مريم محمد الأحمدي: العطاء شعور دائم بالسعادة

يكاد المتابع لجمعيات النفع العام، في الإمارات، يرى اسم مريم محمد الأحمدي، المستشارة الحقوقية والمدربة في علوم الطاقة الحيوية، بالكثير من هذه المؤسسات، سواء كعضو أو كمؤسس؛ فمريم مشتعلة بحب التطوع، وخدمة المجتمع، وتسعى جاهدة إلى إحداث تغيير إيجابي في من حولها. وتربي أبناءها، كذلك، على حب التطوع، وتتطل

يكاد المتابع لجمعيات النفع العام، في الإمارات، يرى اسم مريم محمد الأحمدي، المستشارة الحقوقية والمدربة في علوم الطاقة الحيوية، بالكثير من هذه المؤسسات، سواء كعضو أو كمؤسس؛ فمريم مشتعلة بحب التطوع، وخدمة المجتمع، وتسعى جاهدة إلى إحداث تغيير إيجابي في من حولها. وتربي أبناءها، كذلك، على حب التطوع، وتتطلب منها حياتها العملية السفر دائماً لأداء مهامها، ومع كل ذلك يشغل التطوع حيزاً كبيراً من وقتها.. في هذا الحوار، نتعرف إلى مريم محمد الأحمدي عن قرب، ونسلط الضوء على مسيرتها الملهمة في المجالات المختلفة:

  • مريم محمد الأحمدي: العطاء شعور دائم بالسعادة

لديكِ سيرة حافلة في المجالات التطوعية والمجتمعية.. كيف يؤثر هذا في تشكيل شخصية مريم؟

سيرتي في العمل التطوعي أتاحت لي الاندماج في الحياة، وساعدتني في أن أكون جزءاً من التغيير الإيجابي داخل المجتمع؛ فهذا العمل طوّر شخصيتي، ومنحني شعوراً بالامتنان والمسؤولية المجتمعية. كما أن التطوع ساهم في إسعادي شخصياً وعملياً، وأرى في العطاء جزءاً من التعبير عن ذاتي، حيث أرغب في ترك بصمة واضحة، تتمثل في رسالتي الإنسانية الحقوقية.

حقوق الإنسان

شاركتِ في أكثر من 15 دورة بمجلس حقوق الإنسان، والعديد من البعثات الخارجية.. حدثينا عن هذه المشاركات!

مثل كثيرين غيري من أبناء هذا البلد، تشرفت بحمل أمانة تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها؛ اتباعاً لقيادتنا الرشيدة، ونهجها الدائم في هذا المجال. وتجسيداً لهذا الهدف النبيل، أحرص دائماً على المشاركة بفاعلية في الدورات الأممية، المعنية بحقوق الإنسان؛ لدفع المسيرة الحقوقية، التي تُطلق طاقات الإنسان، وتفتح سُبل الإبداع والتميز، وسأظل على هذا الدرب مهما كانت التضحيات؛ من أجل العدالة والمساواة عالمياً.

إلى أي درجة تسهم المؤسسات التعليمية في غرس حب التطوع بالنفس، وهل حدث هذا معك؟

 بالتأكيد، المؤسسات التعليمية تعدّ أحد قطاعات التنشئة المجتمعية على حب التطوع، إضافة إلى وظيفتها الرئيسية، فالمدارس والجامعات والمعاهد فرصتها أكبر في جعل التعلّم أكثر واقعية، من خلال برامج التطوع المنظمة. ومن هذا المنطلق؛ لزاماً على القطاعات التعليمية، ومساقاتها التدريسية، أن تُشجّع الطلبة، والعاملين بها، على تقديم خدمات حيوية إلى المجتمع، مثل: تنفيذ الحملات التطوعية، والمشاركة في المشاريع الخيرية والإنسانية، فلا يوجد وطن في العالم يخلو من حاجة إلى العمل التطوعي، بقيمته ودوره التنموي المهم، وما يعود بالنفع عليه. ناهيك عن أنني تربيت على يد سيدة، تُمثل المحبة والعطاء، وهذا الأمر جعل أمي قدوة عملية لي في تجاوز الذات، ومنح الآخرين جزءاً من طاقتنا الإيجابية.

تجربة شخصية

مؤخراً.. أصدرتِ كتاب «رسائل روحية أنثوية» بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، من أين أتت فكرة الكتاب؟

استلهمت فِكرة الكتاب من تجربتي الشخصية، كامرأة عاشت حياة مليئة بالتجارب الناجحة والمتعثرة، وجعلت مني روحاً لا تنهزم أمام تحديات الحياة، بل تأخذها كرسائل للتغيير، والارتقاء نحو الأفضل، وبالتالي أردت أن أنقل تجربتي على شكل رسائل نابعة من روحي إلى روح كل أنثى، ترغب في التواصل مع ذاتها الحقيقية، بعيداً عن كل المظاهر الخارجية، التي لا تؤثر فعلاً في جوهر حياتنا. «رسائل روحية أنثوية» تجربة مثيرة جعلتني أستشعر أهمية كل خطوة في تجسيد الإبداع، فكل مرحلة من مراحل حياتنا، تُمثل الوعي الإنساني الذي نعيشه، وعندما نوثّق هذه المراحل فإننا نعبّر عن شخصياتنا، التي تتطور وتتغير بشكل مستمر. كما أعمل، حالياً، على إصدار جديد، سيعبر عن مرحلة أخرى بكلمات وأفعال وطاقات خلّاقة.

  • مريم محمد الأحمدي: العطاء شعور دائم بالسعادة

كيف توفقين بين حياتك الأسرية والعملية والتطوعية؟

أومن بالنوع قبل الكم؛ لذلك أقضي وقتاً نوعياً مع أبنائي، أقدم فيه مشاعر صادقة، تمنحهم دفعات من الطاقة الإيجابية، والعمل التطوعي، كما أساهم في عملي بأفكار ومشاريع إبداعية، تترك أثراً إيجابياً كبيراً؛ حتى لو لم تتطلب ساعات عمل طويلة.

بالإضافة إلى تنمية الشعور تجاه الآخر، ومراعاة احتياجاته.. هل هناك أمور أخرى تعود على المرء بالنفع من التطوع؟

العطاء يمنح الإنسان شعوراً بالسعادة الحقيقية، يتجاوز المتعة اللحظية، التي توفرها ثقافة الاستهلاك، فعندما نمنح الآخرين جزءاً من طاقتنا، نحصل على طاقة إيجابية، تنعكس علينا صحةً جيدةً، ومشاعر فياضة، تُمكننا من العيش بهناء.

ونحن في موسم الإجازات والسفر.. هل السفر حق من حقوق الذات، وكيف نقوم بذلك؟

قضاء موسم الإجازات في السفر يعد إحدى ملذّات هذه الحياة، بل يعتبر أهم المتغيرات، التي تساعد على تحقيق الفرد قدراً مناسباً من التوافق المجتمعي مع ذاته؛ لأن الإنسان، عبر الحضارات المختلفة، يحب التنقل والترحال نحو أماكن جديدة، فاكتساب المعارف التي تنالها النفس بالسفر، واطلاعها على ثقافات جديدة، يعكسان هذه الحقوق الذاتية، ناهيك عن مشاعر الثقة والفاعلية، التي تقود إلى الرضا عن الحياة، والسعادة. نحن في دولة الإمارات انتقلنا من إشباع الحقوق الأساسية، إلى تحقيق الرفاه الإنساني على المستويات كافة، ومنها: رفاهية السفر، والاطلاع على الثقافات المختلفة، والترفيه عن النفس من روتين العمل والعلاقات.