هناك سحرٌ خاص لتقدمنا في العمر، خاصة عندما نكون قادرين على التحول إلى أفضل نسخةٍ من أنفسنا، ومن المعروف أن هذه التحولات تحتاج منا إلى تبني عادات يومية محددة، تصنع الفارق.
وفي الستينات والسبعينات من عمرنا، لدينا فرصة ذهبية لإعادة صياغة أنفسنا، لكن هذا يتطلب الاتساق والالتزام، واعتماد عادات معينة، يمكنها تقديم الكثير لنا، وهنا نشارككِ بعضها.
تبني عقلية إيجابية:
غالبًا، يعزو أولئك الذين يزدهرون في الستينات والسبعينات من أعمارهم إلى تبني عقلية إيجابية، أي أنهم يفهمون تأثير أفكارهم في رفاهيتهم، وتجاربهم الحياتية. وعقولنا مثل التربة الخصبة، فإذا كنا نزرع السلبية باستمرار، فمن المحتمل أن هذا ما ستعكسه حياتنا، أما إذا ركزنا على الإيجابية والمرونة والامتنان، فإن هذه العناصر تصبح واقعنا. والشيء الرائع في هذه العادة هو أنها لا تتطلب أي أدوات أو موارد خاصة، بل هي مجرد قرار واعي باختيار الأفكار الإيجابية بدل الأفكار السلبية. كما أن تبني عقلية إيجابية لا يعني تجاهل تحديات الحياة، بل يتعلق الأمر باختيار رؤيتها كفرص للنمو، بدلاً من اعتبارها عقبات لا يمكن التغلب عليها.
إبقاء الجسم في حالة حركة:
العديد من الأفراد، الذين يزدهرون في الستينات والسبعينات من العمر، يشيرون إلى ضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام كإحدى عاداتهم اليومية الرئيسية؛ إذ إن إبقاء الجسم في حالة حركة يساهم في دعم الرفاهية وتحسين الحالة المزاجية. ولا يعني ذلك أن عليكِ أن تبقي في صالة الألعاب الرياضية، أو تركضي في سباقات الماراثون، بل يتعلق الأمر بالعثور على أنشطة ممتعة ترفع معدل ضربات قلبك، وتبقيكِ في حالة حركة. وقد تتفاجئين بمدى شعورك بالتحسن بعد تبني هذه العادة.
التعلم مدى الحياة:
يستمر الدماغ البشري في إنشاء خلايا عصبية جديدة، وإعادة تشكيل دوائره طوال حياتنا. وتثبت هذه العملية، المعروفة باسم «المرونة العصبية»، أنه لم يفت الأوان بعد لتعلم شيء جديد.
وغالبًا، يشترك الأشخاص، الذين يتألقون في الستينات والسبعينات من أعمارهم في حب التعلم مدى الحياة، سواء تعلق الأمر باكتساب هواية جديدة، أو إتقان لغة أجنبية، أو تعلم كيفية العزف على آلة موسيقية، فإن هذا السعي المستمر للمعرفة، يُبقي عقولهم منتجة، وحياتهم مثيرة للاهتمام.
ولا يقتصر التعلم مدى الحياة فقط على اكتساب مهارات أو معارف جديدة، بل يتعلق الأمر أيضًا بالبقاء منفتحةً وفضوليةً وقابلةً للتكيف في عالم دائم التغير. ومن خلال تعزيز عادة التعلم مدى الحياة، فإننا لا نثري حياتنا فحسب، بل نحسن أيضاً صحتنا المعرفية.
رعاية العلاقات:
غالبًا، يعطي الأشخاص الذين يزدهرون في الستينات والسبعينات الأولوية لتعزيز علاقاتهم، سواء مع العائلة، أو الأصدقاء، أو غيرهم، فهم يدركون أن هذه الروابط لا تجلب الفرح فحسب، بل توفر أيضًا شعوراً بالانتماء، ووجود الهدف. ويعتاد هؤلاء الأفراد التواصل مع أحبائهم بانتظام، وقضاء وقت ممتع معهم، والمشاركة بنشاط في حياتهم، أي أنهم يفهمون أن رعاية العلاقات ليست طريقاً باتجاه واحد، بل هي عملية متبادلة من العطاء والتلقي.
وسواء تعلق الأمر بتخصيص وقت لإجراء مكالمة أسبوعية مع صديق قديم، أو مجرد الاستمتاع بلحظات هادئة مع حيوان أليف، فإن رعاية العلاقات عادة أساسية لأولئك الذين يرغبون في تحقيق أقصى استفادة من فترة الستينات والسبعينات.