون تحدياً كبيراً، عندما يكون العمل خاصاً. لكن هناك بعض الخطوات التي تساعدني في تحقيقها، ومنها: الحرص على تحديد الأولويات، ووضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية، وأفوض فريقي في القيام ببعض المهام، وأطلب المساعدة عند الحاجة؛ فالدعم الاجتماعي يمكن أن يكون له دور كبير في تخفيف الضغط. كذلك، الاهتمام بالنفس هو الأساس، ومنه: ممارسة التمارين الرياضية، والتأمل، وقضاء الوقت مع الأصدقاء، ما يساعد في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. 

بين ثقافتَيْن

كيف تؤثر أعمالك في الثقافتَيْن: السعودية والإماراتية؟

أعمالي تساهم، بشكل كبير، في تعزيز الثقافتين السعودية والإماراتية، من خلال تقديم تجارب فريدة، تعكس تراثنا الغني، وقيمنا المشتركة. مثلاً، مطعم «فول وتميس» في الإمارات يعد جسراً يربط الثقافتين، ويوفر للجميع فرصة تذوق نكهات وأطباق سعودية تقليدية. ونحرص، أيضاً، على أن يكون تصميم المطعم وديكوراته مستوحاة من الثقافة السعودية، ما يوفر جواً دافئاً ومُرَحِّباً.

هل تلعب التكنولوجيا دوراً في نمو وكفاءة أعمالك؟

 في العصر الرقمي الحالي، تلعب التكنولوجيا دوراً حاسماً في تعزيز نمو وكفاءة أعمالي. فتساعدني التكنولوجيا في التنبؤ بالسوق، والتخطيط الاستراتيجي، وتبسيط العمليات الإدارية والمالية، وبالتالي الوصول إلى جمهور أوسع، من خلال التسويق الرقمي، وتحسين فاعلية العمل الجماعي، وتقديم دعم فعال وسريع إلى العملاء.

من يلهمك، وما الذي يحفزك خلال الأوقات الصعبة؟

يلهمني أفراد عائلتي وزوجي وأولادي، خاصة والدتي، التي تعتبر نموذجاً للمرأة القوية المثابرة، فهي دائماً تشجعني على السعي إلى تحقيق أحلامي، وعدم الاستسلام للتحديات. خلال الأوقات الصعبة، تحفزني رؤية الأثر الإيجابي، الذي يمكنني إحداثه في حياة الآخرين من خلال عملي. كذلك، أجد الدعم والتحفيز في فريق العمل، حيث يشجع بعضنا بعضاً، ونتعاون لتجاوز العقبات. وأتعلم الدروس من التجارب الصعبة؛ لاكتساب القوة والحكمة. هذه الدروس تجعلني أكثر تصميماً على تحقيق الأهداف، وتجاوز التحديات.

  •  
  • آلاء الزواوي: التجارب الصعبة تزيدني قوةً

ما المجالات التي تشاركين فيها وتجدينها أكثر صعوبة، ولماذا؟

مجال المطاعم والأغذية والمشروبات هو الأكثر صعوبة؛ بسبب المنافسة الشديدة، وتغير أذواق العملاء. كذلك، تزيد التكاليف المرتفعة، والامتثال للمعايير الصحية، واللوائح التنظيمية، تحديات هذا المجال. ورغم هذه التحديات، يمكن تحقيق النجاح من خلال تقديم تجربة طعام متميزة، وبناء قاعدة عملاء وفية.

ما الذي تودين أن يتذكرك الناس به؟

أريد أن يتذكرني الناس كسيدة أعمال طموحة، وملهمة، وناجحة، ولا تخشى المجازفة. كما أتمنى أن يُنظر إليَّ كشخصية أسهمت في تمكين المرأة، وكسرت الحواجز، وحققت نجاحات ملحوظة في مختلف الصناعات. وأود أن أكون قدوة للأجيال القادمة، وتكون قصتي دليلاً على أن الإيمان بالنفس والمثابرة يقودان إلى تحقيق الأحلام، والنجاحات العظيمة.

ما خططك المستقبلية، ومشاريعك القادمة؟

أسعى إلى تعزيز وتطوير الأعمال التي أعمل بها حالياً؛ لضمان نموها المستدام، وزيادة تأثيرها الإيجابي. بالإضافة إلى ذلك، أهدف إلى استكشاف فرص جديدة للابتكار والتوسع داخل المجالات نفسها.