تواصل الجهات والمؤسسات الرسمية، في دولة الإمارات، العمل على تهيئة الطلاب الصغار بالمدارس، ليكونوا قادة الغد، من خلال مجموعة من المبادرات، التي تعنى بالحياة المجتمعية والصحة، والاهتمام بالمشاريع البيئية، والاستدامة.

ولهذا السبب، تواصل المدارس الحكومية، والخاصة، الانضمام إلى المبادرة التي أطلقتها هيئة البيئة - أبوظبي عام 2009، وتعنى بالمدارس المستدامة المعترف بها دولياً، حيث انضمت العام الماضي 314 مدرسة جديدة إلى تلك المبادرة، التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الاستدامة، والممارسات الصديقة للبيئة في مدارس إمارة أبوظبي، وتوجيه طلبة المدارس إلى قياس ومعالجة الأثر البيئي، وإلهامهم ليكونوا قادة التغيير، وتمكنهم من تحمُّل المسؤولية المجتمعية في المستقبل.

  • مدارس مستدامة في أبوظبي.. تهيئة قادة الغد منذ الصغر

ويصل عدد المدارس المشاركة في المبادرة، اليوم، إلى 552 مدرسة، شارك من خلالها 344.384 طالباً في المبادرات البيئية، حيث قامت 153 مدرسة منها بتقييم الأثر البيئي الخاص بها، وتم تمكين 29.700 طالب من الوصول إلى المجتمع، من خلال النوادي البيئية، التي تعتبر أحد المكونات الرئيسية للمبادرة، وشارك 213.469 طالباً بالرحلات الميدانية العملية، وقامت الهيئة بتوفير الدورات التدريبية، والمواد المرجعية، لـ4.646 معلماً.

وبلغ حجم المشاريع، التي تم تنفيذها ضمن المبادرة، 2.081 مشروعاً للتوعية المجتمعية، كما تعرف 32.000 زائر محلي ودولي على مبادرة المدارس المستدامة، وأهدافها، وأهم إنجازاتها، خلال مؤتمر «COP28»، الذي أقيم نهاية العام الماضي بـ«مدينة إكسبو» في دبي.

وعززت هيئة البيئة - أبوظبي، مؤخراً، جهودها لتشجيع المدارس على الانضمام إلى مبادرة المدارس المستدامة. ففي عام 2023 وحده، تمكنت الهيئة من تسجيل 314 مدرسة، ليرتفع إجمالي عدد المدارس المشاركة في المبادرة إلى 552 مدرسة، الأمر الذي يؤكد اهتمام والتزام المدارس بالاستدامة، كما أن مشاركة الطلاب في الأنشطة البيئية تعزز الوعي حول أهمية البيئة في حياتهم.

  • مدارس مستدامة في أبوظبي.. تهيئة قادة الغد منذ الصغر

وتعتمد الهيئة نظام «النجوم الخضراء»، لتقييم المدارس المشاركة في المبادرة، بناءً على أدائها، ما يحفز المدارس الأخرى على اتباع نهج أكثر استباقية؛ لتطوير المشاريع والمبادرات الهادفة للحفاظ على البيئة، وتبني الأنشطة التي تحفز الطلاب على الاهتمام بقضايا الاستدامة.

وفازت، عام 2013، «مبادرة المدارس المستدامة» بجائزة الشرق الأوسط الأخضر لأفضل مشروع للتوعية والتعليم البيئي. وفي 2015، أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) أن المدارس المستدامة تعتبر نموذجاً مبتكراً للتعليم من أجل التنمية المستدامة، يمكن تعميمه إقليمياً وعالمياً.

وفي عام 2017، تم اعتماد «المبادرة» كممارسة تعليمية بيئية عالمية متميزة من قِبَل الشراكة العالمية للتعليم البيئي (GEEP)، وتحقق المبادرة استراتيجية التعليم الأخضر المنظمة من قبل «اليونسكو»، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.