في مسعى لتأسيس وتشجيع الجيل الحالي على القراءة والمطالعة، وسط انتشار التكنولوجيا الرقمية، وتصدرها اهتمامات الشباب، ووسط تراجع عادة القراءة على صعيد عربي كبير، أنهت لجان «ملتقى اقرأ الإثرائي»، الذي يقام سنوياً في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، مرحلة المقابلات الشخصية، لاختيار المشاركين النهائيين في فعاليات الملتقى.
ويهدف الملتقى، الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، من اختيار المشاركين في فعالياته، بحسب الروائي الكويتي المعروف سعود السنعوسي، إلى تقديم إضافة نوعية ذات قيمة معرفية، تسهم في إعداد جيل قارئ يستنطق أفقاً مستقبلية بإطار أدبي مليء بالثقافة والشغف، وأن يكون من يتم اختيارهم على درجة من الوعي، ومعرفة كيفية إتقان كافة مهارات الإلقاء والقراءة، على أن تكون ذات محتوى إثرائي لكل متسابق.
وتتم طريقة اختيار النصوص، التي يتم التقدم بها للمشاركة في فعاليات الملتقى، من واقع تجربة قرائية بمعايير دقيقة، سواء باختيار الكتاب وكيفية التعمق في تسلسل أحداثه، رواية أو قصة، وربما مناقشة قضية ما.
والتأكيد على أن القراءة شغف وحصيلة معرفية. وفي مرحلة المقابلات، يجد المتسابقون أنفسهم قد قاموا بتلخيص الكتب التي قرؤوها، وبات لديهم الاستعداد الكافي لمناقشتها.
وقالت عضو لجنة التحكيم، الكاتبة اللبنانية مارسل العبد، إن مرحلة المقابلات تقود إلى مرحلة أكثر أهمية، حيث يتسنى من خلالها للأعضاء مقابلة المتسابقين، والتأكد من مستوى المشاركين، من الناحية الثقافية، والمعرفية، واللغوية، عبر الاستماع إلى ثقافة جيل يبشر بمستقبل واعد. وأضافت: «يوجد متسابقون بعمر 15 عامًا، كانوا بمثابة مفاجأة مُبهرة لجمال لغتهم وانسيابية وطلاقة سردهم، حيث أبحروا بالقراءة متعمقين باللغة العربية وعوالم الأدب». ونوهت العبد، في الوقت ذاته، بأن النصوص التي تم طرحها اتسمت بالتنوّع، وبعضها كان مكرراً، لكن لكل متسابق بصمة مختلفة عن الآخر.
فيما وصف المتسابقون مرحلة المقابلات بأنها حاسمة، كونها تحدد ملامح المرحلة المقبلة، وتربط بين مصادر الإبداع والاضطراب، فمرحلة المقابلات الشخصية من برنامج «اقرأ»، التي شارك بها أكثر من 170 متسابقاً، تعتبر مرحلة تقف على تفاصيل تقود إلى مراحل متقدمة، في ظل حماس منقطع النظير بين كافة المتسابقين القادمين من مناطق ودول عربية عدة.
ويهدف «ملتقى اقرأ الإثرائي» إلى تحفيز القراء، وتسليط الضوء على ثقافة القراءة بين أوساط المجتمع، من خلال تقديم برامج ثقافية نوعية، تسهم في زيادة الوعي، وغرس مفاهيم الاطلاع والإنتاج الثقافي المكتوب باللغة العربية، سعيًا نحو تحقيق هدف إلهام وتطوير مليون شاب وشابة بحلول عام 2030، وقد شهد البرنامج على مدار خمس سنوات إقبالاً كبيراً من قبل الشباب والفتيات، فقد شارك فيه أكثر من 50 ألف مشارك ومشاركة، وقُدّم خلاله أكثر من 1000 ساعة تدريبية، واستضاف أكثر من 100 كاتب ومثقف من مختلف دول العالم.