أنتِ على وشك إجراء مقابلة عمل في وظيفة أحلامك، والمكان الذي لطالما تمنيته، وعازمة على الفوز بهذه المنافسة، وتفكرين في أنه عليكِ الاستعداد بلا هوادة.
والحقيقة هي أنه يمكنكِ الاستعداد لأيام عدة قبل تلك المقابلة، ومع ذلك يمكن أن ترتكبي أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا، التي عادةً يتم التغاضي عنها في مقابلات العمل، وقد تؤدي في النهاية إلى خسارتك الوظيفة.
ومن أجل مساعدتكِ، نرصد هنا أخطاءً في المقابلة الشخصية عليكِ تجنبها؛ إذا كنتِ تريدين الحصول على وظيفة أحلامك.
استخدام الكثير من المصطلحات والحديث المؤسسي:
في كل مقابلة، تُتاح لكِ الفرصة لإخبار الشخص الذي يجري معكِ الحديث عن خبرتكِ العملية السابقة، أو بحثكِ الأكاديمي. وهنا، يجب أن تكوني مستعدةً دائماً لتقديم كلامٍ معسول ذي صلة، وهو خطأ يرتكبه الناس عادةً. وفي الحقيقة، يتوقع العديد من المرشحين أن يكون القائمون على المقابلات على دراية بمكانة عملهم، كما هم أنفسهم، ولأنكِ تفترضين أن القائم بالمقابلة يعرف ما تتحدثين عنه، فقد تستخدمين الكثير من المصطلحات المجردة لشرح عملكِ.
كما يجب ألا تتحدثي باستخفاف مع صاحب العمل المحتمل، وفي الوقت ذاته لا تفترضي أنه يعرف عملكِ مثلك تماماً، لذا تجنبي المصطلحات والأفكار المجردة والملخصات السريعة للنقاط الصعبة.
ما يجب فعله: اجعلي مهاراتكِ مفهومة، من خلال تقديم أمثلة ومراجع ملموسة، توضح كيف يمكن تطبيق مهاراتكِ في مواقف الحياة اليومية.
اعتبار «نقاط الضعف» كأنها سمات إيجابية:
يكاد يكون من المحتم أن يسألكِ صاحب العمل المحتمل عن نقاط ضعفكِ، ويمكن أن يكون السؤال صريحاً، أو مبطناً. ومن أمثلة ذلك: «ما أكبر نقاط ضعفك؟»، و«إذا تحدثنا مع رئيسك في العمل، ما أوجه القصور التي من المحتمل أن يشير إليها؟»، و«ما الصعوبات أو الإحباطات التي اكتشفتها في وظيفتكِ الأخيرة؟».
لا أحد يريد أن يبدو ضعيفاً في مقابلة العمل، وعادةً تبدئين بالالتفاف على الإجابة، وقول: «أبقى مستيقظة طوال الليل؛ لإكمال المهام بمجرد تكليفي بها»، أو «عندما تكون المخاطر كبيرة، يمكنني أن أكون قائدة حازمة للغاية، وأصر على التميز». وهذه إجابات شائعة لهذا السؤال الصعب، إذ إنها تهدف إلى تحويل نقاط الضعف لديكِ إلى ميزات إيجابية، لكن أصحاب العمل لديك ليسوا أغبياء، فيمكنهم رؤية ذلك بوضوح، لذا تكون الإجابة الصادقة أفضل من الإجابة المرتبة، التي لا توجد بها نقاط ضعف حقيقية.
ما يجب فعله: كوني صادقة، إذ يمكنكِ الكشف عن نقطة ضعف غير مهمة، لكنها حقيقية: «أعاني أحيانًا المواعيد النهائية المرهقة، لكنني أعتقد أنني تعلمت كيفية التعامل معها».
وهناك طريقة جيدة أخرى للتعامل مع هذا السؤال، هي أن تكوني صادقة، وأن تعترفي بأنكِ لا تمتلكين كل المهارات المذكورة في إعلان الوظيفة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تشرحي لماذا لا يمثل ذلك مشكلة لك. على سبيل المثال، يمكن القول: «لقد ذكر في إعلان الوظيفة أنكم تفضلون موظفاً لديه سنوات عدة من الخبرة الوظيفية لا أملكها، لكني أعتقد أن مؤهلاتي الأخرى تعوض ذلك»، أو «قرأت أنكم تفضلون شخصًا يجيد اللغة الإسبانية. أنا لم أتقن اللغة الإسبانية بَعْدُ، لكن يمكنني مواصلة المحادثة، كما أنني منضمة إلى دورة لتحسين مهاراتي في المحادثة».
التظاهر بمعرفة كيفية القيام بشيء ما:
هذه هي وظيفة أحلامك، ويبدو أنكِ مرشحة مثالية، وفي حين أن المقابلة تسير بسلاسة، إلا أن القائمين عليها يمكن أن يخرجوكِ عن المسار الصحيح، بطريق طرح مهمة تحتاجين إلى إكمالها، ولكن ليست لديكِ خبرة بها. وفي هذه الحالة، أسوأ ما يمكن فعله هو إثبات أنكِ تعرفين كل شيء، ثم الاستسلام والاعتراف بأنكِ لا تستطيعين إكمال المهمة.
ما يجب فعله: الطريقة الأفضل للتعامل مع هذا الأمر هي الاعتراف بأنه ليست لديكِ خبرة بهذه المهمة بالذات، ولكن في الوقت نفسه أنتِ متحمسة لها، ومتلهفة للتعلم.
عدم إجراء بحث عن الشركة ورسالتها قبل المقابلة:
ستمنحكِ كل مقابلة تقريباً الفرصة لإظهار أنكِ قد درست كل ما هو متاح للجمهور حول مكان العمل المحتمل، أو على الأقل قمتِ بفحص موقع الويب الخاص بالشركة، وقد يتم اختباركِ بطرق عدة. على سبيل المثال: قد يسألك القائمون على المقابلة عن سبب رغبتك في العمل بهذه الشركة، والإجابة الخاطئة هي أن تقولي ببساطة: «سأكون متحمسة؛ لكوني زميلتكم».
ما يجب فعله: قومي بالإشارة إلى شيء محدد حول الشركة، لم يذكروه بعد، ما يدل على أنكِ فكرتِ في نوع مكان العمل، وما يمكنك أن تقدميه.