يوم الأب.. أوقات مختلفة وجوهر ثابت

يوم الأب مناسبة خاصة، تحتل مكانة مهمة في التقويمات الثقافية للعديد من الدول، ويتم الاحتفال بهذا اليوم في أنحاء مختلفة من العالم، وهو مخصص لتكريم الآباء والأبوة، والاعتراف بأدوارهم ومساهماتهم، التي لا غنى عنها في أسرهم والمجتمع.

وتختلف مواعيد الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، لكن في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، يتم الاحتفال به يوم الثالث من يونيو كل عام، بينما الدول العربية والشرق الأوسط تحتفل بهذه المناسبة في الـ21 من الشهر ذاته سنويًا، لذا إليك كل ما تحتاجين إلى معرفته عن يوم الأب؟

أصول يوم الأب في 3 يونيو.. تتبع جذوره:

أصول يوم الأب، مثل العديد من التقاليد، يكتنفها التاريخ، وتخضع للنقاش، بينما الحساب الأكثر قبولًا على نطاق واسع يرجع الفضل في إنشائه إلى حدث أقيم في سبوكان بواشنطن عام 1910، عندما طالبت السيدة «سونورا سمارت دود» باختيار يوم لتكريم والدها، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الأهلية، وهو الوالد الوحيد الذي قام بمفرده بتربية ستة أطفال، وذلك أسوة بالاحتفال بيوم الأم.

وانطلاقًا من احترامها العميق وإعجابها بجهود والدها، اقترحت «دود» فكرة يوم الأب على العديد من المؤسسات المحلية والأشخاص، مثل: الكنائس، وجمعية الشبان المسيحية، وأصحاب المتاجر، والمسؤولون الحكوميون المحليون، وأثمرت حملتها المتواصلة، فتم الاحتفال بيوم الأب الأول في 19 يونيو 1910.

وفي عام 1916، وافق الرئيس وودرو ويلسون، الذي وقع إعلاناً يؤسس لفكرة يوم الأب، لكنه لم يوقع مرسوماً خاصاً بها. وفي عام 1966، أصدر الرئيس الأميركي، ليندون جونسون، أول إعلان رئاسي لتكريم الأب، ليصبح يوم 3 يونيو مناسبة للاحتفال بالأب.

يوم الأب في 21 يونيو.. احتفال عربي:

من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن هذا الاحتفال لا يحدث في تاريخ عالمي، لكن اختارت دول مختلفة حول العالم تواريخ مختلفة لهذه المناسبة، وفي العديد من البلدان، بما في ذلك: الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، يتم الاحتفال بيوم الأب في 3 يونيو، بينما هناك دول أخرى تحتفل به يوم 21 يونيو.

ويرجع احتفال يوم الأب في الدول العربية، في 21 يونيو كل عام، إلى الدستور اللبناني، الذي أقر الاحتفال بهذا اليوم، ومنح الموظفين العاملين بالقطاع الحكومي إجازة رسمية بذلك اليوم. وفي عام 2016، احتفل موقع «غوغل» بيوم الأب اقتداءً بلبنان، ليؤكد أن هذا اليوم يوم دولي في الشرق الأوسط. ومن هنا، احتفلت مصر وبعض الدول العربية بيوم الأب في 21 يونيو من كل عام، مخالفة اليوم العالمي المقرر في 3 يونيو.

أهمية الاحتفال بيوم الأب:

يوم الأب ليس مجرد يوم لتبادل الهدايا؛ إنه يحمل أهمية أعمق، حيث يعتبر بمثابة تذكير سنوي بالدور الذي لا يقدر بثمن، والذي يلعبه الآباء في حياتنا، مع التأكيد على أهميتهم، ومساهماتهم الهائلة، ويوفر هذا اليوم فرصة للعائلات للالتقاء معاً، وتعزيز روابطها، وتعزيز ثقافة الاحترام والامتنان والتقدير المتبادل.

ويلعب الآباء دوراً فعالاً في تربية الأطفال، حيث يقدمون التوجيه، ويغرسون القيم، ويقدمون الدعم، ويغمرون أبناءهم بالحب غير المشروط. ويسمح الاحتفال بيوم الأب لنا بالاعتراف بهذه المساهمات بشكل صريح، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقوية بنية الأسرة، ويذكرنا بتقدير التضحيات التي قدمها آباؤنا، والدروس التي يواصلون تعليمنا إياها.

وفي المجتمع المعاصر، يتم الاحتفال بيوم الأب بحماسة ودفء ومودة عميقة، كما يمثل فرصة للأطفال من جميع الأعمار؛ للتعبير عن امتنانهم وحبهم لآبائهم، من خلال الهدايا المدروسة والبطاقات القلبية والوقت الجيد الذي يقضونه معاً. ومع اختلاف تاريخ الاحتفال بيوم الأب عالمياً، إلا أن جوهر اليوم يظل ثابتاً، وهو تقدير وتكريم شخصية الأب، سواء بإفطار بسيط في السرير، أو بطاقة مصنوعة يدوياً، أو مجرد قضاء اليوم معاً، وينصب التركيز على إظهار الامتنان والحب للآباء في كل مكان.

كيفية الاحتفال بيوم الأب:

هناك طرق عدة للاحتفال بيوم الأب، وإظهار تقديرك لوالدك.. في ما يلي بعضها:

1. إعداد وجبة خاصة:

سواء أكان والدكِ من عشاق الطعام أم لا، فإن الطريقة الرائعة للاحتفال بيوم الأب هي طهي وجبته المفضلة في المنزل. ويمكنك التخطيط لتناول وجبة الإفطار في السرير، أو وجبة غداء فخمة، أو عشاء فاخر، وبدلًا من ذلك إذا كنتِ تفضلين عدم الطهي، أو ترغبين في جعل يومكِ مميزاً للغاية، فيمكنكِ اصطحابه إلى مطعمه المفضل.

2. قضاء وقت ممتع معاً:

الوقت هو إحدى أغلى الهدايا، التي يمكنكِ تقديمها، لذا خططي لرحلة ليوم واحد، أو لنشاط تستمتعان به معاً، سواء كان رحلة مشي مليئة بالمغامرات، أو يوماً هادئاً لصيد الأسماك، أو يوماً مريحاً لمشاهدة أفلامه المفضلة، والمفتاح هو اختيار شيء يسمح بقضاء وقت ممتع معاً، وصنع ذكريات تعتزان بها.

3. هدية مدروسة:

ليس شرطاً أن تكون الهدية باهظة الثمن؛ حتى تكون ذات قيمة، فكري في ما يحتاجه والدكِ، أو الشيء الذي كان يريده منذ فترة، وقد يكون كتاباً جديداً من مؤلفه المفضل، أو أداة كان يتطلع إليها، أو هدية مصنوعة يدوياً تظهر حبكِ وجهدكِ، أو التفكير في منحه تجربة جديدة، مثل: دروس الطبخ، أو درس الغولف، أو تذكرة لحضور حفل موسيقي لفرقته المفضلة.

4. بطاقة صادقة:

في بعض الأحيان، تعبر الكلمات عن مشاعرنا بشكل أفضل من أي هدية، لذا قدمي إليه بطاقة صادقة، تعبرين فيها عن حبكِ وتقديرك لوالدكِ، أو مشاركة ذكرياتكِ المفضلة، أو شكره على دعمه وحبه، أو إخباره بمدى أهميته بالنسبة لكِ، فهذه اللمسة الشخصية تجعل احتفالكِ بيوم الأب أكثر خصوصية.

5. الاستماع إلى قصصه:

في كثير من الأحيان ننشغل بحياتنا؛ لدرجة أننا ننسى الاستماع إلى التجارب والقصص، التي يجب أن يشاركها كبارنا. في يوم الأب هذا، خصصي بعض الوقت؛ للاستماع إلى قصص والدكِ. وتذكري أن أفضل طريقة للاحتفال بيوم الأب تعتمد على تفضيلات والدكِ، وعلاقتك الخاصة به، والهدف هو جعله يشعر بالحب والتقدير؛ لذا اختاري نشاطاً تعتقدين أنه سيستمتع به بالفعل.