نسمع، كثيراً، عبارة «الإفطار أهم وجبة في اليوم»، ورغم أن هذه العبارة قد تكون مملة في بعض الأحيان، إلا أنها تحمل حقيقة مهمة، لأولئك الذين يسعون إلى اتباع نظام غذائي صحي، إذ إن ما نأكله على الإفطار يؤثر بشكل عميق في أدائنا اليومي، ومستويات الطاقة لدينا.

ولا يتعلق الأمر فقط بما نأكله، ولكن أيضاً بوقت تناول وجبة الإفطار، لأن ذلك يُحدث فرقاً كبيراً بين يوم مليء بالطاقة والإنتاجية، ويوم يتميز بالتعب، وفقدان التركيز.

لهذا، فإن بدء يومكِ بالوجبة المناسبة يعزز عملية التمثيل الغذائي، وينظم مستويات السكر في الدم، ويقلل الإحساس الشديد في الجوع، ويوفر الطاقة الأساسية لجسمكِ.

هنا، سنخبركِ بالوقت الأمثل لتناول وجبة الإفطار؛ لأن ذلك يُعد خطوة إضافية في تحسين صحتكِ، وتعزيز مستويات الطاقة لديك، ودعم أمعائكِ، وتسريع عملية التمثيل الغذائي.

  • إفطارك الصباحي مفتاح الطاقة والصحة.. لكن متى يجب تناوله؟

ما الوقت المناسب لتناول وجبة الإفطار؟

عادة، يتم تناول الإفطار في المنزل فور الاستيقاظ، أو قبل الخروج من المنزل بعد الاغتسال والاستعداد لليوم، أو في المقهى بعد الخروج مباشرة.

وإذا أردنا أن نفكر في وقتٍ افتراضي، فيجب تناول وجبة الإفطار بين الـ7:00، والـ8:00 صباحاً، أي في الفترة الزمنية للاستيقاظ.

لذلك، من المسلم به أن الوقت الذي تستيقظين خلاله هو الوقت المناسب لتناول وجبة الإفطار. لكن، ماذا لو لم يكن كذلك؟.. في الواقع، هناك وقت مثالي لتناول وجبة الإفطار، وهو لا يتوافق بالضرورة مع وقت الاستيقاظ!

ووفقاً للخبراء، قد يكون من الأفضل، في بعض الأحيان، تأجيل وجبة الإفطار لمدة ساعة أو ساعتين؛ لتناولها في الوقت الصحيح، والأكثر من ذلك أنه لا يوجد وقت واحد مناسب لتناول الإفطار، لأن الوقت الصحيح يختلف من شخص لآخر.

ويمكنكِ بسهولة حساب أفضل وقتٍ للإفطار من خلال التأكد من وجود 12 ساعة على الأقل بين العشاء في الليلة السابقة، ووقت الوجبة في صباح اليوم التالي.

على سبيل المثال، إذا تناولتِ العشاء في الـ8:00 مساءً، فإن الوقت الأمثل لتناول الإفطار هو الـ8:00 صباحًا. وبالطبع، وفي حال تناولتِ عشاءً مبكراً، فيمكن تناول وجبة الإفطار مبكراً، أو الحفاظ عليها في وقتها المعتاد، ما يسمح بفترة صيام أطول من 12 ساعة.

وعلى العكس من ذلك، إذا تأخر العشاء، فمن المهم حساب وقت الإفطار المناسب، الذي قد يتضمن تأخيره إلى وقتٍ لاحق من الصباح، أي أنه يجب أن تمر 12 ساعة من الصيام بين هاتين الوجبتين، لأن ذلك يساعد ميكروبيوم الأمعاء، والبكتيريا الجيدة الموجودة فيها، على العمل، ما يجعل الأمعاء بأفضل حالاتها.

وتعتبر الأمعاء الصحية أمرًا بالغ الأهمية لصحة الجسم، كما يمكن لهذا الأمر أن يساعد على تسريع عملية التمثيل الغذائي، ما يحافظ على لياقتكِ.

إذا استيقظت متأخرة.. هل يمكنك تخطي وجبة الإفطار؟

  • إفطارك الصباحي مفتاح الطاقة والصحة.. لكن متى يجب تناوله؟

السؤال الذي يطرح نفسه إذا تناولت العشاء متأخراً، واستيقظت متأخرة، هو: هل لا يزال يتعين عليك تناول الإفطار، أم يمكنك تخطيه؟

تشير الأبحاث إلى أن تناول وجبة الإفطار بحلول الساعة الـ9:00 صباحاً يقلل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بنسبة تصل إلى 60%، لأن عملية التمثيل الغذائي لدينا تعمل بشكل أفضل في الصباح الباكر، وتصبح أكثر مقاومة للأنسولين مع تقدم اليوم.

ويعد الأنسولين أمراً بالغ الأهمية لتنظيم مستويات السكر في الدم، فعندما نكون مقاومين له، ترتفع مستويات السكر في الدم، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصةً حول منطقة البطن. وعلى المدى الطويل، يزيد خطر الإصابة بأمراضٍ مثل مرض السكري من النوع الثاني، لذا فإن تناول وجبة الإفطار في وقت مبكر يساعد الجسم على استقلاب الطعام بشكلٍ أكثر فاعلية.

ومع ذلك، ينبغي اعتبار الساعة الـ9:00 صباحاً بمثابة وقت إرشادي فقط، ففي حال تناولتِ العشاء متأخراً، فلا يزال بإمكانكِ الانتظار لمدة 12 ساعة قبل تناول وجبة إفطار خفيفة، دون تأجيل الغداء.

ولا بأس طالما أن تناول الطعام في وقتٍ متأخر كان لمناسبة فقط، وليس عادة، وتذكري أن تناول العشاء في وقت متأخر، ثم تخطي وجبة الإفطار، مزيج سيئ للغاية.

ويؤكد الخبراء أن الأفراد الذين يتناولون الطعام متأخراً، ولا يتناولون وجبة الإفطار بشكلِ معتاد، يزداد تعرضهم للالتهابات، والإجهاد التأكسدي أيضاً، وكذلك أمراض القلب.