من منا لا يتذكر أغاني راغب علامة؟.. تلك الألحان والنغمات الرومانسية، التي سكنت قلوبنا منذ عقود، ولا تزال إلى اليوم تحيي الشجون، وتلامس مشاعرنا بأجمل الكلمات، وأعذب الألحان.
هل لا زلت تستمعين إلى أغاني راغب علامة؟.. هل ترددينها مع أصدقائك وعائلتك في المناسبات؟.. هل تشعرين بالحنين إلى تلك الحقبة الجميلة، التي كانت أغاني راغب علامة عنوانًا لها؟
ولا شك في أن راغب علامة، يمثل ظاهرة فنية فريدة في عالم الغناء العربي؛ فقد نجح في توحيد الأجيال من خلال أغانيه الخالدة، التي تعبر عن مشاعر الحب والفراق والأمل والتفاؤل.
من «قلبي عشقها»، إلى «بكرا بيبرم دولابك»، و«علمتيني أحب الدنيا».. رسم راغب علامة لوحة فنية غنية بالألوان الرومانسية، التي لامست قلوب الملايين في مختلف أنحاء العالم العربي، والعالم أجمع، وبات قوة لا يستهان بها في صناعة الموسيقى، بعد أن حفر لنفسه مكاناً بصوته المميز، وحضوره المسرحي الكاريزمي، وتركت موسيقاه تأثيراً عميقاً في هذه الصناعة.
اليوم، يحتفل راغب علامة، الذي يحمل لقب «سوبر ستار لبنان»، بعيد ميلاده الـ62. وبهذه المناسبة، نخوض معاً، وبشكل أعمق، في حياته ومسيرته، واستكشاف بداياته المبكرة، وصعوده إلى النجومية، وتسجيلاته الموسيقية الواسعة، ومساهماته المهمة في صناعة الموسيقى.
بدايات «سوبر ستار لبنان» راغب علامة:
ولد راغب علامة في 7 يونيو 1962 بمنطقة الغبيري، إحدى ضواحي بيروت. ومنذ سن مبكرة جداً، تعلق بالموسيقى، ولاحظ الجميع موهبته الفذة، وشجعه أساتذته على تقديم فقرات غنائية في الحفلات المدرسية، كما علمه والده العزف على العود، وشارك في أول برنامج إذاعي عندما كان في الـ12 من عمره، وفاز بالميدالية الذهبية في مسابقة غناء على قناة الإذاعة اللبنانية.
بعد ذلك، التحق راغب علامة بالمعهد الموسيقي في بيروت، حيث بدأ صقل مهاراته، وتعلم العزف على العود، ودرس «السولفيج»؛ ليتخرج بدرجة جيد جداً.
صعود راغب علامة إلى النجومية:
عام 1982، وبمجرد أن أتم راغب علامة عامه الـ20، شارك في برنامج «استوديو الفن» عن فئة الأغنية الشعبية، وفاز بالمرتبة الأولى. وفي منتصف الثمانينيات، أطلق أول ألبوماته بعنوان «بكرا بيبرم دولابك»، ولاقى رواجاً كبيراً ونجاحاً غير مسبوق في العالم العربي، وليس داخل لبنان فقط.
وفي 1986، أصدر علامة ألبوم «ياريت»، الذي كان نقطة محورية في حياته الفنية، إذ لاقى نجاحاً ساحقاً، وأدخل أشكالاً جديدة إلى عالم الموسيقى العربية عن طريق هذا الألبوم، فاشتهر راغب علامة بأغانيه الرومانسية، المليئة بالعاطفة، والأسلوب الفريد.
وعلى مر السنين، أصدر راغب علامة العديد من الألبومات والأغاني الفردية الناجحة، وتصدرت هذه الألبومات قوائم الأغاني باستمرار، ليس فقط في العالم العربي، بل وأيضاً على مستوى العالم، إذ تتجاوز موسيقاه الحدود الوطنية والثقافية، ويتردد صداها لدى المعجبين من مختلف أنحاء العالم، نظراً لقدرته على لمس القلوب، وتوحيد الناس، من خلال موسيقاه، وهذه شهادة على موهبته الاستثنائية.
راغب علامة.. سجل موسيقي واسع:
سجل موسيقى راغب علامة واسع ومتنوع، ويظهر براعته كفنان، فمن الأغاني الرومانسية إلى الألحان الشعبية المبهجة، تشمل موسيقاه مجموعة واسعة من الأنواع والأساليب.
كل ألبوم وأغنية أصدرهما علامة لهما نكهتهما الفريدة، التي تعكس نمو الفنان، وتطوره على مر السنين، ولم تكتفِ موسيقاه بتسلية الملايين من المستمعين حول العالم فحسب، بل ألهمتهم أيضاً.
ومن أشهر ألبوماته: «قلبي عشقها» 1990، و«يا حياتي» 1993، و«توأم روحي» 1995، و«سهروني الليل» 2001، و«علمتيني» 1996، و«طب ليه» 2002، و«الحب الكبير» 2004.
حققت بعض ألبومات راغب علامة نجاحاً ومبيعات غير مسبوقة وقتها. فعلي سبيل المثال، تجاوز توزيع ألبوم «فرق كبير» أكثر من 250 ألف نسخة، وكذلك ألبوم «برافو عليكي»، الذي احتوى أغنيات لا تزال في ذاكرة الجمهور حتى اليوم، مثل «بسحب كلمتي، وفراقنا قدر، وعاشق عيونك».
قلبي عشقها:
ألبوم «قلبي عشقها»، أيضاً، من العلامات الفارقة في تاريخ راغب علامة والموسيقى العربية، حيث تجاوز حجم توزيعه المليون نسخة في مصر فقط، وتربع على قمة التوزيعات وقت إصداره، وأيضا ألبوم «علمتيني» تجاوز حاجز الـ700 ألف نسخة، وسيطر على سوق الأغنية في مصر ولبنان لوقت طويل، أكثر من المعتاد في هذا الوقت.
مساهمات راغب علامة في صناعة الموسيقى:
بجانب مسيرته الغنائية، ساهم راغب علامة، أيضاً، بشكل كبير في صناعة الموسيقى بطرق أخرى، فقد عمل كحكم في برامج المواهب التلفزيونية الشهيرة، مثل: «Arab Idol»، و«The X Factor»، وبهذه الأدوار ساعد في اكتشاف المواهب الجديدة وتوجيهها ورعايتها، ما وفر فرصاً للفنانين الطموحين للتألق.
علاوة على ذلك، استخدم علامة منصته؛ لرفع مستوى الوعي حول العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية، لقد استخدم موسيقاه ونفوذه، باستمرار، لإعطاء صوت لمن لا صوت لهم، ما عزز مكانته ليس فقط كمغنٍّ، بل كقدوة أيضاً.
جوائز كثيرة في جعبة راغب علامة:
فاز الفنان اللبناني بالكثير من الجوائز الفنية، على مدار مشواره الفني، ومن أبرزها: «الأسد الذهبي» عام 1998، و«أربيان ميوزك أوورد» 2004، و«موريكس دور» 2008، و«أفضل دويتو عربي» 2000 مع أليسا، و«أفضل مطرب» من الاتحاد العربي الأميركي عام 2001،و أفضل 100 شخصية عربية مشهورة من قبل «فوربس» الشرق الأوسط، وجائزة Big Apple Awards 2017.
حياة راغب علامة الخاصة:
يعد راغب علامة الشقيق الرابع بين 9 أشقاء، يعملون في مجالات مختلفة، عدا شقيقه «خضر»، الذي يتولى إدارة أعماله.
تزوج الفنان اللبناني مرتين، في المرة الأولى تزوج سيدة لبنانية فرنسية، لكن الزيجة لم تستمر أكثر من سنتين. وفي عام 1996، تزوج السيدة جيهان العلي، المعروفة بـ«جيهان علامة» في الوقت الحالي، وأنجب منها ولدَيْه: «خالد، ولؤي».
خالد علامة، الابن الأكبر لراغب وجيهان، من مواليد 1997، إذ يبلغ من العمر 27 عاماً، ويعمل بمجال صناعة المجوهرات، مع والدته «جيهان علامة»، ويقيم بين بيروت ودبي.
أما لؤي علامة، فهو الابن الأصغر ومن مواليد 2001، ويعمل بمجال الموضة وصناعة الأزياء، وخطف الأنظار خلال الفترة الماضية، بأسلوبه الجريء في تنسيق الأزياء وأدائه المختلف على مسرح عروض الأزياء العالمية، وقد حظي بإعجاب وإشادة واسعين من والديه.