شابات إماراتيات يتطلعن إلى المستقبل بحلول مستدامة ومبتكرة

يفتح المستقبل أبوابه للطامحين، الذين يمضون نحوه بخطى واثقة، ويصقلون مواهبهم بالمعارف والمهارات والدراسة الأكاديمية.. في دولة الإمارات، أرض الإبداع والتطور، تبرز طاقات شابة مبدعة، تتقن التعامل مع أدوات المستقبل، ودمج حلول التكنولوجيا بالتصميم والابتكار؛ لخدمة التنمية الشاملة، وتعزيز فرص نمو وازدهار ا

يفتح المستقبل أبوابه للطامحين، الذين يمضون نحوه بخطى واثقة، ويصقلون مواهبهم بالمعارف والمهارات والدراسة الأكاديمية.. في دولة الإمارات، أرض الإبداع والتطور، تبرز طاقات شابة مبدعة، تتقن التعامل مع أدوات المستقبل، ودمج حلول التكنولوجيا بالتصميم والابتكار؛ لخدمة التنمية الشاملة، وتعزيز فرص نمو وازدهار القطاعات الحيوية المستدامة.

وتعكس مشاريع خريجي معهد «دبي للتصميم والابتكار» قيم وطموحات وهموم الأجيال الشابة، القائمة على الاستدامة في مختلف المجالات والقطاعات؛ لتجد حلولاً مبتكرة؛ للحفاظ على لغتنا العربية، وكذلك تقاليد الضيافة الإماراتية، والوصول إلى طرق جديدة تربط الموضة بالمجتمعات؛ للعودة والاتصال مجدداً بالجذور، وأيضاً تقديم حلول للاستدامة في البيئة المحلية، والكشف عن العلاقة بين التنمية الحضرية والتنوع البيولوجي المحلي.. مجلة «زهرة الخليج» التقت مجموعة من الخريجات الإماراتيات؛ للتحدث عن مشاريعهن الإبداعية، التي تبشر بمستقبل أفضل.. تالياً نص الحوار:

  • هند‭ ‬توكل‭

هند‭ ‬توكل‭: ‬طموحي‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية

توضح هند توكل أن دراسة التصميم والابتكار فتحت لها آفاقاً جديدة؛ لدمج التفكير الإبداعي بالحلول العملية المستدامة للتحديات المعاصرة، فمن خلال تعلم مبادئ وتقنيات التصميم وإدارة المشاريع الاستراتيجية طورت حلولاً مبتكرة للمشكلات المعقدة. وأكدت أهمية الاستدامة في التصميم، حيث أصبحت قادرة على ترجمة أفضل الممارسات البيئية والاجتماعية في مشاريعها؛ لتعزيز تأثيرها الإيجابي في المجتمع.

تقول هند: «تمكنت من تطبيق ما تعلمته من خلال مشروعي (Cultivating Resilience)، الذي يعد مبادرة لإنشاء غابة غذائية داخلية؛ لتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة في المناطق الحضرية، حيث استخدمت تقنيات الزراعة الداخلية لتقليل الأثر البيئي. كما قمت بإدارة المشروع بشكل استراتيجي، مع التركيز على الابتكار والمشاركة المجتمعية؛ لضمان نجاحه واستدامته. وقد اخترت هذه الفكرة؛ لرغبتي في مواجهة تحديات التغير المناخي، وتعزيز الزراعة المستدامة، التي تمكنت من تنفيذها بالتعاون مع المجتمع المحلي والمدارس». 

وعن رؤيتها لتطوير استخدام مشروعها في الفترة المقبلة، أضافت: «أسعى ليشمل المزيد من المدارس والمجتمعات الحضرية، ما يعزز الأمن الغذائي والاستدامة على نطاق واسع، كما أتمنى تطوير شراكات مع الجهات الحكومية والخاصة؛ لدعم وتبني هذا النموذج الزراعي المستدام، وجعله جزءاً أساسياً من خطط التنمية الحضرية المستقبلية، فضلاً عن مساهمته في تعزيز الترابط الاجتماعي عبر مشاركة المجتمع في زراعة وإنتاج الغذاء المحلي». وتطمح هند إلى أن تكون رائدة في مجال التصميم الاستراتيجي المستدام، وتطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة، تسهم في تعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية، وتوفير حلول عملية لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام في المجتمع.

  • لميا‭ ‬العوضي‭

لميا‭ ‬العوضي‭: ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬هدفي‭ ‬الأسمى

من خلال مشروعها «عربي»، تسعى لميا العوضي إلى تقديم وسائل مبتكرة؛ لتدريس اللغة العربية للأطفال، وتعزيز تفاعلهم الإيجابي مع لغتهم الأم، من خلال الإبداع والاستكشاف والخيال. المشروع، الذي تم بالتعاون مع أكاديمية البنات الأميركية، من خلال الإبداع والاستكشاف والخيال، يهدف إلى استخدام طرق إبداعية وتفاعلية؛ لجعل تعليم اللغة العربية ممتعاً للأطفال.

تقول لميا: «يجب أن يكون التعليم نابعاً من القلب، وأن يكون جهداً تطوعياً في سبيل المرح والعمل الجماعي. لذا قمت بإنشاء إطار عمل، يتضمن مبادئ يجب اتباعها عند تنفيذ الواجبات والمهام الممتعة داخل الفصل الدراسي. وأنا متفائلة بشأن تطوير المزيد من المبادئ والأفكار حول كيفية جعل اللغة العربية ممتعة للأطفال. وهذه المشكلة معقدة للغاية، ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها، لكن هذا لا يعني أننا لسنا على بُعْد خطوات قليلة من إنقاذ لغتنا العربية، التي تعد جزءاً أساسياً من هويتنا». وتأمل لميا أن تؤسس شركة تكون متخصصة في مجال الاستدامة والابتكار؛ لتعمل من خلالها على تعزيز الهوية الثقافية، بمشاريع تدمج التعليم والتكنولوجيا، وتصبح مصدر إلهام لشباب الإمارات، والعالم العربي.

  • سعاد‭ ‬الفردان‭

سعاد‭ ‬الفردان‭: ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬بمجال‭ ‬الابتكار‭ ‬والتصميم

حب سعاد الفردان للتصميم والابتكار كان دافعها لاختيار تخصصها الجامعي والنبوغ فيه، بعدما استفادت من المعارف والمهارات التي اكتسبتها في دراستها؛ لتصميم وتنفيذ مشاريع إبداعية مبتكرة. وأكدت خلال لقائنا معها أن الاستدامة، التي تعد موضوعاً أساسياً في صناعة التصميم العالمية، شكلت عنصراً مهماً في اختيار فكرة مشروعها، التي تقوم على توفير بديل صديق للبيئة في ما يخص «الترتر والبريق»، المستخدمَيْن في الأزياء، فهما بشكلهما الحالي يساهمان في التلوث البلاستيكي، وذلك عن طريق إنتاجهما من قشور الأسماك، ما يعزز الوعي بأهمية الاستدامة في صناعة الأزياء، وتقليل كمية النفايات، وتحسين استخدام الموارد الطبيعية. 

وتتمنى سعاد إنشاء علامة تجارية رائدة في مجال الأزياء، والمساهمة في جعل الصناعات الإماراتية محوراً للابتكار والاستدامة عالمياً. كما أبدت امتنانها لما تقدمه دولة الإمارات من اهتمام كبير بمجال التصميم والابتكار، حيث تتخذ خطوات لتعزيز هذا القطاع من خلال استثمارات كبيرة، ودعم المواهب، وتطوير التعليم؛ ليشمل مواد تهتم بالابتكار, بجانب عملها على جذب المواهب العالمية، وتنظيم مسابقات لتشجيع الابتكار. كما أنها تبني شراكات مع مراكز الابتكار العالمية؛ لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة، ما يضعها في طليعة الدول المتقدمة بمجال التصميم والابتكار.

  • فاطمة‭ ‬لوتاه‭

فاطمة‭ ‬لوتاه‭: ‬صممت‭ ‬أثاثاً‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬والحداثة

تشير فاطمة لوتاه إلى أن مجال التصميم والابتكار يمنح المنتسبين إليه قدرةً على مضاعفة التفكير «خارج الصندوق»، وإدارة الوقت والموارد بكفاءة، كما يوفر الأدوات اللازمة لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، ما يشجع على الاستمرار والابتكار. وعن مشروعها، تقول فاطمة: «اخترت تصميم الأثاث؛ بناءً على أهمية المجلس الإماراتي كمحور اجتماعي وثقافي، كما حرصت على دمج الهوية والتقاليد الإماراتية في تصاميم الأثاث التي تجمع بين التراث والحداثة». وتضيف: «كما أطمح، من خلال مشروعي، إلى تعزيز الاستدامة البيئية باستخدام مواد صديقة للبيئة في تصنيع الأثاث، ودعم الاقتصاد المحلي عن طريق تعزيز الصناعات اليدوية، ومساعدة الحرفيين المحليين، بما يساهم في إنعاش سوق العمل، واستيعاب مواهبهم». وأعربت فاطمة عن رغبتها في العمل بمجال تصميم المنتجات المبتكرة، والمساهمة في تطوير حلول إبداعية ومستدامة، تلبي احتياجات المجتمع، وتحسن جودة حياة أفراده.