يسعى مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، من خلال «جائزة الشيخ زايد»، إلى مد جسور التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات من شتى أنحاء العالم.
وانسجاماً مع أهدافه، نظم المركز في العاصمة الإسبانية مدريد مؤتمراً أكاديمياً، حول التأثير الكبير الذي تحظى به «ألف ليلة وليلة» في إسبانيا، بالتعاون مع مؤسسة «البيت العربي» في مدريد، وبمشاركة نخبة من المتحدثين الأكاديميين والمتخصصين في اللغة العربية وآدابها.
جاء المؤتمر تحت عنوان: «ألف ليلة وليلة: رحلة عبر الزمان والمكان من أبوظبي إلى مدريد مروراً بطوكيو ولندن»، بمشاركة وفد مركز أبوظبي للغة العربية، الذي ضم: الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعبد الرحمن محمد النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية، إضافة إلى عدد من السفراء والمسؤولين والنخب الثقافية والأكاديمية والأدباء والكتاب العرب والإسبان.
ويأتي تعاون دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مع مؤسسة «البيت العربي» في مدريد، لإقامة مؤتمر «ألف ليلة وليلة»، ضمن جهود إمارة أبوظبي، ومساعيها إلى إقامة المؤتمرات والفعاليات والأنشطة العالمية، التي من شأنها التقريب بين مختلف الشعوب والثقافات حول العالم، ومد جسور الحوار المبني على التسامح وفهم واحترام وقبول ثقافة الآخر، كما نسعى من خلال هذه المؤتمرات إلى تعزيز ونشر اللغة العربية، والتعريف بآدابها وتراثها وإرثها الثقافي والحضاري.
كما تسعى «جائزة الشيخ زايد» إلى ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعاون المشترك بين مختلف ثقافات وشعوب العالم، وإثراء المشهد الثقافي المحلي والعالمي، واختيرت إسبانيا محطةً أولى للمؤتمر، تليها محطتان في اليابان والمملكة المتحدة، ضمن الجهود المتصلة بتعزيز ونشر الثقافة العربية على المستوى الدولي.
ونتج عن جلسات المؤتمر تحفيز المفكرين والباحثين والمترجمين والطلبة، على الدراسة والبحث في الثقافة العربية، بما يساهم في التواصل الثقافي مع إسبانيا، ومد جسور التبادل الحضاري، والتقريب بين الشعوب.
وتعد «ألف ليلة وليلة»، بحكاياتها وقصصها وشخصياتها من الأعمال الإبداعية، التي ساهمت في إثراء الأدب العالمي، فهي جسر للتواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى والشرق والغرب عموماً، حيث تُرجمت إلى العديد من اللغات العالمية، وألهمت مخيلة العديد من الأدباء والفنانين والشعراء في أعمالهم؛ لتصبح تراثاً إنسانياً، ينهل منه الجميع، وتتناقله الأجيال على مر العصور، وما زال العمل حتى يومنا هذا يحظى بمزيد من الدراسة والنقد والتحليل شرقاً وغرباً.