في الوقت، الذي لا يزال فيه معظم الناس مندهشين من التطور الهائل والكبير، الذي يجدونه في تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وقدرة التقنية الرقمية الجديدة على القيام بمهمات متعددة وسريعة خلال وقت قصير، دفع أصحاب رؤوس المال إلى التفكير في أتمتة معظم الوظائف البشرية، ويتجاهل هؤلاء الناس، أنفسهم، مساوئ الذكاء الاصطناعي، وإمكانية خسارتهم أعمالهم، في حال حدوث خلل يتعلق بأجهزتهم الذكية.
لكن القلق الجديد، الذي يحيط بمعظم المتعاملين مع الأنظمة الرقمية الذكية، هو خشية المحتويات الزائفة، التي يمكن أن يقتنع الناس بها، باعتبارها حقيقية، وتنتشر على منصات مواقع التواصل الاجتماعي على أنها كذلك، لكنها زائفة، الأمر الذي يعني أن الذكاء الاصطناعي سيبدأ في محاربة نفسه! وهو الأمر الذي حدث مع صور المغنية الأميركية الشهيرة تايلور سويفت، التي أنشئت لها بواسطة الذكاء الاصطناعي صورٌ في أوضاع حميمية، وظن الناس أنها حقيقية، قبل أن يقوم الذكاء الاصطناعي بحذفها فوراً.
ووفقاً لموقع «أندرويد أوثوريتي»، الأميركي، المعني بالتكنولوجيا، فقد أطلقت منصة «يوتيوب» خاصية جديدة موجهة إلى مشتركيها، تتيح لهم إزالة المحتوى الضار والمقلَّد وغير الحقيقي، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ذاتها، بهدف الحفاظ على أعمال حقيقية فقط.
وتكمن فكرة الخاصية الجديدة في مواجهة الاستخدام غير المشروع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن معالجة القلق المتزايد من استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليد الأفراد.
وأكدت منصة «يوتيوب» أن إساءة استخدام نموذج الشكاوى قد تؤدي إلى تعليق حساب المستخدم في المنصة، إذ تعي المنصة إمكانية إساءة استخدام هذا النظام لمضايقة صناع المحتوى، حيث يراجع موظفو «يوتيوب» طلبات الحظر، وإساءة الاستخدام يدوياً، بواسطة أشخاص عاديين، بهدف ضبط عملية المحاكاة والتقليد.
وللحد من انتشار المحتوى المزيف على «السوشيال ميديا»، بادرت «يوتيوب» بوضع علامات مميزة وبارزة للجمهور، على المحتوى المصنوع بالذكاء الاصطناعي، الذي يتم عرضه على منصتها التفاعلية، تحت طائلة إزالة المحتوى المخالف، الذي لا يلتزم بالتعليمات.
وتأتي هذه الاحتياطات قبل أشهر عدة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تُعد بها منصات «السوشيال ميديا» مكاناً خصباً لتبادل الأعمال الإبداعية والإعلامية، التي تتعلق بالمتنافسين في الانتخابات، وخشية تأثير المحتوى المضلل والمزيف في اختيارات الناس، خاصة أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي باتت لها القدرة على صنع مواد لا يستطيع الناس تفريقها عن الحقيقية، ومنها: صور، وفيديوهات، ومعلومات واقعية للغاية.