أنجلينا جولي ممثلة ومخرجة أفلام وناشطة في مجال العمل الإنساني، اشتهرت بمهاراتها التمثيلية غير العادية، وعملها الرائد في مجال السينما، وجهودها الإنسانية الدؤوبة، وقد حفرت جولي لنفسها مكانة فريدة في المشهد العالمي.
حققت أنجلينا نجاحاً هائلاً في عالم هوليوود، وتُعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً في صناعة الترفيه الأميركية، علاوة على ذلك استخدمت شهرتها ونفوذها للدفاع عن العديد من القضايا الخيرية، ما عزز مكانتها كناشطة إنسانية عالمية.
نشأة أنجلينا جولي.. وبدايتها الفنية:
ولدت أنجلينا جولي فويت يوم 4 يونيو 1975، في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، في عائلة ذات نسب تمثيلي ثري، فهي ابنة الممثلَيْن: جون فويت ومارشلين برتراند، ما يفسر اهتمامها المبكر، وانغماسها اللاحق في عالم التمثيل.
بدأت الفنانة الأميركية حياتها المهنية منذ سن صغيرة، إذ خطت خطواتها الأولى في عمر 14 عاماً، بمجال الإعلانات وعروض الأزياء، حتى انضمت إلى أول فيلم تمثيلي لها عام 1933، هو «Cyborg 2»، وعلى الرغم من البداية المتواضعة، إلا أن هذا كان بمثابة نقطة الانطلاق التي مهدت الطريق لنجوميتها المستقبلية. وفي فيلم Hackers 1995، وفي وقت لاحق فيلم Gia 1998، دفع هذان الدوران جولي إلى النجومية، فحظيت موهبتها الخام، وحضورها الفريد على الشاشة بإشادة كبيرة، وسرعان ما ارتقت في صفوف هوليوود.
"لارا كروفت".. لحظة فارقة في مسار أنجلينا المهني:
كان أداؤها، في فيلم Girl, Interrupted 1999، لحظة فارقة في حياتها المهنية، حيث نالت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة، ما عزز مكانتها في هوليوود، ونطاقها ونفوذها، فتمكنت من الحصول على أدوار ومشاريع أكثر تحديًا.
تركت أنجلينا أثراً جيداً لدى الناس بموهبتها الفنية الكبيرة، منذ بدايتها الفنية حتى فيلم «لارا كروفت: تومب رايدر» عام 2001، الذي جعلها نجمة عالمية، وهو فيلم أكشن مأخوذ عن لعبة الفيديو "تومب رايدر"، وشاركها في البطولة كلٌّ من: جون فويت، وإيان غلين، ودانيال كريج. وحقق الفيلم إيرادات بلغت 274 مليون دولار في مختلف أنحاء العالم، لذا يعد من الأفلام التي حققت نجاحاً عالمياً، على الرغم من كل الانتقادات التي وجهت له، وعرفت أنجلينا من وقتها على أنها نجمة أفلام أكشن في مختلف أنحاء العالم.
أنجلينا جولي تتجه إلى الإنتاج:
عام 2007، اتجهت جولي إلى الإنتاج، فأنتجت أول أفلامها «مكان في الزمان»، وهو من نوعية الأفلام الوثائقية، ويدور حول الحياة في 27 مكاناً. وفي نفس السنة، شاركت أنجلينا في فيلم «القلب الكبير» مع عرفان خان، وإنتاج مايكل ونت بوتمب. يدور الفيلم حول قصة القلب الكبير، وهي قصة حقيقية حدثت عام 2003 في باكستان، بالقرب من الحدود الأفغانية، إذ تم اختطاف "دانيال بيرل"، المراسل الصحافي لجريدة "وول ستريت جورنال"، واتهامه في قضية جنائية، وتم العرض الأول للفيلم في مهرجان كان السينمائي، وبهذا الفيلم فازت أنجلينا للمرة الرابعة بجائزة "غولدن غلوب"، والمرة الثالثة بجائزة نقابة ممثلي الشاشة.
بعد مسيرة طويلة من النجاحات، أعلنت جولي، العام الماضي، عن نيتها اعتزال التمثيل بشكل نهائي، والابتعاد عن هوليوود، لأنها بيئة سامة وغير صحية، مؤكدة رغبتها في الانتقال للعيش بكمبوديا، إحدى دول قارة آسيا.
الحياة الشخصية لأنجلينا جولي:
كانت الحياة الرومانسية لأنجلينا جولي متنوعة مثل أدوارها السينمائية، فقد تزوجت ثلاث مرات، وكل علاقة أضافت إلى نسيج حياتها. استمر زواجها الأول من الممثل البريطاني جوني لي ميلر لمدة ثلاث سنوات، قبل أن ينفصلا في عام 1999.
وفي عام 2000، وجدت جولي الحب مرة أخرى مع الممثل الأميركي بيلي بوب ثورنتون، وكانت علاقتهما في دائرة الضوء دائماً، حتى وقع الانفصال بعد 3 سنوات، لتبدأ علاقاتها الغرامية مع طليقها براد بيت عام 2014، أثناء تصوير فيلم "Mr. & Mrs. Smith". واجهت علاقتهما صعوبات عام 2016، ما أدى إلى انفصالهما، وتم الانتهاء من طلاقهما عام 2019. ولأنجلينا مع براد 3 أطفال بيوليوجيون، و3 أطفال بالتبني، هم: "مادوكس، وباكس، وزهرة، وشيلوه، ونوكس، وفيفيان".
حظي قرار جولي وبيت بتبني 3 من أبنائهما، بإعجاب كبير من المجتمع الدولي، وكان محط أنظار الإعلام والمحبين والمعجبين من جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من التدقيق العام المستمر، وضغوط حياتها المهنية، فقد أعطت جولي الأولوية لعائلتها باستمرار، وأكدت أهمية حقوق الأطفال ورفاهيتهم.
أنجلينا جولي والعمل الإنساني:
جهود جولي الإنسانية جديرة بالملاحظة مثل مسيرتها المهنية في التمثيل، إن لم تكن أكثر، فقد شاركت في مشاريع خيرية دولية أثناء تصوير فيلم «تومب رايدر» في كمبوديا، وكانت هذه التجربة نقطة تحول لجولي، حيث أشعلت شرارة التزام مدى الحياة بالعمل الإنساني.
ومنذ ذلك الحين، زارت العديد من المناطق المتضررة من الحروب والكوارث، مستخدمة منصتها العالمية للدفاع عن حقوق اللاجئين، ودعم قضايا مختلفة، تتعلق بهجرة الأطفال والتعليم.
شغلت جولي منصب سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ثم عملت كمبعوثة خاصة، وفي هذه الأدوار، وعملت بلا كلل مستخدمة منصتها لجذب الانتباه إلى محنة النازحين في جميع أنحاء العالم، وكان لإسهاماتها تأثير عميق، حيث لفتت انتباه العالم إلى قضايا يتم تجاهلها.