كل إنسان لديه خوف من شيء في الحياة. وعادة، نحاول السيطرة على مخاوفنا، لكن هناك بعض الأمور التي تفلت من بين أيدينا، وتتحول إلى رهاب (فوبيا)، ومن بين هذه الفوبيا ما يعرف بفوبيا الأماكن المغلقة، أو رهاب الكلوستروفوبيا (Claustrophobia)، الذي يعانيه عدد كبير من البشر حول العالم. فإذا كان لديكِ هذا النوع من الخوف، فإليك الطريقة التي تساعدك على التعامل معه والسيطرة عليه؟

ماذا يعني «رهاب الأماكن المغلقة» (الكلوستروفوبيا)؟

  • «الكلوستروفوبيا».. 5 نصائح للتخلي عن خوفك من الأماكن المغلقة

الخوف من الأماكن المغلقة اضطراب قلق شائع، يتجلى في خوف غير عقلاني من الأماكن المغلقة أو الضيقة، وقد يكون الخوف شديداً، لدرجة أنه يتعارض مع حياة الشخص، وأنشطته اليومية.

ويصاب الأشخاص، الذين يعانون الخوف من الأماكن المغلقة بمجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والنفسية، مثل: التعرق، وزيادة معدل ضربات القلب، والارتعاش، وحتى نوبات الهلع عند مواجهة مواقف، مثل: ركوب المصاعد، أو الطيران في الطائرات، أو مجرد الوجود في غرفة صغيرة.

أسباب «الكلوستروفوبيا» (الخوف من الأماكن المغلقة):

أصل الخوف من الأماكن المغلقة متنوع ومتعدد الأوجه، ويصاب بعض الأفراد بهذا الخوف بعد تجربة صادمة في مكان مغلق. على سبيل المثال، قد يصاب شخص محاصر في مصعد لفترة طويلة برهاب الأماكن المغلقة، وليست التجارب الشخصية فقط هي التي تؤدي إلى هذا الرهاب، فقد يكون الخوف من الأماكن المغلقة أيضاً سلوكاً مكتسباً، حيث يطور الشخص خوفاً من الأماكن الضيقة، بعد أن يشهد خوف شخص آخر، أو انزعاجه في مثل هذه المواقف.

وقد يكون هذا النوع من التعلم بالنيابة قوياً، ما يخلق انطباعاً دائماً، ويؤدي إلى تطور الرهاب. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أن خللاً في «اللوزة الدماغية» (المنطقة المسؤولة عن معالجة الخوف، والاستجابات العاطفية) يساهم في الخوف من الأماكن المغلقة، وهذا مجال بحث ديناميكي ومستمر لفهمنا الأسس العصبية للخوف من الأماكن المغلقة.

أعراض الخوف من الأماكن المغلقة:

  • «الكلوستروفوبيا».. 5 نصائح للتخلي عن خوفك من الأماكن المغلقة

تراوح مظاهر الخوف من الأماكن المغلقة بين الانزعاج الخفيف والخوف الشديد، وتشمل مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والنفسية.

على الجانب الجسدي، تشمل الأعراض عادةً:

- التعرق المفرط.

- تسارع معدل ضربات القلب.

- الارتعاش.

- الغثيان.

في الحالات الشديدة، قد يعاني الأفراد:

نوبات الهلع، التي تتميز باندفاع مفاجئ من الخوف الشديد، أو الانزعاج الذي يصل إلى ذروته في غضون دقائق.

بينما تنطوي الأعراض النفسية على:

خوف شديد، أو فزع غير متناسب مع الموقف، يؤدي إلى سلوك التهرب وتجنب الشيء. على سبيل المثال، قد يبذل الشخص المصاب برهاب الأماكن المغلقة جهوداً كبيرة لتجنب السفر بالسيارات أو الطائرات، أو حتى الامتناع عن دخول المتاجر، أو الغرف الصغيرة.

نصائح للتخلص من «الكلوستروفوبيا»:

بعد التعرف على رهاب الكلوستروفوبيا وأبرز أعراضه، من المهم أن نتذكر أن هناك استراتيجيات وطرقاً، يمكن استخدامها لإدارة هذا الخوف، والتغلب عليه في النهاية، ومنها:

1- فهم خوفكِ:

الخطوة الأولى للتغلب على الخوف من الأماكن المغلقة هي فهم خوفكِ. ولا يتعلق الأمر بالخوف فحسب، وإنما أيضاً بفهم ما يثير هذا الخوف، وكيف تتفاعلين معه، ولماذا يؤثر فيك بالطريقة التي يُفعل بها؟

والفهم يعزز توقع المحفزات المحتملة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها، وقد تجدين أنه من المفيد الاحتفاظ بمذكرات لتجاربكِ؛ لتحديد الأنماط والمحفزات، فمن خلال توثيق تجاربكِ، يمكنكِ التعرف على أوجه التشابه في المواقف التي تثير خوفكِ، والتي تساعدكِ في الاستعداد لها، أو تجنبها في المستقبل.

2- العلاج بالتعرض:

يعد العلاج بالتعرض طريقة علاج شائعة للرهاب، وأحياناً تكون فعالة للغاية، ويتضمن هذا العلاج تعريض نفسك تدريجياً، وبشكل متكرر، للموقف الذي يسبب لك الخوف حتى يتلاشى رد فعل الخوف لديكِ.

وهذه العملية ليست سهلة بالتأكيد، لأنها تتطلب مواجهة خوفكِ وجهاً لوجه، لكن مع توجيه متخصص بإمكانك تحقيق تقدم كبير. فكل ما في الأمر هو اتخاذ خطوات صغيرة وقابلة للإدارة نحو مواجهة خوفكِ والتغلب عليه.

  • «الكلوستروفوبيا».. 5 نصائح للتخلي عن خوفك من الأماكن المغلقة

3- تقنيات اليقظة والاسترخاء:

تقنيات اليقظة والاسترخاء مفيدة جداً في إدارة رهاب الكلوستروفوبيا، إذ تساعدكِ على البقاء هادئة ومركزة أثناء المواقف العصيبة، وتشمل هذه التقنيات: تمارين التنفس العميق، والاسترخاء العضلي التدريجي، وتمارين التصور، وكل هذا يجعلكِ حاضرة في اللحظة، وبدلاً من السماح لخوفكِ بحملك بعيداً، تساعدك الممارسة المنتظمة لهذه التقنية على إدارة استجابتك للخوف بشكل أفضل، والسيطرة على قلقكِ.

4- العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، هو نوع من العلاج النفسي، ويعتبر فعالاً للغاية في علاج الخوف من الأماكن المغلقة. ويتضمن العلاج السلوكي المعرفي التعرف على أنماط التفكير السلبية، التي تؤدي إلى الخوف والقلق، وتغييرها، حيث يعلمكِ طرقاً جديدة للتفكير والاستجابة للمواقف التي تسبب الخوف.

  • «الكلوستروفوبيا».. 5 نصائح للتخلي عن خوفك من الأماكن المغلقة

5- طلب المساعدة المهنية:

إذا كان الخوف من الأماكن المغلقة يؤثر بشدة في حياتكِ، فقد حان الوقت لطلب المساعدة المهنية. ويزودك أخصائي الصحة العقلية بالأدوات والدعم، التي تحتاجين إليها للتغلب على خوفكِ. ويقدم الخبراء استراتيجيات مستهدفة وشخصية لإدارة مخاوفكِ ومحفزاتكِ المحددة، كما يمكنهم أيضاً توفير بيئة آمنة وداعمة لك؛ للتعبير عن مخاوفكِ، واهتماماتكِ، والعمل على التغلب عليها.